حيدر المكاشفي

في يوم الصحافة.. أين نحن من هاتيك المجالي


صادف يوم أمس الثالث من مايو الذكرى الثانية والعشرين لليوم العالمي لحرية الصحافة والذي درج العالم أجمع على الاحتفاء به في هذا التاريخ من كل عام للدفاع عن حرية التعبير وسلامة الصحافيين، وقد جاء اختيار هذا التاريخ للتذكير بإعلان ويندهوك التاريخي الذي كان ثمرة اجتماع للصحافيين الأفارقة نظّمته اليونسكو في ناميبيا في الثالث من مايو 1991م. وينص الإعلان على أنّه لا يمكن تحقيق حرية الصحافة إلا من خلال ضمان بيئة إعلامية حرّة ومستقلّة وقائمة على التعدّدية. وهذا شرط مسبق لضمان أمن الصحافيين أثناء تأدية مهامهم، ولكفالة التحقيق في الجرائم ضد حرية الصحافة تحقيقاً سريعاً ودقيقاً، ويمثل هذا اليوم فرصة للصحافيين للاحتفاء بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة، وتقييم حال حرية الصحافة في كل أنحاء العالم، والدفاع عن وسائط الإعلام أمام الهجمات التي تشن على حريتها، والإشادة بالصحافيين الذين فقدوا أرواحهم أثناء أداء واجبهم وإحياء ذكراهم. كما يتخذ هذا اليوم مناسبة لتذكير الحكومات بضرورة احترام التزامها بحرية الصحافة عبر صون الحق في حرية الرأي والتعبير المنصوص عليها في المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، بل قبل ذلك وفوق ذلك ما نص عليه ديننا الحنيف، وهو يوم أيضاً لتأمل مهنيي وسائل الإعلام في قضيتَيْ حرية الصحافة وأخلاقيات المهنة. وتقديم الدعم لوسائل الإعلام المستهدفة بالتقييد أو بإلغاء حرية الصحافة. ولما كان لكل عام ذكرى بيوم الصحافة العالمي شعار خاص وأهداف محددة، تم التركيز في هذا العام على ثلاثة مواضيع، تتلخص في وسائل إعلام مستقلة وجيدة، والمساواة بين الجنسين، والسلامة الرقمية للصحافيين ومصادرهم بسبب ثورة الاتصالات التي صعّبت على الصحافيين حماية أنفسهم ومصادرهم.

ورغم أن هذا اليوم وهذه الاحتفالية تخص الجميع باعتبار أن الصحافة الحقيقية ملك للجميع، إلا أن الصحافيين معنيون بهذا اليوم أكثر من غيرهم وهم الأولى بتصدر هذه الاحتفالات وقيادتها والتعبير عن مضامين ومرامي الأهداف المطروحة هذا العام، ولهذا يصعب على أي صحفي مهني يمارس هذه المهنة ويكابد شقاءها وسهرها وضنكها أن يتجاوز هذا اليوم ويقفز فوقه إلى ما عداه، لذلك ولأن هذا يوم لا يمكن لي الازورار عنه ولأنه أيضاً يوم للاحتفاء بالصحافة وحريتها وفي رواية (حروريتها) من الحر مثل حر هذه الأيام اللافح التي يقول عنها أهلنا (حر تقلي الحبة)، لهذا آليت على نفسي الاحتفاء به ولو بأضعف الإيمان بالإشارة اليه، وأظنها كافية فاللبيب بالإشارة يفهم – كما يقال – ولا نحسب القراء إلا من ذوي الألباب.. فيا ترى أين نحن من هاتيك المجالي أو كما غنى كابلي رد لله غربته ومتعه بالصحة والعافية.