تحقيقات وتقارير

التسول في الخرطوم.. القضية التي تبحث عن معالجة ..!!


هذه الاحصائية غير مقصود بها وزارة الرعاية الاجتماعية
ماسحو الاحذية (أطفال) .. غاسلو السيارات (أطفال) .. الباعة في الاسواق (أطفال) .. المتسولون (أطفال) .. النساء اللائي يتسولن يستخدمن في تسولهن (أطفال) .. بائعو المناديل في الشوارع والاوستوب (أطفال) .. اصحاب الحالات الخاصة (المعاقين) في الشوارع (أطفال)..؟؟ العمالة في الاعمال الشاقة (أطفال) كل هؤلاء أطفال لا يبحثون عن التعليم ولا عن الصحة ولا عن الرفاهية ولكنهم يبحثون عن البقاء في هذه الحياة .. يبحثون عن (لقمة العيش) ..

هؤلاء هم اطفال السودان .. هؤلاء هم جيل المستقبل .. فهناك سؤال يقفز للاذهان وهو ماذا ننتظر من هؤلاء الاطفال في المستقبل القريب .. وما هي الصورة الذهنية التي ارتبطت بأذهانهم تجاه المجتمع .. فالاجابة متروكة للقارئ.؟؟!!
كنت اتمنى ان التقي القائم بالاعمال الامريكية في السودان واطلب من طلب لا علاقة له بالسياسة ولا بالاقتصاد ولا بدارفور وكذلك لا علاقة له بالاقتصاد ولا حتى بالهجرة لأمريكا (اللوتري) ولكنه طلب انساني (بحت) في غاية البساطة وهو ان يتبنى القائم بالاعمال الامريكية فكرة الاشراف أو بناء (مسيد خاص) أو (تكية) تتكون من غرفة لتحضير (الكسرة او العصيدة) و(حوش) بالاضافة (لماسورة ومنافع) .. هذا كل ما نحتاجه لكبح جماح تلك الاسراب من المتسولين التي تغزو العاصمة صباح كل يوم جديد بحثا عن حق (الكسرة والملاح) ..
هذه قصة حقيقية ومؤلمة .. قصة سودانية حقيقية (غير ملفقة) لا علاقة لها بالانتخابات ولا السلطة وايضا لا علاقة لها بمن سيحكم اللهم انها حدثت في زحمة المغالطات وبالانجازات..

اب مسن له من البنات والبنين .. فكان أعمى لا يبصر .. ليس له معاش.. فالظروف كانت قاسية وعاصفة لا تفرق ما بين المبصر والاعمى .. فكان لذلك الرجل المسن الاعمى بنت ملاحقة بالرسوم الدراسية باستمرار .. فذات يوم طلبت من ابيها مبلغ الرسوم الدراسية وكان ذلك بإلحام كبير .. فكانت اجابته ان يا بنيتي اصحبيني الى موقف المواصلات حتى اذهب لصديق لي (قديم) واطلب منه مبلغ الرسوم الدراسية .. فما كان من تلك الابنة الا وان اصطحبت ابيها لموقف المواصلات ووقفت جوار الحافلة حتى يصعد ابوها وتطمن بان والدها الاعمى قد جلس في مقعده .. ظانة منها انه سيعود لها بعد ساعة او ساعتين بالمبلغ المطلوب وهو (الرسوم الدراسية) وظلت البنت واقفة بجوار الحافلة منتظرة حتى ترحل الحافلة وبعدها تذهب هي للمنزل وكذلك ظن الاب المسن (الاعمى) ان ابنته قد ذهبت الى المنزل وبعد لحظات من جلوسه نهض متلمساً الطريق للنزول من الحافلة وكانت عينا ابنته تراقبانه في استغراب شديد (ترى اين سيذهب ابي ؟؟) في الوقت الذي لم تتحرك فيه الحافلة بعد من الموقف ..

نزل الشيخ الكبير متحسساً منافذ الحافلة وهو يلهج بصوت خافت ويمد يده المرتجفة لركاب الحافلة (لله يا محسنين .. لله يا ناس الله .. بنتي محتاجة لرسوم الدراسة) .. هنا صرخت ابنته التي كانت بجواره .. (ابووووووي انت قلت لي ماشي لي صاحبك .. البوديك تشحد شنو ؟؟؟؟!!!!).
هذه القصة غير صالحة للنشر ولكنها تصلح للتأمل واصحاح الضمير السوداني والعربي الذي بدأ يموت فينا ..
هذه القصة ليس المقصود منها استهداف هذا او ذاك او تلك بل هي دعوة لنقف ونتدبر نعم الله علينا و(فيم انفقنا تلك النعم) ..
السودان به من المنظمات التي تسد الافق ولكنها منظمات مشلولة لا تستطيع ان تسد فم جائع .. منظمات موسمية تنتظر مواسم الخريف ومواسم الشتاء حتى تتحرك بهالة اعلامية كبيرة باحثة عن (الاعلان عن نفسها) عبر الوسائط ..
صحو النوم ايتها المنظمات .. فاليوم السودان احوج اليكم من ذي قبل ..
شكرا للـ (يونسيف) وانتم تهتمون بالاطفال .. شكرا لكم وانت تعملون في (صمت) عفيف تجوبون السودان شمالا وجنوبا وشرقا وغربا تعينون الاطفال على تلمس درب الحياة الاخضر .. دون اي (ضوضاء اعلامية) ولا (فصاحة كلامية).
شكرا لكم لما قدمتموه لاطفال شرق السودان من برامج طموحة نتمنى ان ترى الاعلام قريباً..

عيسى عبد الله احمد
صحيفة ألوان


تعليق واحد

  1. استاذنا عيسى… بالعربى الدارجى كدا ما كل المدردم ليمون…يعنى ما كل اﻻطفال المتسولين محتاجين ،، وهذا ليس دفاعآ عن الجمتمع او منظماته او وزارة الرعايه الإجتماعيه ولكن صدقآ أصبحنا ﻻندرى المحتاج من المسترزق ،، خاصه مع إنتشار من يستخدمون اﻻطفال للتجاره( بالشحده) مع شكرى واحترامى