زاهر بخيت الفكي

أنا تُبت.. الله يغفر لي…(1)


ما كُل مرة بتسلم الجرة..
ربنا يغفر لينا كل العملناهو زمان..
عشنا حياة صعبة شاقة ومعاناة كبيرة كانت، الخلوة نقعد فيها شوية والشيخ كان صعب بيضربنا ضرب شديد أهلنا قالوا ليهو أدينا العضم وشيل اللحم، حتى البسيط من القرآن حفظناه خوفاً من الشيخ، نرجع من الخلوة نمشي الزراعة نرعى بالبهائم وأبونا كان عندو أربع حريم وتاني عندو تلاتة مطلقات وكلهن عندهن أولاد، عايش من زراعة الحريم ومن البهائم العندنا ديل، أنا ولا حاجة وسط الكمية الكبيرة من الإخوان ديل تغلط في البيت يضربوك في الخلوة يضربوك، نصلي بس قدام الشيخ وأبونا لكن برانا ما في صلاة، هكذا كانت حياتنا..
دخلونا المدارس كُبار والمدارس بعييدة ما بتتمشي إلا بالحمير ما كانت في وسيلة تاني ممكن نصل بيها المدرسة، كانت أحسن من الخلوة بالنسبة لينا عشان بنقضي يومنا كلو بره الحلة ونجي راجعين العصر، قعدنا فيها كم سنة ما اتحصلنا فيها على تعليم كويس عشان بالنا ذاتو ما كان فيها وما شفنا لينا زول زمان اتعلم كتيير عشان نبقى زيو، اتعلمنا كل شئ السجائر والخمور البلدية الرخيصة، ضيعنا سنواتنا ولم نتحصل على شئ يُذكر من العلوم وتركناها، لم نعُد للدراسة ولا للخلوة وتجاوزنا سن الرعي بعد أن أصبح غيرنا هو المسؤول وللوالد ذرية كبيرة غيرنا..
ذهبنا للزراعة بطوعنا باكراً لا لمساعدة الأسرة، بل للإنفاق على أنفسنا، ما أن نحصُد ما زرعناه حتى نذهب به إلى حيث الخمور والنساء، لا نعود بعدها إلا بعد أن نُنفق كل ما حصدناه ولا مجال للاستمرار في الملذات بلا مال، لا مال يوجد لدينا وما عاد أحد من الأهل يهتم بنا أو يُنفق علينا، من أين لنا المال ولا عمل لدينا في فترة ما بعد الحصاد إلا السفر للمدن للعمل فيها أو البحث عن وسيلة يمكن أن نجمع بها من المال ما يكفينا للخمور، بدأنا في سرقة موجودات البيت دون أن ينتبه لنا أحد، البهائم الصغيرة وشئ من المحصول نبيعه وننفقه في نفس اليوم، أنا سرقت من أمي كل ما يُمكن أن يُسرق حتى الغويشة حقت الدهب، أمي الله يرحمها عرفتني أنا السرقتها لكن ما سألتني قالت لي الله يهديك يا ولدي..
اتعلمنا على السرقة..
أصبحت حرفتنا ما من مُراح في المنطقة إلا سرقنا منو، بدينا بالغنم الصغيرة ووصلنا للبقر والإبل، أصبحنا معروفين بالسرقة والناس بقت تخاف مننا، أبوي الله يرحمه طردني من البيت..
بعدها إلى النهب والنهب المُسلح والقتل..
نواصل..