صلاح احمد عبد الله

صناعة الفشل..!!


* الفشل.. دوامة مستمرة منذ الاستقلال.. ترك لنا الاستعمار بنيات أساسية ممتازة.. كتبنا عنها كثيراً.. على رأسها مشروع الجزيرة.. السكة الحديد.. الخدمة المدنية وجهازها القوي إدارة وتنظيماً.. ولكنه ترك لنا أحزاباً طائفية جلَّ همها.. الأكل والشرب.. وجمع المال.. وحيازة الأراضي.. ومعيشة الأباطرة تحت مسميات دينية.. وظهرت بينهم الكثير من المسميات الحزبية الفاشلة تحت شعارات أكثر فشلاً.. وإن كانت أعلى صوتاً.. وبين ذلك شموليات قابضة.. شاركت الأحزاب (بفشلها) في وصولها إلى السلطة، بل دعمت استمراريتها في أحيان كثيرة.. ولا داعي للشرح.. لأن الحكاوى معروفة.. وهي توجع القلب..!!
* لا نرضى أبداً لبلادنا استمرارية الفشل.. بل نتمناها أن تأخذ لها مكاناً مرموقاً.. بفضل شعب يمتلك كل مقومات النجاح.. ولكنه يفتقر إلى القيادة التي تقوده نحو المستقبل.. بعيداً عن أطماعها وتابعيها وكل منسوبيها.. صبرنا كثيراً.. وكثيراً جداً.. حتى (عيل) صبرنا.. ولم نتعظ من إدمان الفشل..!؟
* لا نريد أن نخوض في التاريخ القديم، ولكن حديثاً.. ومنذ ذلك اليوم وذلك الشهر وما حدث في تلك السنة.. القبضة الخانقة كانت قوية.. قوية جداً.. قذفت بالكثيرين إلى (الشارع العام).. من أجل التمكين والسيطرة في كافة المجالات.. بعدها انهارت الخدمة المدنية.. لأن (البغاث) فشل في إدارتها.. انهارت (تماماً) السكة الحديد.. سودانير.. النقل النهري.. النقل الميكانيكي.. سالت (أنهار) الدماء.. استعرت حرب الجنوب.. أفنت زهرة الشباب من الجانبين.. كر.. وفر.. نجاح.. وسقوط.. انتهى كل ذلك بفشل كبير في عدم المحافظة على وحدة السودان.. وفي القلب حسرات حتى اليوم.. على وطن.. كان.. (حدادي مدادي)..!!
* اشتعلت حرب دارفور.. انتشر حملة السلاح في كل أقاليم الغرب.. وتدفقت تجارة السلاح بدلاً عن خيرات دارفور الطبيعية.. كما تدفقت الدماء والدموع بين السكان وفي معسكرات النازحين.. وأصبحت هناك هجرات إلى الخرطوم أو عواصم الولايات.. وحتى الخارج.. وإسرائيل.. وأعماق البحار.. كجثث هامدة.. والعياذ بالله..
* انهار الاقتصاد.. وابتلعت الحروب كل الخيرات والعائدات.. وابتلعت (التماسيح) بعمائمها ولحاها.. ما تبقى.. وما تبقى من السودان طحنه الغلاء.. وارتفعت الأسعار وخرج الشباب في شوارع المدينة مستنكراً ومحتجاً.. (فطحنه) رصاص القنص.. وكأنهم حيوانات غابة.. وكانت لدينا (فتات) معارضة هرولت إلى الفضائيات تبحث عن ضوء.. وشهرة (غاربة).. لا تهمها أبداً دماء الشوارع.. وكانوا بحق.. وصدق.. من أسباب الفشل.. كما عودونا على مدار تاريخهم الوالغ في خيبات الفشل..!!
* ربع قرن.. قابل للزيادة.. لا استقرار.. دم ودموع.. قهر وذل.. جوع وحرمان.. التعليم مدفوع الثمن.. والعلاج.. الماء.. الكهرباء.. الجبايات بشتى أنواعها.. النفايات رغم أن العاصمة (تسبح) في بحور الأوساخ والركام.. وهم يسبحون خلف أسوارهم العالية وأبراجهم العاجية في نعيم شعب.. تركوه لبؤسه.. ولبوسه من الهم والغم.. والحزن.. وعندما يبتسم لسبب (ما) يخاف أن تتشقق الشفاه من طعم العلقم..!!
* سقطت الطائرات.. مدنية وعسكرية.. انهارت عمارة الرباط.. أصابت فئران الخراب جسر المنشية.. ولم ننسَ فضيحة سكر النيل الأبيض.. ولا تلك الجرارات القادمة من (جدة) من شركة تصنيع المعادن.. لتساهم في نظافة المدينة.. (القذرة).. ولا حكاية السمسار والوزير.. وخراب الضمير.. ولا الأثرياء الذين قدموا من شوارع المدن الخلفية.. ولا مراكز (الفشل) التجاري في بعض العواصم الخارجية.. ولا تجارة.. وتجار الأراضي المميزة حول العاصمة.. ولا كبار المسؤولين عن كل ذلك.. ولا خمسة مليار دولار (احتيال) وكيف نهايتها.. ومن يقف خلفها..؟!!
* ولماذا ذلك الهيكل الأسمنتي الكبير لم يكتمل حتى الآن.. ومن يقف خلف ذلك..؟!! ولماذا لم يتم تسليم (الناس) والمعاشيين أراضيهم في مشروع (كافوري).. وأين أموالهم التي دفعوها لتلك (الإدارة) ولجنتها..؟!
* والى متى يستمر الفشل..؟!.. الانتخابات انتهت.. فهل ينتهي الفشل..؟!
* والجواب ظاهر.. من عنوانو.. وناسو..!!


‫2 تعليقات

  1. لا يوجد فشل ؟؟ وحياة لن تقف ؟؟؟ نرفع انفسنا من اجترار الماضي المشروع الجزيرة السكة حديد مشروعات كانت تدار باعانات خارجية وانتهي الدعم لازم ينتهي كل شئ؟ (ولا الأثرياء الذين قدموا من شوارع المدن الخلفية) هم الذين يقودون العالم في كل الدول لا يعرفون الفشل؟؟؟؟