جمال علي حسن

فيلم الخريف القادم.. بروموشن


في كل عام تصدر هيئة الأرصاد الجوية تقاريرها وتوقعاتها لموسم الخريف منذ ما قبل دخول الصيف وفي كل عام تعلن حكومات الولايات وخاصة ولاية الخرطوم عن ما تسميها استعدادات مبكرة لموسم الخريف وتعلن الخرطوم عن (استنفار) و(نفير) و(نفرة).. ولا أعرف حتى الآن ما هو الفرق في المعنى بين تلك الكلمات الثلاث لكن الولاة يستخدمونها جميعاً وبشراهة.. في سياق وعودهم بمراجعة مصارف الأمطار والتأكد من نظافتها والاستعدادات لموسم الخريف..

وسنسمع بعد أيام هذه المعزوفة بكل تفاصيلها اللحنية من توجيهات للمحليات بتكوين غرف عمليات على مدار الساعة والتعهدات السنوية بإكمال النقص في المعدات والطلمبات وتجهيز خراطيش سحب المياه وما أدراك ما اللودرات.

يحكي لي رجل كبير في السن من أهل مدينة الصحافة حكايته مع المعتمد نمر قبل عدة أشهر حين كان المعتمد يقوم بعملية مرور أو إشراف على تنفيذ قرار إزالة المظلات أمام المحلات التجارية في المنطقة فتفاءل خيراً بوجوده في المكان واقترب من المعتمد ليبلغه الشكوى حول مصرف مياه على الطريق الرئيس في حي الصحافة شرق، تم بناء هذا المصرف عام 1970 مع إنشاء الحي وقد تهالك الآن طبعاً وتآكلت جوانبه وتحول في موسم الخريف إلى مزرعة لإنتاج البعوض يكفي إنتاجها السنوي من البعوض قارة أفريقيا بأكملها بعدما شاخ وفقد قدرته كلياً على تصريف أية كميات من مياه الأمطار.. وأثناء حديث هذا الرجل مع المعتمد الذي لم يعره اهتماماً أو يتفضل بكلمة واحدة في الرد أو التعليق ولو من باب المجاملة.. فوجئ الرجل بالمعتمد ينصرف من أمامه ويصعد في سيارته ويغادر المكان..

ولن أزيد بتعليق على هذه الحكاية التي اكتفيت بإيرادها لأن هذا المعتمد أو أي معتمد آخر أو والٍ لو تواضع واستمع لشكوى هذا الرجل أو لم يستمع.. ولو وعده بحل قضية هذا المصرف أو لم يعده بشيء.. فلا فرق إطلاقاً ولن يغير وعده شيئاً ولن تغير أخبار العلاقات العامة ومكاتب الولاة شيئاً أو تخفف من وطأة ووعيد الخريف السنوي.. وعود قاطعة قبل الخريف ثم جولات للمسؤولين بصحبة الكاميرا لامتصاص (زعل) المواطنين ومواساتهم أثناء الخريف وبعد وقوع الفاس في الراس.. ثم.. بعد كل هذا لاشيء، لا جديد متوقع..!

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.