سياسية

واقع ما بعد الصناديق: تباين سياسي حاد يضرب أركان المشهد السياسي داخل الجامعات وخارج أسوارها.. مستقبل الحوار وقضايا أخر


يقول مصطفى عثمان إسماعيل رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني إنهم لا ينتظرون اعتراف المعارضة بالنتيجة. لكن إسماعيل القيادي بالحزب الذي أعاد تجديد شرعيته الانتخابية بالحصول على منصب الرئاسة وعلى 323 دائرة قومية بالبرلمان، يؤكد على استعدادهم من أجل تسوية الأرض للوصول إلى صيغة متفق عليها في ما يتعلق باستمرار الحوار الوطني. ويقول إسماعيل إن الأبواب مفتوحة بينهم وإمام الأنصار الصادق المهدي، ما يشي بأن الطريق إلى الحوار يمكن أن يكون سالكاً، لكن المسألة برمتها رهنٌ بأداء الرئيس للقسم ومن ثم بدء المرحلة الجديدة؛ بما فيها عملية الحوار الوطني وتشكيل الحكومة الجديدة.

إذن، مستقبل الحوار الوطني سيكون عقب حسم قضايا أخرى.. وفي الأثناء ثمة من يسأل حول أحداث ما بعد وضع النتائج في مناضد المستقبل، في سعيه من أجل تحديد مسارات المستقبل في بلاد ضاع تاريخها في صراعات التكتيك السياسي الذي لا ينتهي إلا ليبدأ من جديد. المؤكد أنه لا جديد في المواقف المتباينة بحسب مسار خطى المعارضة التي تبدو ماضية في طريق التصعيد والمواجهة دون أن تجيب على السؤال المتعلق بإمكانية نجاحها في هذا المسار.

وردة فعل أخرى عقب الانتخابات مصدرها هذه المرة وزير الصحة بولاية الخرطوم مامون حميدة الذي قال في تصريحات صحفية إن وزارته ستقوم بإلغاء العلاج المجاني في المستشفيات، وإن الأمر سيكون مربوطاً بالحصول على بطاقة التأمين الصحي، لكن قرار الوزير بالخرطوم الذي جاء عقب نهاية التجديد لحزبه في دورة جديدة جعل البعض يتساءل حول وجود علاج مجاني في الأصل قبل الحديث عن التهديد بإلغائه!

وبعيداً عن الجدل المتعلق بتوفير الخدمات من قبل الحكومة فإن قضية أخرى تتعلق بالحوار تصعد إلى سطح الأحداث في سودان ما بعد إعلان نتيجة الانتخابات. فظاهرة العنف الطلابي في الجامعات تطل للواجهة مرة أخرى، إذ أصدر عميد الطلاب بكلية الاقتصاد بجامعة بخت الرضا حسن أحمد حسن صبيحة يوم أمس قراراً قضي بفصل 28 طالباً، مع فرض غرامة على كل واحد منهم بمبلغ عشرة آلاف جنيه، بناء على توصية من مجلس المحاسبة الذي قامت بتشكيله الجامعة عقب أحداث عنف دارت داخل الكلية بمدينة الدويم بداية الأسبوع.

وقبل أن يجف مداد الحبر الذي كتب به بيان العمادة في الدويم، تأتي الأخبار بأحداث عنف في جامعة شرق النيل بالخرطوم، راح ضحيتها الأمين العام لحركة الطلاب الإسلاميين الوطنين بالجامعة، الطالب بالفرقة الرابعة قسم الاقتصاد، محمد عوض، وهو الحدث الذي أعاد أوضاع الجامعات للانفجار مرة أخرى، بينما ربط البعض بين أحداث الجامعات وبين المشهد السياسي المحتقن خارج أسوارها وحالة التباين السياسي الحاد بين المجموعات السياسية المتصارعة. وهو ما يعني أن الصراع فقط انتقل داخل أسوار الجامعات.

وبعد مرور 72 ساعة على إعلان الفائزين في دوائر التشريع وقبل حتى أن تتم عملية أداء القسم لممارسة الأدوار المنتظرة منهم عقب تسلمهم مقاليد الأمور التشريعية والإدارية وفي الوقت الذي يكتفي فيه الجميع بالصمت في انتظار التشكيل الجديد مع بروز حالة من التصعيد العسكري وإعلان القوات المسلحة عن انتصارات باهرة في الميدان وهي انتصارات من شأنها أن تعيد ترتيب الأوضاع السياسية لصالح الحزب الحاصل على شرعية الجماهير عبر الصناديق، ما تزال المعارضة متمسكة بترديد مقولاتها القديمة وتلوح بدعوتها لإسقاط النظام، يخرج وزير الصحة بولاية الخرطوم ليخبر الناس عن سياسات جديدة حتماً ستزيد حالة التضيق من أجل الحصول على العلاج يعاود النزيف في ساحات الجامعات مرة أخرى، دون أن يجد من يكبحه ويضع النهايات لموت اللا سبب.

على كل، الخرطوم المدينة بدأت أمس مختلفة حتى في طقسها فرغم لغة التصعيد العسكري ومعاودة تبادل الاتهامات مع دولة الجنوب وحالة البشر بالانتصار في المعارك ضد المتمردين وأزمة المواصلات الرفيق الدائم في صباحاتها كل هذا لم يمنع سماءها من أن ترسل أمطارها في غير الوقت المعتاد وكانها تعيد مقولة راجت ايام الانتخابات (انتخابات خير وبركة).. البركة نفسها رافقت الشيخ يوسف صاحب الخمسين عاماً وهو يقود عربته الهايس في الشوارع المكتظة دون أن يضيق عليه إيصال ورسوم كما اعتاد على هذا الأمر يومياً، وهو أمر جعله يرفع من تيرمومتر أحلامه بأن القادم أحلى دون أن يرهق رأسه بالأسئلة من شاكلة (كيف وبأي طريقة

 

اليوم التالي