لبنى عثمان

إنه عطرك.. في عالمي


عالمي.. خريطة واسعة تملأها الألوان وتحدها الحدود.. وهي الخريطة الوحيدة التي أستطيع السفر من خلالها متى شئت.. حياتي سحر منبثق من نبع خيالي.. أشعر بإحساس غير ذي إحساس أدخل من خلاله إلى عالم التجسيد والترجمة أحاول كثيراً فك رموز مشاهد كثيرة.. بالرغم من طياته الأزلية ورموزه السريانية..

ذلك هو بحري الخاص.. إمبراطوريتي الوحيدة.. وخطوطي الحمراء..

البارحة ارتديت معطف الحنين.. واحتسيت بعضاً من وجع.. واستفردت بنفسي.. عبثت عمداً بملف ما كان يشاغب عيني.. وكلما هممت بأن أزيح ناظري عنه لمحته يلوح لقلبي.. وذاكرتي تصرخ.. أن أفتحه.. أن أعطر روحي به.. وأن أقرأ ما فيه.. بدأت أقلب محتوياته، وأنا أضع يدي على قلبي.. كل شيء فيه كان يخصك وحدك.. كأنني أقلب شيئاً منك.. شيئا لم يصل يوماً إلى يديك.. مثلي أنا تماماً.. أتذكر أني كتبتها وأنا بكامل قواي العاطفية والعقلية..

استحضرت الذكرى كما الأرواح في كأس من مرارة الحب.. أجدني ولوهلة أجر قلمي بلهفة لأسطر بين صفحاتي مكنون ذلك الحب.. الذي يجري فوق ملامح حياتي.. ينقش بحوافره تعاريج ونتوءات في الزمن العابث.. استيقظت من حلمي المقطوع أداري وحشة صحرائي أتفحص مرآتي..

ذات الروح وذات الفكر.. لكن وجهاً عالمياً تغير.. حتى اسمه تغير.. ولكن ذاكرتي لا تزال حبلى تحفل بلون بشاشة أيامي.. تردد لعل وجه الليل يرحل ولعل صوت الفجر يقبل.. ويمسي ذلك القلب يرفل من جديد بالحياة معترفا بأنه قد فشل في إجهاض ذاك الحب وأن كل محاولاته بالتخلص منه كانت مجرد أوهام.. رغم اليقين بأنه حب مخلوط!!

من وجه حياتي تسربت.. فقدري أن أحبك.. دون سبب.. في عالمي تتشكل.. في كل أمكنته أراك يغيب ظلي وطيفك عني لا يغيب.. فقد جاء حبك لعالمي مصادفه.. وأجمل ما في الحب ما كان بدايته مصادفة.. فنحن نبدأ الحب من مصادفة مدهشة.. ولكننا لا نكره.. إلا بتخطيط مسبق.. فلا كراهية تأتي مفاجئة.. وأجمل ما في المصادفة.. أني عشت لك.. وأصبحت لا أعرف العيش إلا بك.. لم أكن فاقدة الوعي حين أدركت ذلك.. ولم أكن أعاني شرخاً في قلبي أود أن أعالجه بك.. ولم أكن مجرد أنثى مكسورة تبحث عن مجرد رجل يجبر أحاسيسها.. بل كنت ممتلئة بك حد الانفجار.. وكنت أواري عيني عنك حتى لا تقرأ ما فيهما لك.. لطالما كنت الأفضل في قراءة خاطري.. قبل أن أعدمه بوحاً.. كتبت الكثير وكنت بعد أن أنهي كتاباتي أسارع لاحتضان كلماتي لك.. والتشبث بها.. إنه عطرك.. إنه دفئك.. في بوحي بك.. على الرغم من أنك لم تكن ترتدي معطفاً.. ولم تسعني الفرصة لأغرق في عطرك..

** منحنى **

يشتتني عطري في عالمك

أحسك في قلبي..

وفي قلبي أنت عطر عالمي..