تحقيقات وتقارير

أزمة مياه أحياء الخرطوم المواطنون يجأرون بالشكوى.. وهيئة المياه تنفي وجود قطوعات في أحياء الولاية


ضربت أزمة مياه حادة مناطق واسعة في ولاية الخرطوم، وشوهد عشرات المواطنين يحملون أواني بلاستيكية لشراء المياه من عربات تقطرها الدواب، وقال مواطنون: إنهم لجأوا إلى شراء المياه المعدنية للاستخدام في الشرب والأغراض المنزلية.
واستمرت أزمة انقطاع الإمداد المائي، لـ اكثر من 72 ساعة، إذ فوجئ سكان بعض الأحياء بانعدام المياه في المنازل وفقاً لجولة أجرتها (التيار)، وتجيء أزمة المياه مع موجة الصيف الحارة وازداد معدل احتياجات المواطنين ويقول مواطنون للصحيفة منذ الصباح نقوم بفتح “الماسورة” لكنها صارت تشخر هواء دون ماء رغم التزامنا بسداد فاتورة المياه الشهرية التي تستقطع شهريا مع الكهرباء.
وتمضي الأيام والحال كما هو معاناة متجددة يعيشها سكان ولاية الخرطوم مع ندرة المياه وشكوك البعض في تلوثها، وقال مواطنون بالخرطوم استطلعتهم «الرأي العام»: إن معاناتهم مع المياه وصلت مرحلة من البؤس والشقاء.
شرق النيل.. انقطاع مستمر
في محلية شرق النيل تعاني مربعات الوادي الأخضر من انقطاع المياه المستمر، ويقول المواطن أبو عبيد محمد الذي يقطن مربع (21) إن الإمداد المائي دائما ينقطع في ساعات النهار واضطررنا إلى شراء (موتور) كهربائي لسحب ماء إلا أن المشكلة تأزمت منذ يوم الإثنين وجفت المواسير تماما من قطرات المياه وأصبح الوضع لا يطاق خاصة بعد انقطاع التيار الكهربائي وواصل قائلا ينطبق ذات الوضع على سكان مربع (20) من الصحفيين فالماء غير متوفر في ساعات النهار ويتم سحبها في المساء بالموتور.
رفقا بالنساء..
أما السيدة مكارم الطيب بمربع (15) الوادي الأخضر فقالت نحن أسر متوسطة الدخل ولا تتوفر في المنازل أبسط مقاومات الحياة ونحن في حالة بحث دائم عن الماء بالرغم من التزامنا بدفع الاشتراكات الشهرية الا ان المياه في حالة انقطاع مستمر منذ دخول فصل الصيف ومنذ خمس أيام لم نشاهد المياه فنضطر للبحث عنها في المربعات القريبة، وقالت هذه طريقة غير كريمة فمعظم الأسر الموجودة بمربع (15) لأرامل وشهداء ما يعني تحمل النساء المسؤولية لذلك تشاهد النساء في الشوارع وهن يحملن الجرادل والجركانات بحثاً عن ماء الشرب وكذلك الاطفال وهذا شيء سيء مطالبة اللجان الشعبية بمحلية شرق بمعالجة مشكلة المياه والرأفة بالنساء ورحمتهن من نقل المياه، وقالت بعض من النساء يحملن أطفالهن بيد والثانية تحمل جردل الماء حتى هذه الكمية لا يتحصل عليها بسهولة ويسر، واضافت منذ ظهر الاثنين اعلنت لجنة المسجد عطلة رسمية لتلاميذ” الخلوة بسبب انقطاع المياه بالمسجد وذلك بعد ان فرغ الصهريج من الماء المخزن متسائلة كيف للانسان الاستغناء عن الماء والذي به يحيا مؤكدة أنها من أسرة لا تستطيع شراء المياه المعباءة وذلك لارتفاع سعرها.
تذبذب الماء في النهار
في منطقة الحاج يوسف الإسكان الشعبي قال عدد من المواطنين إنهم اعتادوا على انقطاع المياه أياما طويلة وتأقلموا على الوضع ويشير علي بخيت إلى ن الماء منذ نهاية شهر أبريل بدأت في التذبذب طول فترة النهار الا انها تأتي بعد الساعة الرابعة صباحاً وبالموتمور في أيام كثيرة لا تتوفر ونضطر لشرائها ويتم بيع البرميل بـ (25) جنيها، وفي المناطق البعيدة من الصهريج يتم بيع البرميل بـ (30) ج، فيما يتم بيع الجركانة بـ (2 إلى 4) جنيهات.
ماء ببقايا صدى
وتحدثت الموظفة أميرة علي بحرقة عن مشكلة انقطاع المياه قائلة كل المنازل في الإسكان الشعبي تشتري الماء من الكارو الذي يحمل الماء في برميل من الحديد وهذا يعني ان نشتري امراضا باموالنا فالصدأ يظهر من الخارج وكذلك الماء بعد تفريغه توجد ترسبات تظهر باللون الأصفر هي بقايا حديد مصدئ مخلوطة بالماء لكن المضطر يشتريها.
