حيدر المكاشفي

هل يتمثل الإتحادي الأصل قصة سفانة بنت حاتم الطائي


* وقصة سفانة التي نعنيها هي تلك التي ارتبطت بالمناسبة التي أنتجت المقولة الذائعة والشائعة ( أرحموا عزيزَ قومٍ ذُل)، قيل بعد ما انجلت وقائع المعركة التي وقعت بين جيش المسلمين وكفار قبيلة طي، كان من بين من وقعوا أسرى في يد جيش المسلمين، فتاةً تدعى سفانة وهي ابنة سيد قومه حاتم الطائي الذي يُعد من أشهر العرب في الكرم والجود والشهامة، بل وأضحى مضرباً للمثل فيهما، فتقدمت سفانةُ حتى وقفت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالت: يا محمد إن رأيت أن تُخلي سبيلي فأنا ابنة سيد قومي, فأبي كان يفك العاني ويحمي الذمار ويطعم الضيف ويشبع الجائع ويفرج عن المكروب ويفشي السلام ولم يرد صاحب حاجة قط (فأرحم عزيزَ قومٍ ذل)، فسألها الرسول صلى الله عليه وسلم ومن هو أبوك ؟ قالت: هو حاتم الطائي، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: لو كان أبوك مسلماً لترحمنا عليه فهذه صفات المسلم فأبوك يحب مكارم الأخلاق؛ والله يحب مكارم الأخلاق فأمر باطلاق سراحها وسراح قومها..

* في الأنباء بحسب (التيار) الغراء، أن الحزب الإتحادي الأصل طالب حزب المؤتمر الوطني بمنحه موقع نائب الرئيس اضافة إلى منصبي والي الخرطوم ورئيس البرلمان هذا طبعاً غير الحقائب الوزارية الأخرى على المستويين الولائي والمركزي، ومبرره لهذا السقف العالي من المطالب ما ادعاه وزعمه من زخم أحدثته مشاركته في الانتخابات .. هنالك مثل انجليزي مشهور يقول ما تعريبه (الشحادون لا يمكن أن يختاروا ما يُوهبون (beggars never choose ) أو (beggars can not be choosers)، ومعلوم أن مشاركة الحزب الإتحادي وغيره من الأحزاب الأخرى التي شاركت في الانتخابات، جاءت بعد الصفقة التي عقدها معها الحزب الحاكم وبموجبها تنازل لها بطوعه واختياره عن عدد معلوم من الدوائر فأخلاها لها، بل وناصرها فيها لتفوز بها على سبيل (عطية المزيِّن)، ولم يفعل الحزب الإتحادي شيئاً غير إعلانات (الراب) إياها التي عادت عليه بالناكوس والمعكوس، فأثارت عليه نقمة السامعين من حيث أراد بها جلب الناخبين، فكيف والحال هذا بمن يقبل بأن يعطى الدنية في الانتخابات ويتقبل العطية والمكرمة ببشر وترحاب، أن تبلغ به الجرأة وقوة العين حد المطالبة بهذه المواقع الكبيرة .. يبدو لي أن (الأكرم) للحزب الإتحادي في طلبه لهذه المواقع، لو أنه طلبها متمثلاً مقولة سفانة المشار إليها (ارحموا عزيز قوم ذل)، متحججاً بما كان عليه حاله في السابق حين كان حزباً كبيراً صاحب صيت وتاريخ وعراقة وصولات وجولات، قبل أن يخنى عليه الذي أخنى على لبد، ويقع أسيراً حسيراً كسيفاً في يد الحزب الحاكم.