منوعات

سنحاكمك يا إسحق الحلنقي


قرنفلة للدخول

أمر الإبداع وكل ما تبعه من مستزمات امتلكها الإنسان هي مملوكة لله، الله الذي قدر له ذلك، وميزه دون العالمين بها وأعطاه منحة أن يكون أبعد رؤية وأقصى سمعاً لتتسع له مسابقة الوقت ورسم ملامح من الغد الإنساني.

تختلف القيم الإبداعية، وتتنوع المقدرات، من صوت إلى لحن إلى كتابة شعرية وما شابه مروراً بالقدرات الجسدية والبدنية، وهي كانت ميزة منحها الله لنا وقدر لنا أن نكون حاملين لها لنعلن عن قدرة الله بها ونجمل بها الحياة الدنيا ونصنع ذلك المزيج الراقي الرائع من الاختلاف والتماييز الذي يجعل للدنيا مذاق خاص يحيلها لعوالم صالحة للعيش.

وأن يمتلك شخص ما قدرة إبداعية خاصة، فهي بلا شك منحة موقتة من رب العالمين لا يجب أن يبخل بها أو يمنعها من خلقه الآخرين.

قرنفلة ثانية

في الأخبار أن المرهف إسحق الحلنقي قد منع ترديد أغنياته في كل المناسبات العامة والخاصة، وكل وسائل الإعلام المسموعة والمرئية بل حتى في مناسبات الأفراح، ليس في ذلك استثناء لصوت أو مغنٍ أو صديق أو كبير أو صغير.

وفي الأخبار ذاتها ما يفيد بأن الحلنقي سيتخذ – ضد كل من يتغنى بواحدة من كلماته – الإجراءات القانونية التي تعني السجن أو الغرامة وذلك أيضاً بلا استثناء لأحد.

السنوات الطويلة التي قضيتها أنا وجيلي نستمع ونطرب ونتربى من خضم ما تجود به قريحة الحلنقي هي التي جعلتني أكتب، وعلامات الدهشة التي بدت واضحة في كل أعين الزملاء الصحافيين لحظة قراءتنا الخبر هي سبب آخر.

الحلنقي وقبله هاشم صديق وآخرين مشوا على خطاهم نعلم أنهم قد يكونون ظلموا، ويعلمون هم أنهم الآن ظالمون، وإن كانوا يشكون من تغول المغنين على حقوقهم المادية، فنحن نشتكي تغولهم على حقوقنا المعنوية وتسلطهم على وجداننا ونذكرهم بأن كل تلك القلوب الولهة ستقف أمام رب العالمين شاكية ما يقترفون الآن. وإن كانت لنا سلطة على أنفسنا لمنعناها عن الاستماع، نعم لفعلنا ذلك، لكنكم قبلاً تعلمون أننا عشاق وأشد الأذى على الأرض هو مفارقة المعشوق دون رضا.

وسيكون على الحلنقي أن يختار بين أن نسمعه برضاه أو نسمعه رغماً عنه وذلك ليس تهديداً ولكنه واقع.. نعم واقع نعيشه ويعلمه هو قبلنا، لن نستطيع أن نتوقف عن حبه والاستماع لما كتبه ويكتبه، وكما ندين له بالحب فهو أيضاً يدين لهذا الشعب بالتقدير، هذا الشعب الذي أحبه ومجده وقدره أيما تقدير، وسيكون على الحلنقي أن يتجول في كل البلد بطولها وعرضها مدينة مدينة وبيتاً بيتا وقلباً قلبا ليخرج أغنياته التي تسكن فيها.

سيدي إسحق الحلنقي.. لن توقفنا المحاكم ولا النيابات، وسنغني ونستمع ونستمتع بصوت وردي وود الأمين وخوجلي عثمان وكل الذين تغنوا ذات يوم بكلماتك، وسنتحاكم ليس أمام القانون بل في محكمة الشجن كلنا كشعب وكعشاق ومحبين وبني آدمين ضد قرارك الجائر. وسنقف ليرافع عننا الوجدان (الوجدان الذي علمته كيف يكون مؤمناً بالوردة والعصفور) كلنا في موقفٍ واحدٍ حزين لشعبٍ يظلمه شعراؤه السياسيون.

قرنفلة للخروج

سأغني الآن للحلنقي.. من يريد أن يشاركني الغناء..!!

شال النوار ضلل بيتنا

يوم بهجة وعدك ما جيتنا

وفضلنا وحالتك منتظرين

شوف وين روحتنا ..

شوف.. شوف وين.

صحيفة التغيير


‫8 تعليقات

  1. كلام خارم بارم!

    إذا صح الخبر وأن الحلنقي منع ترديد أغنياته هذا لا يعني أنه من الناس من الاستماع إليها. وفي هذا العصر هنالك الكثير من المصادر التي يمكن الاستماع والاستمتاع بأغنيات الحلنقي من خلالها.

    لو فعل الخطوة المذكورة حسب الخبر فهو يدافع عن حقوقه ولا اعتقد أن هنالك من سيتضرر!

  2. “فنحن نشتكي تغولهم على حقوقنا المعنوية وتسلطهم على وجداننا ونذكرهم بأن كل تلك القلوب الولهة ستقف أمام رب العالمين شاكية ما يقترفون الآن”
    يشتكوا شنو قدام ربنا عز وجل يا جاهل ؟!!! يشتكوا المغنى والطرب ؟؟!!!
    استغفر الله العظيم

  3. ربما يكون الرجل قد تاب الى الله واراد ان يغسل ادران الشعر فلم تحرمونه التوبة

  4. من حق الشاعر المرهف اسحاق الحلنقى ان يبحث عن حقوقة وان يحافظ عليها نقترح تاسيس شرطة امن الفنون والاداب لكى تحافظ على حقوق المبدعين من شعرا الاغنية حتى لا يبرطع بها المبرطعين والمفنجطين وان انكر الاصوات لصوت ال 00000

  5. الغريب في الامر ان هولاء دخلوا لوجداننا وعبر قنواتنا القومية ووساءيلداعلامنا دون استذاننا ويريدون الخروج دون اذن مننا بل يذهبون لابعد منذلك خينما يطالبوا بمحاكمتنا فمن بحاكم من
    اين خقتقنا كمستهلكين وهل هذه الاعمال التي نشرتها لكم رسايل الاعلام القومية دفعتم لنا عليها مقابل
    وهل اقبالنا علي اعمالكم دفعتم لنا مقابل امن انكم اسعبدتمونا واصبحنا قوم تبع لما تنشرون
    والشعرا يتلعهم الغاوون
    كم اغويتمونا بما تكتبون والان تتبروا منا كما تبرا ابليس من اتباعه