معاناة وضائقة
وامتدت مشكلة انقطاع المياه ووصلت محلية بحري حيث تعاني احياء متفرقة من انقطاع الامداد المائي وذلك منذ منتصف الاسبوع الاخير من شهر ابريل، وذلك مع ارتفاع درجات الحرارة والتي تتطلب توفير مياه للحد من شدة حرارة الشمس المحرقة فما كان البديل أمام المواطنين الا شراء المياه المعبأة خاصة أن منطقة وسط بحري لا توجد فيها مياه للبيع بالبرميل وتعرض السكان لاستغلال من قبل اصحاب المحلات التجارية فبدل ان يتم بيع العبوة ال(19) لتر ب(19) جنيها يتم بيعها بـ (25) جنيها فيما لا تتوفر في المناطق الطرفية.
كسور الشبكة
المواطنة حفية عثمان من منطقة الدروشاب: إن المياه تتدفق في الشارع نسبة للكسور المتعددة في الخطوط الناقلة، وتنعدم داخل المنازل، موضحة أنه بعد تصليح مشكلة الكسور، ظلت المناطق المحفورة فاتحة من دون ردمها مع المياه التي يتغير لونها إلى اللون الاخضر والاسود في مناطق متفرقة وتؤدي لتوالد الذباب والبعوض والناموس مع خلطها بالنفايات، مؤكدة زيادة حالات الإصابة بالملاريا والتايفويد والتهاب البول خاصة بين الأطفال، وأضافت المياه غير متوفرة تماماً، والكل يضطر لشرائها من المحلات التجارية نسبة لانعدام مياه الصهاريج.
ظهور فطريات
المواطن مصطفى الفاضل الذي يقطن منطقة الحلفايا يقول إن المياه تنقطع أياما وليالي، لكن مشكلتنا تجاوزت شح المياه إذ تظهر كائنات دقيقة حية وفطريات عند وصول المياه لذلك نضطر لشراء المياه المعبأة.
انقطاع دائم
ووصف عماد الدين بخيت من سكان منطقة السلمة جنوب الخرطوم انقطاع المياه الدائم بالمصيبة، وقال اعتدنا على انقطاعها في ساعات النهار الا انها في المساء لا تتوفر حتى بعد آذان الصبح وهي قليلة جدا ثم تنقطع نهائيا لكن ومنذ مطلع شهر مايو بدأت في الانقطاع المستمر وهو غير مبرر الا انه في مساء يوم الاثنين وعند الساعة العاشرة سمعنا شخير الماسورة وظللت انتظر الماء التي أتت بشكل متقطع حتى الساعة الثالثة من صباح اليوم الثاني خلالها تمكنت من الحصول على (4) جرادل لكنها لا تكفي لتغطية احتياجات المنزل من الماء خاصة نحن اسرة كبيرة وتضم العديد من الاطفال ما يعني زيادة في استهلاك الماء، موضحاً أن مياه منطقة السلمة والأزهري طعمها ملح، وذلك من الصباح حتى الساعة (10) مساء، ومن ثم تأتي المياه الحلوة التي تعرف بماء البحر، وذلك في الشهور الماضية لكن منذ الشهر الماضي المياه التي تصل المنازل في ساعات قليلة من الليل دائما تكون مالحة، ويتهم جهات بتحويل الخط لمناطق أخرى ما يكون خصماً على صحة المواطن وتسبب العديد من الامراض خاصة الفشل الكلوي، موضحا أن مواطني المنطقة أخذوا عينات من المياه المالحة للفحص المعملي، واكدت كل النتائج عدم صلاحيتها للاستخدام الآدمي ورغم ذلك لم يتم تغييرها وقال عند انقطاع الماء لفترات طويلة دائما ما نشتري مياه الكارو ويتم بيع الجركانة بجنيهين والبرميل ب(20) جنيهاً ويتم إحضارها من صهريج كلية الرازي، أما المناطق البعيدة في السلمة فيتم فيها بيع الجركانة ب(4) جنيهات ويبلغ البرميل (40) جنيها بالرغم من ان الماء صالح للشرب الا ان البرميل الذي يرحل فيه الماء غير نظيف وهو قديم ما يتطلب الرقابة من الجهات ذات الصلة والاهتمام بصحة المواطن علماً بأنه يلتزم بدفع الاشتراكات الشهرية للمياه وذلك قبل وبعد دمجها مع فاتورة الماء والبالغة (25) جنيها.
سكان ود البشير
من محلية أم درمان الثورة الحارة (103) مدينة ود البشير أوضح الموظف حسين عمر أن الماء دائما ينقطع في ساعات النهار، ويتوفر مساء فنضطر للسهر حتى نتمكن من ملء البرامل التي ارتفع سعرها إلى أكثر من (100) جنيه، وقال منذ يوم السبت زادت ساعات انقطاع الامداد المائي لكن فوجئنا يوم الاثنين بانقطاع المياه والكهرباء وعند وصول التيار الكهربائي لم تعمل الثلاجة وتعطلت نهائيا بسبب اندفاع الكهرباء .
