زاهر بخيت الفكي

أنا تُبت .. الله يغفر لى..(6)


يا كريم ألطف بنا..
التسوى بإيدك يغلب أجاويدك..
لقد تحالف هؤلاء والشيطان ضدى لم يعُد صوتى عالياً مسموعاً ولا أوامرى قابلة للتنفيذ كما كُنا من قبل ، كثيراً ما ضبطتهما وهما يتهامسان ما إن أجلس بينهما حتى يعُم الصمت المكان ، ضاقت علينا سيما والخمر لم تعُد متوفرة كما كانت من قبل بسبب قلة حركتنا والشرطة كما أخبرتنا صاحبة القهوة تبحث عننا وبأسماءنا ..
ما العمل يا رفاق والشرطة تتربص بنا لو أى زول شافنا ممكن يبلغ الشرطة ولو قبضوا علينا وحبسونا فى السجن زول واحد بقيف معانا مافى ، يا جماعة نحن لينا زمن طويل ننهب ونسرق ما عندنا قرش خاتنوا لى بكرة ، ننهب نأكل ونسرق ونفعل فى المُحرمات ست العرقى بقت طالبانا قروش لو ما أديناها ليها ممكن تزعل مننا تقنع من القروش وتبلغ فينا ..
طيب لو ما دايرين تتوبوا يلا نمشى مكان تانى بعيد من هنا..
نمش وين يا زول نحن ما متحركين من هنا ده المكان البنعرفوا..
المطرة الليلة كان صبت بكرة بنصطاد السمينة أى لورى شاحن بُضاعة ننتظروا فى طرف الخور ، لمن يخش الخور بتقل السرعة نتأكد إنو ما فيهوا عسكرى ولا ناس كُتار نقوم نهاجموا ، ننهب المال ونهرب بعيد من هنا نشوف لينا مكان تانى ، السلاح حيكون عند فلان ده والحربة معاى أنا وإنت خلى معاك الساطور والسكين فى ضراعك خليك طالع فى رأس الشجرة تراقب بس ، فلان ده خليهوا يثبت اللورى بالسلاح ويهدد الناس الراكبين وأنا بقيف بعيد منو شوية شايل الحربة ، أنا بديكم السلاح بس بالله ما تضرب ولا طلقة ..
دخل الظلام والسحب تملأ السماء برعودها والبروق..
اشتقنا للخمر هيا ننتشر للبحث عنها تحت الظلام حتى لا يرانا أحد..
خرجنا كل واحدٍ منّا على حدة إلى نفس الخمارة وصلناها وجدنا صاحبتها تنتظر وقد زعزعت البروق والرعود الزبائن ، رحبت بنا ولم تسألنا حتى من مديونيتها طرفنا وأخبرتنا بوفرة العرقى الحار الجديد والمريسة ، شربنا عندها حتى ارتوينا وأخذنا ما يُكفينا ليوم غد ما إن خرجنا منها حتى بدأت السماء فى الهطول استطعنا الوصول إلى المخبأ بعد جهد ، بالطبع كل العمليات التى تمت نفذناها ونحن سُكارى وما نقوم به حقاً لا يفعلهُ إلا مخمور عربيد ..
غداً صباحاً موعدنا ..
آذان الفجر الأول احتسينا من العرقى ما يكفى المهمة وخرجنا..
بيدى الساطور وأخشى كثيراً من رفيقى الذى يحمل السلاح إنه متهور مندفع لن يستطيع ضبط نفسه وهو فى تلك الحالة من السُكر ..
قبل أن تشرق الشمس كنا فى مواقعنا..
وصل اللورى وحلت الكارثة…
نواصل..