هويدا سر الختم

الطاقة السلبية مقابل الإيجابية.!


مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة في البلاد.. عاد مرة أخرى مسلسل قطوعات الكهرباء وسيناريو البرمجة (غير الممنهج).. وبدأت معاناة المواطنين الذين ارتبطت حياتهم بصورة كاملة بالكهرباء.. فالإنتاج على مختلف أنواعه مكتبياً كان أم ميدانياً يرتبط وجوده بهذه الطاقة الهامة.. حتى المنازل تتعطل فيها الحياة وتقل الراحة حال حدوث قطوعات للكهرباء.!
شركة كهرباء (الدفع المقدم) نتاج خصخصة الخدمة هي آخر اجتهادات الحكومة لتطوير هذه الخدمة وتلافي السلبيات.. وإن كنت لا أدري ما هو رأي مجلس الإفتاء الشرعي في قضية (الدفع المقدم).. وهل يحق لأي جهة أو فرد استلام أموال مقابل خدمة لم تقدم بعد.. المهم شركة الكهرباء شأنها شأن العديد من مؤسسات الدولة العامة والخاصة كانت دون طموح المواطنين.. صحيح أنها ولدرجة كبيرة ساهمت في خفض الأعباء التي كان يواجهها المواطن في سبيل الحصول على هذه الخدمة.. ولكنها أيضاً خلقت العديد من الإشكالات التي يعاني منها المواطن الآن.. ولا يزال مستوى تقديم الخدمات لا يتناسب مع كونها شركة تحصد الأرباح الطائلة.. فالأعطال الكثيرة مشكلة مقارنة مع استجابة الشركة للبلاغات.. وعدادات الدفع المقدم جنّ جنونها وتعطلت في كثير من المواقع ولا يزال يعاني الكثيرون من انقطاع الكهرباء وعدم توفر العدادات طرف الشركة وتجاوزت وعود الشركة للمواطنين نصف العام بتوفير هذه العدادات.. هذا غير القطوعات غير المبررة والتي بدأت باكراً.. ومع دخول فصل الصيف لم تكن هناك رؤية أو خطة واضحة لبرمجة هذه القطوعات.. مثلاً يومي الجمعة والسبت من الأيام ذات الخصوصية فهي أيام عطلة يكون فيها الجميع بمنازلهم وهم في حاجة للراحة التي يفتقدونها خلال أيام العمل.. بالإضافة الى أن هذه الإجازة فرصة لإنجاز الأعمال الخاصة داخل وخارج المنزل وكلها ترتبط بالكهرباء.. لماذا لا تعطي شركة الكهرباء خصوصية لهذه الأيام وتعد عليها برمجتها.. هاتفني البعض ساخطاً من هذه القطوعات التي تحدث في يوم الراحة وإنجاز الأعمال الخاصة التي لا يوجد لها وقت خلال أيام العمل.. خلال فترة بناء سد مروي وبعد الافتتاح رفع المسؤولون في إدارة السد سقف طموحاتنا بتصريحاتهم التي تحدثت عن فائض الكهرباء وتصديرها.. وعن تفجير طاقة الزراعة والصناعة في الدولة عقب افتتاح السد.. والحقيقة المرة أن المنطقة الصناعية أمدرمان وليس المشروعات الكبرى والمصانع الضخمة ظلت ولعدة أشهر تعاني من قطوعات الكهرباء المستمرة والتي أوقفت عمل الورش والمحال التجارية وأحدثت خسائر لأصحاب العمل هناك كادت توصلهم السجون.. ولا تزال طاقة البلاد متوقفة بتوقف المشروعات الزراعية والصناعية وغيرها من المشروعات التي تعتمد على الكهرباء في تحريك عجلتها وأصبحنا نبحث عن مخرج آخر عبر بوابة سد النهضة الإثيوبي بعد أن فشل سد مروي في تحقيق الوعود الزائفة.. والمثير للدهشة أن السودان محاط بمياه الأنهار والبحار ولا تنقصه السدود هذا غير الطاقات البديلة التي يمكن الاستفادة منها.. ولكننا بلد التصريحات السياسية والتي لو تم تحويلها إلى طاقة لأشعلت العالم كله وحولته الى كتلة من النيران غير الصديقة.


تعليق واحد