زاهر بخيت الفكي

أنا تُبت ..الله يغفر لى..(5)


اللهم أغفر لوالدتى وأعف عنها..
ما أجملك يا خال..
لم أعُد أتحدث أمام الرفاق أبداً عن أمر التوبة بعد أن تفوه أحدهم وهو فى حالة سُكر شديد أنّ مصيرى يتوقف على طلقة واحدة فى حال رفضت القيام معهم بعمليات النهب المُسلح التى يُريدون القيام بها بل أضاف إنت ما راجل كان تُبت والدرب الماشين فيهو ده هو طريق الرُجال ، بدأت عمليات النهب المُسلح تسير ببط ننهب أموال المواطنين ونختفى عن الانظار نُنفق كل ما جمعناه ثم نعود للنهب مرة أخرى خوفاُ من متابعة السُلطات لنا والقبض علينا ، نتنقل ونُغير فى أماكننا بين الأشجار الكثيفة والمشاريع الزراعية والخريف يُعيننا على أداء المهمة ننهب ونختفى ..
متى ما أفقت من حالة السُكر تذكرت خالى ومناشدته لى وهو يبكى بالعودة ، أمامى دائماً ذلك المشهد وهو يرفض ما قدمته له من مالِ يعلم تماماً مصدره ، لم يتركنى كى أدفع شيئاً من مالى حتى وجبة الفطور البسيطة التى تناولناها مع بعض وكباية الشاى والقهوة من ماله هو كانت ، كانت أحلى وجبة فطور تناولتها من زمانٍ بعيد..
ما زالت نفسى تُراودنى كُلما انفردت بها وأنا بلا خمر ..
حالة من الجفاء أو عدم الثقة سادت بينى ورفاقى هكذا أحسستها منذ أن حدثتهم عن التوبة رغم مشاركتى لهم فى جميع عمليات النهب التى نفذناها ، كُنت حريصاً على أن لا نُطلق طلقة واحده على من نريد نهبهم ولا فى الهواء حتى ، دائماً السلاح بيدى فى عمليات النهب لم أتركه أبداً بيدهم ، مشاجرات كثيرة جداً على غير العادة بيننا ونحن فى حالة اللاوعى تلك ما إن نُفيق حتى نعود كما كُنا نُخطط للعملية القادمة والتى دائماً ما أطمع أن تكون الأخيرة ، بالمناسبة رفاقى هم أهلى أبناء قريتى والعلاقة بيننا ممتدة لا يُمكن أن تنقطع ولا يُمكن للخلافات بيننا أن تُنهى تلكم العلاقة ، كُنت حريصاً على أن نعود ثلاثتنا إلى الطريق القويم ..
لا مجال للهروب منهم وأنا من أدخلتهم فى هذا النفق المظلم..
ست الشاى زبونتنا ودليلنا فى حركة سير السيارات وهى لا تعلم ، كُنا نُنفق عليها بسخاء صارت به لا تبخل علينا بأى معلومة نطلبها وهى تجهل من نحن وكانت دائماً ما تُحدثنا عن أخبار السيارات التى نهبناها وعن أهلها وبحث الشرطة عن أفراد العصابة ، قالت مرة أن الشرطة تبحث عن فُلانٍ وفُلان وأنا منهم بل أن الشرطة احتجزت أحدهم وهو خال أحد المُجرمين يوم كامل فى الحراسة حتى يدُلهم على إبن أخته المُجرم الكبير بعد أن علمت الشرطة من أهل قريته أن الخال هذا قد قام بمقابلته قبل أشهر قليلة فى السوق..
على عجل تركنا القهوة ..
سامحنى يا خالى العزيز..
نواصل..


تعليق واحد

  1. مافي جديد في هذه الحلقة

    تطويل مافيه ليه اي داعي

    عموما القصة جميلة وفيها عبر