زاهر بخيت الفكي

أنا تُبت..الله يغفر لى..(3)


يُمهل ولا يُهمل..
ماتت الوالدة وتبرأ منى الوالد..
ماتت والدتى رحمة الله عليها وفى قلبها حسرة ، ماتت قبل أن تودعنى وأنا أعلم بأنها كانت تُحبنى كثيرا ، جئتُ مُعزياً بعد أن شربت وارتويت من الخمر البلدى إذ لا مجال للشرب وأنا مع الناس فى مكان عزاء الوالدة ، هكذا كنت أظن أنهم سيستقبلونى لرفع الفاتحة لروحها ولكن لا أحد اهتم بى ، لم أمكث كثيراً فى عزاء والدتى بعد أن تبرأ منى والدى أمام كل الناس وصاح فينى عمى الكبير صاحب الأموال والذى يسكن فى المدينة تضامناً مع أخيه ووبخنى كذلك على أفعالى ، لقد أصبحت مُشرداً منبوذاً بين الناس لا مكان لى بينهم وأنا كذلك حرامى شهير وقاطع طريق وفاعل لكل المُنكرات الأخرى ..
خرجنا وفى أنفسنا شئ ..
فقط أيام قليلة بعد حادثة الطرد عدنا بعدها نهبنا وأحرقنا كل مخازن عمى المملوءة بالمحاصيل فى القرية ، لم أسمح من قبل لمن هم معى من الرفاق الحرامية من سرقة مخازن عمى لا رحمةً به باعتباره عمى ولا خوفاً منه ومن بطشه بل كنت أتعشم فى زواج إبنته الكبيرة لكن إنقطع العشم بتوبيخه لى أمام الناس فكان الانتقام ، اتهمنى مباشرة أنا وفتح بلاغاً يتهمنى فيه بسرق وحرق مخازنه فى القرية وبدأت بعدها المُطاردة بيننا والشرطة ، اتخذنا المنازل المهجورة فى المشاريع سكناً زاحمنا فيها الحيوانات المتوحشة والوطاويط ، لا نخرج إلا ليلاً ننهب ثم نعود للاختباء ثانية والخمر لا تُفارقنا ، شهور مضت لم أعود للقرية وانقطعت أخبارهم عنى ، لدى خال أحبه جداً ظل يبحث عنى كثيراً وفى أحد الاسواق الصغيرة وجد أحد الأصدقاء سأله عنى وعن حالى وهو يبكى ، وعده صديقى بأن يُقابلنى به فى السوق القادم ..
جئت مُلثماً كالعادة لمقابلة الخال الطيب ولم أشرب شئ من الخمر إكراماً وشوقاً للخال شقيق والدتى ، قابلت خالى بكثير من البكاء على أمى رحمة الله عليها وأخبرنى بوصيتها لى بالتوبة العاجلة وهى عافية منى ، ثم أخبرنى بمرض والدى الشديد وخوفه من أن يموت قبل أن أقابله وأنا تائب من كل المُحرمات مع وعد عمى لأبى فى شطب البلاغ متى ما عُدت تائبا ، أصبح نادر الخروج من المنزل ويدعو لك بالهداية ويتمنى أن يراك ، ودعت خالى العزيز وقد حنّ قلبى للأهل حاولت أن أعطيه بعض المال ولكنه رفض رغم فقره والمال حرام..
عدت إلى المخبأ وفى داخلى شئ مُختلف وقلبى يُحدثنى بعد طول غياب طويل من الصمت حتى ظننت أننى بلا قلب ، تحدثت مع رفاقى عن نيتى فى التوبة ..
وافقوا شريطة أن أشاركهم فى عملية نهب مسلحة قادمة..
وجاءوا بالسلاح ..
نواصل..