صلاح احمد عبد الله

هل الشعب يوماً ..اراد الحياة؟!!


* سؤال قد يبدو غريباً بعد أكثر من ربع قرن من حكم (الإنقاذ)؟.. والمؤتمر الوطني.. حكم مطلق لم تغيره مشاركة الباحثين عن فتات سلطة.. ولا ضعف (معارضة) معظمها (شارك) وفشل.. ورجع الى المعارضة طمعاً في رضا الخارج بعد أن وجد أن أهل الداخل لا يأبهون به.. ولا يعيرونه أدنى التفاتة.. بل صاروا يعيرونه..!!
* شعب يخرج منذ الصباح الباكر.. يسابق الزمن ليس من أجل التقدم.. أو المسابقة في مضمار الحياة.. بل ليجد وسيلة مواصلات تنقله الى مكان عمله.. أو مكان تشرده بعد أن تمت إحالته للشارع العام.. الكل يبحث عن لقمة عيش.. سائق الحافلة قد يغير اتجاهه في أي لحظة.. أو يرفض التحرك.. الكمساري قد ينطش بالباقي.. وينكر ويقذف الراكب بألفاظ تستحق المحاسبة.. الشعب خرج من منزله ولم يترك إلا القليل لآل بيته.. بعضهم لم يترك ولا شروى نقير.. وفي مكان عمله يكون (تمامة) عدد.. وإذا أخطأ البديل جاهز من أهل شارع المطار..!!
* الكهرباء تقطع رغم أنف بناة سد مروي.. والرد السد.. والسد الرد.. والشعب يدفع مقدماً جمرته الخبيثة.. ونفاياته المتعددة.. وفاتورة الماء الملوث كما يقولون بمياه الصرف الصحي.. الشعب يعيش في عاصمة تمددت في كل اتجاه يسكنها أقوام وأجناس من داخل السودان وخارجه.. (إدارتها) جعلت منها مدينة في منتهى القذارة والاتساخ.. بمدنها الثلاث.. ومحلياتها المتعددة.. والمسؤولون فيها يجوبون الطرقات والأسواق ويطرقون أبواب المنازل.. من أجل الجبايات ورغم ذلك تزداد قذارتها واتساخها.. حتى أن (أحدهم) تحدى أحدهم.. أن يجد شارعاً.. أو زقاقاً حتى لو كان نائياً أو قريباً وسط العاصمة.. يكون نظيفاً..!!
* التعليم بكل مراحله أصبح عسير المنال على غالبية الشعب.. الفاقد التربوي انتشر ما بين الأسواق.. والشوارع الخلفية.. وعالم الليل الخفي.. بعد أن تسيد أبناء السادة القدامى.. والسادة الجدد على هذا العالم.. وتذوقوا (لذة) النجاح والمال والسلطة والسطوة والبريق..!!
* تركوا للعوام غيبوبات السلطة والخمر الملوث أو الهجرات البعيدة..!!
* أما عن (الصحة) ففي زمن قلة المال.. والعمل.. والصحة العامة نفسها فأصبح دونها (خرط القتاد).. الداخل مفقود.. والخارج مولود.. وبعض النساء يلدن على قارعة
الطريق.. وبعضهن يغادرن الى عالم الأموات.. حتى في المشافي الخاصة.. التي أصبح (الموت) بداخلها مدفوع القيمة أيضاً..!!؟
* شعب يرى نيله وأنهاره تجري أمام ناظريه.. وأرضه بكر تحوي كل خيرات الدنيا في ظاهرها وباطنها ويعيش أكثره ويعاني من البؤس.. والمسغبة..
* الأرض الزراعية.. صارت ناطحات سحاب.. ومزارع (ود) للأحباب.. عائدات البترول والذهب.. يتمتع بها أكابر القوم.. وعائدات الصادر لكل خيراتنا لم نر لها أثراً يخفف وطأة الجوع.. ومرارة (حلوق) المسغبة.. نرى (المال) بكل أنواعه وضروبه.. (وضرباته).. يتجول في دروب المدينة.. ونتسامع به (خيراً) في إمارات الخليج وجنوب شرق
آسيا.. استثماراً وتجارة وصلت الى أقاصي الصين بعد أن عبرت سورها العظيم.. أما في ماليزيا فيطول الحكي والحكايات..!!
* أما من يهددوننا بالويل والثبور.. من صانعي التلمذة.. ودافعي الهبات لشعراء المنازل الراقية في جنوب الخرطوم.. وتجار الكلام المنمق المبطن بلحس الكوع.. نقول
لهم إن شعباً كشعبكم صار يختزن الأحداث في ذاكرته (وينقشها) بمسامير الألم.. والغبن.. هي أحداث كثيرة ومآسٍ متنوعة.. فيها دماء وأشلاء.. وحروبات.. لها أكثر من ربع قرن.. ولكنه يعرف أن (سادته) القدامى والجدد يعيشون بعيداً عن كل ذلك.. وراء جدر عالية محروسة جيداً.. وفي عالم مخملي.. سعيد وجميل.. وشعبهم الذي يحكمون باسمه.. واسم دينه.. يعيش في عالم هو الى الفناء والتلاشي أقرب.. بعد أن ذهب ثلث الأرض بعيداً وما زالت في القلب حسرات.. ولكنهم يفرحون برقصة الموت.. ودماء الثور الأسود؟!!
* المساحة المتاحة لا تسع.. ونقول.. هل شعبنا يوماً أراد الحياة.. متى ينتصر لنفسه.. وكرامته.. من أجل أن يعيش سيداً في بلده.. متى؟!!
* ومتى ينكسر القيد..؟!.. ومتى ينجلي هذا الليل الطويل..؟!
* ولن يدون انتظارنا.. لهذا الفجر..
* ملحوظة: على المعارضة الامتناع.. واحترام النفس..!؟!


تعليق واحد