مصطفى أبو العزائم

يوم وفاة الزعيم.. رسالة لمن يهمه الأمر


الأحد الرابع عشر من رجب 1436هـ الثالث من مايو 2015م, أصبح واحداً من أيام الحزن في عامنا هذا, برحيل الزعيم والشيخ الوالد الاستاذ أبو زيد محمد حمزة, الذي شيعه أكثر من عشرة آلاف مواطن, غير آلاف النساء اللائي بقين في حديقة الحارة الأولى بمدينة الثورة وأدين صلاة الجنازة مع المصلين, وما كان لهن من سبيل في اتباع الجنازة ومواراة الجثمان الطاهر ثرى مقابر أحمد شرفي.
الموت حق ما في ذلك شك.. هو سبيل الأولين والآخرين, يمضي الراحل منا – رجلاً كان أو إمرأة – ويبقى الأثر.. تزول كل مظاهر القوة والعنفوان, والثروة والسلطة, ولا يبقى لابن آدم إن مات إلا صدقة جارية, أو علم ينتفع به, أو ولد صالح يدعو له, أو كما جاء في الأثر النبوي الشريف.
مضى الشيخ أبو زيد محمد حمزة إلى ربه تحفه دعوات أبنائه وبناته وتلاميذه واتباعه, وقد صبر سنين عدداً حتى أصبح المسجد وباحته الخارجية يضيق بعدد المصلين بعد أن كان عدد صفوف المصلين فيه لا يتجاوز الصفوف الثلاثة.
مضى الشيخ تاركاً الآلاف بعده يحملون دعوة التوحيد ويعملون على تنقية العقيدة من الشوائب, بعد أن كان عدد أتباع الجماعة في الحارة الأولى لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة, في مقدمتهم الراحلون محمد علي عبودة, ويوسف الحسين, ومحمد بريمة – رحمهم الله رحمة واسعة واسكنهم فسيح جناته – لقد صبر الشيخ, وقوي عود الجماعة وظل يقوى مع مطلع كل شمس, وتقدم أبناؤه في الحي الصفوف حتى أضحى ابنه كامل عمر البلال نائباً لرئيس الجماعة الحالي الدكتور إسماعيل عثمان الماحي, وزادت عضوية الجماعة التي نأت بنفسها عن الصراع الدنيوي, صراع المصالح والسياسة والحكم والمال..
نعم.. كل هم الجماعة هو الدعوة والتوحيد والعقيدة, لم يتاجروا بالدين ولا بشعارات الإسلام, واتسع ماعون الجماعة ليستوعب الآلاف.. وهنا تأتي الرسالة..
الآن كم من جهة أو تنظيم أو جماعة فكرية تستهدف السودان..؟؟.. كم من دولة تريد تفكيك الدولة السودانية, وقد نجحت إلى حد ما بفصل جنوب السودان عن شماله حتى يصبح عازلاً بين أفريقيا شمال الصحراء (المسلمة) وبين افريقيا جنوب الصحراء (المسيحية واللادينية)..(!)
موكب التشييع المهيب في وداع الزعيم الشيخ أبو زيد محمد حمزة, كان هو الرسالة القوية لكل القوى الطامعة في دك حصون العقيدة, وتفكيك أوصال الدولة, سواء عن طريق الفكر الفاسد, أو عن طريق بذر بذور الإنحلال والخلاعة والتفسخ والخروج عن الدين والشريعة إلى قوانين الأمم المتحدة التي يراها البعض دين هذا العصر.. والعياذ بالله.
الرسالة كانت موجهة لكل القوى السياسية التي تقف على منصات العلمانية وتحاول الانطلاق منها إلى عقول وأفئدة الشباب.. الرسالة تقول لتلك القوى أبحثي لك عن بلد آخر وشعب آخر وشباب غير هذا الشباب.. وذات الرسالة بذات المضمون تصل إلى قيادات الحركات المسلحة التي أخذت تروّع الآمنين وتشرّد الأهالي, وتطالب بالتغيير الدموي.
الرسالة كانت تقول بوضوح إن بلادنا (سنية) وسوف تظل, وأن الآلاف الذين خرجوا بالأمس في وداع الزعيم الشيخ أبو زيد محمد حمزة هم صمام أمان العقيدة بإذن الله تعالى.. وهم ايضاً وقود المواجهة إن أراد الباطل ذلك.
رحم الله الشيخ أبو زيد محمد حمزة.
* شكر خاص لابن البلد الأصيل عمر البشير
شكراً لك أيها الأخ الكريم وابن البلد الأصيل عمر حسن أحمد البشير, بعيداً عن لقب الرئاسة, فقد كنت سباق إلى أن تكون من أوائل الذين وصلوا إلى محطة الشيخ الأخيرة في “أحمد شرفي”- جزاك الله خيراً- وكنت ابن بلد شهماً كريماً وأن تأمر بفك القيود عن الاخ عبد الرؤوف أبو زيد محمد حمزة الذي جيء به من غيابة السجن ليشهد وداع أبيه, وقد كان مصفداً ومحروساً بالعسكر والسلاح وهو المحكوم بالإعدام في قضية مقتل الدبلوماسي الأمريكي”غرانفيل” بالخرطوم- لقد كان لتصرفك هذا يا أخي عمر أثره على كل الناس, بكى من بكى وهلل من هلل, وكبر من كبر.. جزاك الله خير الجزاء.


تعليق واحد

  1. و و جزاك الله انت الف خير يا اخ مصطفى قد انصفت الحى و الميت