رأي ومقالات

ثارت ثائرة الحاجة وقالت (طيب ما كان تسميها سبيطة)


سألت احداهن عن اسم ابنتها ..قالت (ميار)…قلت لها ماذا يعني ؟ …لا اذكر من اجابتها غير انها قالت انه اسم فارسي ..بعد ذلك سرحت في الاسماء والتسميات التي ظهرت حديثا ..ولربما لحقت أيضا بركب العولمة ..شيئا ..فشيئا بدأنا نفقد أسماء كانت ما ان تطرق مسامعك ..الا وايقنت بسودانية حاملها وان انكرت ملامحه…لن تجد مثلا اسم التاي أو الجيلي او وقيع الله ..في شعوب اخرى ..تاج السر ..وسر الختم …يقال ان احد السودانيين يدعى قريب الله ..استوقفه ضابط الجوازات الخليجي فترة وهو ينظر الى اسمه ..ثم سأله بكل صلف (ايش تقرب له؟؟) ..قال الرجل بكل تهذيب الصوفية (عبده ) ..فبهت الرجل…وطوبى لمن كان قريبا من الله.
حتى أسماءنا النوبية بدأت في الاندثار لتحل محلها اسماء العولمة …اسماء مثل صفورا ..دسا ..هجلة ..كوشا ..داريا.. ودوانة …يبدو ان المياه جرفتها مع غرق حلفا ..قريبتي التي أسمت ابنتها (ريفال) قالت لي انه اسم فارسي يطلق على الفتاة ذات الشعر الطويل ..فقلت في نفسي لا ينفك اهل فارس يتمددون ويبسطون ثقافتهم بهدوء منذ عهد الفالوذج الذي سحروا به أعين الاعراب أيام الخلافة الاولى…حفيدة اختى اطلق عليها اسم (قنوان)..الذي صعب على والدتي رحمها الله ان تفهمه ..فغمغمت بالنوبية وهاكم الترجمة على الشريط (مالها الاسامي حقتنا ..ناس هجلة و..دهيبة..و. دوانة ..قنوان دا كمان شنو يعني )..قالت ام الطفلة (يا حبوبة ..الجريد بتاع النخل لمان يكون مليان بالبلح ..دا اسمه قنوان )..فثارت ثائرة الحاجة وقالت (طيب ما كان تسميها سبيطة).
الاسماء وجدت أصلا وفي الاساس لتميزك عن غيرك ..واذا نوديت من على البعد ..التفت انت دون الاخرين ..ولكننا في السودان نعتز باسماء الاجداد ..وكل ولد يسمى عن والده ..فتجد بعد فترة ذات الاسم مكرر في الاسرة الواحدة ..عند ذلك يفضل ان تلحق الارقام بالاسم لتمييز الاحفاد ..فالملاحظ ان الاسماء الصغيرة ظهرت لفترة ..ثم عادت الاسماء الكبيرة ..فتجد احد الاطفال يدعى (وقيع الله خالد وقيع الله)…واخر يدعى (دفع الله حسام دفع الله)…ابني الاوسط المسمى على جده (عبد القادر )… اكتشفت بالصدفة ان أصدقاءه جميعهم يحملون اسماء جدودهم ..عكاشة وعبدالله وعبدالرؤوف وعبد المحمود ..فاقترحت عليه ان يطلقوا على رابطتهم اسم (جدودنا زمان ).
الشئ الذي اريد قوله بعد هذا الاستطراد .اننا لتحاشي الوقوع في فخ التكرار لاسماء الاجداد …انجرفنا دون ان ندري ناحية فالوذج الفارسيين ..أو مسلسلات التلفزيون التي تعولمت حتى وصلت بلاد الهند والسند ..فبعد مهند التركي ..انتظروا معي اميتاب وسليمان خان . ببساطة يمكننا ان نبحث في تاريخنا وتراثنا لنخرج الدرر من اسماء السودان الاصيلة ونعيدها سيرتها الاولى …ولا استطيع في الختام الا ان احكي طرفة اخرى عن الوالدة رحمها الله ..ذلك انها كانت في زيارة لاحد اقاربنا ..واتت لتقول مستغربة انها وجدت معهم طفل الجيران ولكنه يدعى (فاروظة)..استغربت حينها وحاولت مجادلتها ولكنها اصرت على الاسم …بعد فترة ..عرفت ان الطفل يدعى (الفرزدق)..فرفقا بالناطقين بغيرها من امثالنا ياجماعة ….وووصباحكم خير

د. ناهد قرناص


تعليق واحد

  1. أنا أحد معجبي كتابات د.ناهد قرناص أريد منها أن تعطيني رابط أقدر من خلاله أقرأ كل ماتكتبه وربنا يوفقها وإديها الصحه والعافيه