عالمية

تعرف على جزء مهم من تاريخ مكة وقت سيطرة حزب الاتحاد والترقي عليها والذي فرض الضرائب علي المكيين حتى على الميت!!


صاحب عزل السلطان عبدالحميد العثماني عن الحكم في عاصمة الخلافة إستانبول، بروز سلطة حزب الاتحاد والترقي، وتغلغل نفوذه وظهوره على مسرح الأحداث في العالم الإسلامي، والولايات التابعة للدولة العثمانية.

ومن الولايات التي حاول الحزب بسط نفوذه عليها مكة المكرمة، حيث جاهدوا للسيطرة على كثير من الأمور فيها، كالتعليم والصحافة والصحة وغير ذلك، وبانت سيطرتهم حين فرضوا الكثير من الضرائب على السكان، سواء بشكل مباشر، أوعلى شكل تبرعات لبعض الإصلاحات الوهمية.
وبحسب صحيفة مكة في هذه الفترة عزل الوالي أحمد راتب باشا، ووصل بدلا منه الوالي كاظم باشا، ووصل معه أبوالثريا أفندي من رجالات بيروت، وكان الوالي يأخذ برأيه في كل صغيرة وكبيرة، ولأنه كان متسلطا جبارا، سماه الناس “أبوالشر” بدلا من أبوالثريا، حتى إن المؤرخ عبدالستار الدهلوي قال عنه “وصل من بيروت أبوالثريا وكان من شياطين الإنس، ارتكب كل موبقة وسلط الناس بعضهم على بعض، فتوغرت القلوب واشمأزت منه النفوس”.
ومن أهم الأحداث التي دونت عن تلك الفترة الحادثة الشهيرة التي عرفت بحادثة القبوري، والتي كان من أهم نتائجها عزل الشريف علي باشا عن إمارة مكة المكرمة.
وبدأت أحداث الواقعة بتدبير من أبوالثريا ومدير الصحة في مكة والمسمى رفعت أفندي، اللذين قررا أن يكون على كل ميت يدفن في مقابر المعلاة ضريبة تؤخذ من أهله، وأبلغا بذلك المسؤول عن المقابر في مكة أو شيخ القبرجية كما كان يسمى، وكانت الضريبة المقررة خمسة ريالات مجيدية، على أن يكون خمس الضريبة للصرف على المقابر، والباقي يعود لدائرة الصحة، لتصرفه أيضا في نفس الأمر – حسب زعمهم – ولم يكن هذا المبلغ بسيطا، إلا أنه وكما يبدو سارت الأمور كما يريدون فترة من الزمن، حتى كانت حادثة القبوري الشهيرة، والتي ألغيت بسببها هذه الضريبة.

وظلت تدفع من قبل الأهالي فترة من الزمن، وذلك حتى 18 شوال 1326، وحين وصلت جنازة رجل فقير من الأفارقة، لم يكن بمقدور أهله دفع هذه الضريبة، فمنعهم القبوري من الدفن، وتشاجروا معه، وتوجهوا بالميت محمولا إلى مقر الحكومة المعروف بالحميدية، وانضم إليهم في طريقهم عدد من أهل الحارات، وصاروا يصيحون ليسمعوا الوالي «باطل، باطل»، فأنكر الوالي أن يكون أمر بذلك، فذهبوا إلى مدير الصحة فقال لهم لا بأس بذلك، لتنظيف المقابر وصيانتها، فشتموه، وثارت الفتنة.
فبدأ العساكر في إطلاق النار بين بابي الصفا والوداع، وقتل عدد منهم، وأصيب المخفر الكائن بالصفا، وظلت الفتنة قائمة إلى آخر النهار، حيث هدأت الأمور بتدخل بعض الأعيان، وإبطال الضريبة، وعزل بعدها أمير مكة الشريف علي باشا، وسجن أحمد القبوري في قلعة جياد، وسجن معه أكثر من 20 شخصا من الأهالي.
فقد نشرت جريدة الحجاز الصادرة بتاريخ 12 صفر 1327، الكثير من تفاصيل الحادثة، لكن بوجهة نظر اتحادية، وحملت أحمد القبوري مسؤولية ما حصل، وأسمته الشقي أحمد القبوري، كما أسمته شيخ الفتنة.


المرصد