أسباب متعددة
بينما احتج المواطن عبد الرحمن عبد الله على تصرفات موظفي وعمال هيئة المياه، وقال أنا أقطن الثورة الحارة الـ (41) وفوجئنا في منتصف نهار يوم الثلاثاء 20 أبريل بانقطاع المياه الناتج من الحفريات في الشارع وذلك لتغير الخطوط القديمة بخط المنارة الجديدة ومنذ الأسبوع الماضي لم تصل منازلنا ولا نقطة ماء، فيما كتب العمال ارقام هواتفهم على الابواب لاستفسار المواطنين، لكن المشكلة في ان الهيئة طالبتنا بـ (300) جنيه ورسوم توصيل جديد أو أن نظل من دون ماء علما بأن التوصيل القديم دفعنا فيه (800) جنيه، وذلك منذ عام 1997 لكن اليوم نطالب بدفع رسوم جديدة، وللإفادة بعض المواطنين الذي دفعوا للخط الجديد لا توجد فيه مياه والمشكلة ما زالت مستمرة ولم تعالج، فيما تطالب هيئة المياه بدفع الاشتراكات الشهرية التي تتراوح بين (25ـ 15) جنيهاً حتى شهر مايو، مطالبا بالاستعجال في معالجة مشكلة توصيل المياه والقطوعات المستمرة للحد من الأمراض المرتبطة بفصل الصيف.
تهرب من المسؤولية
فيما اعترف العامل نجم الدين الذي كتب رقم الهاتف الجوال على أحد الأبواب بأنه مأمور بتبديل الخط فيما يتحمل المواطن تكاليف التوصيل البالغة (300) جنيه بالاضافة لمواسير التوصيل من الخط الرئيس الى داخل المنزل، ومصاريف العمال البالغة (90) جنيها، أما المهندس محمد عبد الرحمن المسؤول في مكتب الحارة (38) قال الرسوم دي ما شغلتنا وأنا فني ويمكن للمواطن الاستفسار من الحسابات.
لم نستلم بلاغاً..
بينما نفى المدير التنفيذي لهيئة مياه ولاية الخرطوم أن تكون هنالك قطوعات للإمداد المائي بولاية الخرطوم اضافة لعدم استلام اي بلاغات من المواطنين اذا كانت بلاغات الطوارئ او المباشر، موضحا أن الحالات الموجودة فردية وارجعها لانتشار أشجار الدمس السعودي، الذي أصبح مهددا حقيقا، وقال هو شجر بطبيعته يبحث عن مصادر الماء، ويصل بسرعة إلى مواسير وخطوط المياه التي يعمل على إغلاقها، ونفى ما تردد عن عدم صلاحية مياه السلمة والازهري، وقال المياه صالحة للشرب رغم درجة الملوحة؛ وذلك بعد أن تأكدنا من مطابقتها لمواصفات منظمة الصحة العالمية، وأضاف الأتيام تعمل على مدار الساعة لمراجعة الأخطاء، موضحا متابعة البلاغات يوم أمس في 7 محليات وذلك بمتابعة الـ 11 محطة و4 مراكز ضغط ولم تتأثر بانقطاع التيار الكهربائي.
الوضوء أصبح مشكلة بسبب انقطاع المياه المتكرر هكذا استهل «مواطن يسكن الحاج يوسف حديثه عن معاناتهم مع انعدام المياه وقال أصبحنا نساهر حتى «الساعات الأولى من الصباح» من أجل أن نحصل على قطرة ماء وأما بالنهار فلا نفكر فيها مجرد تفكير، ويتساءل قائلاً: لماذا يحرص موظفو هيئة المياه على تحصيل الرسوم، ويعجزون عن توفير المياه، التي يستحيل العيش دونها- كما قال الله عز وجل: «وجعلنا من الماء كل شيء حي».

 

 

التيار


تعليق واحد

  1. ” أزمة مياه أحياء الخرطوم المواطنون يجأرون بالشكوى.. وهيئة المياه تنفي وجود قطوعات في أحياء الولاية ”

    مجرد كلام :

    نداء ……. يا والي الخرطوم … أنت من وليت امورنا .. وأنت المسئول أمام الله اولاً واخيراً .. ماذا أنت قائل .. وما هو رد سعادتكم عن ما ذكر اعلاه .. نريد اجابة مقنعة ليس فيها بنج أو مخدر موضعي .. ونريد حلولاً جذرية .. لماذا لا يتم بناء خزانات في مناطق مختلفة داخل ولاية الخرطوم .. مثل خزان المياه الذي بوسط مدينة الرياض ب ” مملكة الحزم ” وتجمع فيه حصة كل منطقة لزيادة كفاءة ضخ المياه للأحياء المجاورة للخزان … على الآقل تمنع المواطنين من استخدام طلمبات السحب ” الموتورات ” و تضمن استمرار ضخ المياه دون انقطاع .