فدوى موسى

العائدون من اليمن والعائدون من الكويت


٭ المقولة الشهيرة تقول «التاريخ يعيد نفسه» يا سبحان الله هو القادر على كل شيء ما بين غمضة عين وطرفتها يغير الله من حال إلى حال.

٭ هكذا كان حال العائدين من دولة الكويت عندما قام العراق باحتلال أرض الكويت وأجبرتهم تلك الحرب على العودة إلى أوطانهم تاركين وراءهم الجمل بما حمل، وصلوا إلى أرض الوطن بدون زاد سوى تقوى الله، آملين أن يجدوا العون في هذا الوطن المعطاء مرددين مع الفنان الجميل حمد الريح متعه الله بالصحة والعافية عندما تمنى لنا «بلادك حلوة أرجع ليها» وفعلاً تم الرجوع ولكنه رجوع غير طوعي فرضته علينا ظروف تلك الحرب اللعينة، فإنهالت علينا الوعود من الدولة مرحبة بعودتنا، وفرشت لنا الأرض بالزهور والأماني، وأننا سنجد السكن والعمل المناسب، وسوف توفر لنا الدولة مشاريع زراعية وغيرها من «الأماني العذبة بتداعب خيالي»، وحتى كاتب هذا الشعر هو نفسه يعاني الأمرين، حيث داهمه المرض وهو من مبدعي بلادي يلزم فراش المرض، وكما يقول المثل ًً«الجواب يكفيك عنوانه» المهم في الأمر سهل لنا الله زرقاً من الخواجات في شكل تفويض لكل من تضرر من جراء حرب ا لخليج، وشكّل مجلس الأمن لجانا لمتابعة صرف هذه المستحقات، والتي حتى كتابة هذه الأسطر يتعشم الكثير من العائدين أن يتم صرف ما تبقى لهم من مستحقات، وطالت المطالبة حيث مضى عليها أكثر من عشر سنوات ومازال العشم في أن الله ناصرهم ولو بعد حين.

٭ الآن التاريخ يعيد نفسه بلا مسطرة مع أخوتنا العائدين من اليمن عودة غير مستحبة إطلاقاً كان الله في عونهم، فهم كما ذكرنا سابقاً تركوا الجمل بما حمل نفس المصير الذي حصل من قبل بأخوانهم العائدين من الكويت «منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر» وعليه إذا نظرنا للخسائر فهي كبيرة لا تعد ولا تحصى.

٭ المطلوب من الدولة تجاه هؤلاء العائدين أن تقوم بالواجب نحوهم، خاصة وأن معظمهم معلمين من ذوي الخبرة الطويلة، والدولة في أمس الحاجة لهم لسد النقص الحاد في مدارسها، وكذلك الاستفادة من الخبرات الأخرى، أما من ناحية الأمانة والصدق، فلم تذكر نشرات الأمن والشرطة في اليمن وجود أي إخلال أو تصرف غير أخلاقي من هؤلاء العائدين، كما أوجه الأخوة وأقول لهم بأن أخوانكم الذين عادوا للوطن من قبلكم انشأوا جمعية تسمى جمعية الأخوة السودانية اليمنية، أذهبوا إليهم خاصة وهم من الذين كانوا يعملون بدولة اليمن الشقيقة وحافظوا على علاقات الأخوة التي ربطتهم بالغربة ويحفظون كثير من الود لأخوانهم أبناء اليمن على المستوى الشعبي والرسمي. ومن هنا دعوني أناشد ابن السودان البار السيد تاج الدين المهدي أن يقوم بتسهيل مهمتكم للانضمام للجمعية بصفته الأمين العام، وكذلك منصبه الأسبق أمين عام جهاز شؤون العاملين بالخارج، بالتنسيق مع المجاهد حاج ماجد سوار والله المستعان.