عمر الشريف

المعارضة العسكرية لم تعى الدرس


المعارضة العسكرية اوما يسمى بالحركات المسلحة التى تكثر فى ولايات دارفور وكردفان وجزء فى النيل الازرق الى أى شىء تهدف ؟ إذا كانت تهدف الى حكم السودان عن طريق القوة والسلاح فهذا بعيد المنال ليس لأن الحكومة قوية لكن طبيعة الشعب السودانى ترفض العنف والقبلية والعنصرية والتدخلات الخارجية ووطنية القوات المسلحة وبسالتها ودفاعها عن ارضها وشعبها . أما إذا كانت تريد التشريد للشعب وعدم الاستقرار وتعطيل التنمية والانتقام من أهلها ومناطقها فقد نالت ذلك لكن ماذا استفادت ؟ سابقا كانت هناك حركة تحرير السودان والتى يتزعمها الجنوبين وقد حرروا الجنوب لكن ليس عن طريق الحرب وإنما بالتفاوض والرغبة الشعبية رغم أنهم اليوم يندمون على الانفصال والتحرير المزيف .

حركات دارفور التى تصالح بعضها مع الحكومة وغير إتجاه حركته من عسكرية الى سياسية وطنية وبعضها أخلف عهده ووعده بعد أن قبض الثمن طمعا فى الدعم الغربى والسلطة المزعومة مازال يحارب وسيظل يحارب لانه ينفذ أجندة خارجية فقط وليس للسلطة ولا للمصلحة العامة كما يدعى . اتحدت الحركات المسلحة مع المعارضة السياسية الشمالية أكثر من مرة وفى أكثر من عاصمة لكن لم يتوفق الطرفان فى تكون إتحاد قوى جاذب للشعب ومهدد للحكومة سوى كان سلميا أوعسكرية ويدل ذلك على الأختلاف الكبير فى الرؤية والسياسة والتبعية الغربية وعدم الوطنية حتى اصبحت الاحزاب السياسية فاقدة لقاعدتها الشعبية وتبحث عن إتفاق حكومى يعيد لها مكانها وشعبيتها .

اما الحركات المسلحة لم تعى الدرس ولم تعرف المواطن السودانى جيدا ولم تحس بمعاناته اليومية ولا تقييم نتائج حروبها السابقة وتأثيرها على المواطن وتعطيل التنمية . عليها أن تستجيب لصوت المواطن قبل الحكومة وتضع السلاح جانبا لتتفاوض من أجل مواطنها ومناطقها المهمشة ولتنظر للدول التى تملىء عليها وتدعمها فى هذه الحروب بأنها إتحدت مع بعضها وإستقرت وتطورت . فلماذا لم تتحد وتستقر مثلهم ؟ لان بكل بساطة أنها تفقد الفنادق الفخمة والليالى الماجنة والدعم المزيف والصرف البذخ والحرية المشروطة .

نناشد تلك الحركات وزعمائها الذين تفرق بهم السبل وتشتت قواتهم وكل مرة يتلقون الضربات الموجعة أن تستجيب لصوت المواطن والوطن وتضع السلاح من أجل الاستقرار والتنمية وراحة المواطن الذى هو منهم وإليهم . لتنظر تلك الحركات الى شمال وشرق ووسط السودان الذى إستقر فيه الوضع وبدأت التنمية تشق طريقها ليعم الأمن والإستقرار فقط يحتاج الى وقفه جادة من الحكومة لدعم هذا الإستقرار والتنمية ومحاربة الفساد .

الحروب اصبحت مكلفة ومدمرة ولا تفيد أى طرف حتى اذا كان منتصرا لان تكلفة الإنتصار كبيرة من الناحية البشرية والمادية والتنموية ولننظر الى الجنوب الذى قاتل سنين لكنه انتصر بالحوار والاتفاق وبنفس الوقت مازال يدفع ثمن حروبه السابقة ومازالت مكوناته مختلفة بينها والأمثله كثيرة فى دولنا العربية والافريقية . وليتذكر هؤلاء الجنوب الذى تخلى عن الاحزاب السياسية الشمالية التى دعمته ووقفت معه حتى نال استقلاله وهو ما ينتظر تلك الحركات المسلحة عندما يصل الجنوب والدول الغربية عن طريقها الى ما يريدون . فهل تعى المعارضة العسكرية الدرس وتتحد مع المعارضة السياسية لضغط على الحكومة لتصل الى إتفاق شامل يحتوى الجميع بكل طوائفهم ويعم الأمن والإستقرار والتنمية ويقلل من معاناة المواطن .