حوارات ولقاءات

سوق (المرحوم كان قدرك) بمدينة ربك


يقولون: (الحاجة هي أم الإختراع).. وحاجتهم إلى العمل و(القروش) جعلتهم يتاجرون بملابس الأموات في الأسواق تحت مسمى (المرحوم كان قدرك)، وكذلك مع ضيق المعيشة جعلت بعض المواطنين يتوافدون على تلك الأسواق بسبب الضائقة المالية التي جعلتهم يخرجون من جيبوبهم التي ترقد في غرف الإنعاش (الفلس) بعضاً من الجنيهات ليتحصلوا على ملابس ترد (روح) أناقتهم التي يبحثون عنها عند ملابس (الأموات)، وهذه الظاهرة لم تكن جديدة على أسواقنا ولكنها في الآونة الأخيرة أصبحت تتزايد في تمددها وكذلك يزداد الإقبال عليها من قبل الشريحة المتوسطة في البلاد.. (السياسي) تجولت في سوق (المرحوم كان قدرك) والتقت بالتجار والعديد من المواطنين فماذا قالوا:

(سوقنا بترخيصو)
في البداية التقينا شيخ السوق إسماعيل محمد عبد الله ويعتبر من أقدم التجار في السوق وتحدث لـ(السياسي) عن بداياته في العمل في سوق (المرحوم كان قدرك) قائلاً: منذ أواخر الثمانينات عملت بهذا السوق، وفي بداياته كان يطلقون عليه (سوق مايكل)، وترجع تسمية السوق إلى إسم ضابط، وكان السوق في البدايات عشوائي حتى أن مكانه كان في (خور)، ولكن الآن السوق وضعه إختلف وأصبح له (رخصة)، وعن سوق البيع يقول إسماعيل: (سوقنا الحمد لله مية مية وفي الآخر معيشنا وبجيب لينا حق الخضار لذلك نحمد الله كثيراً على هذه النعمة).

مساعدة الغلابة
أما زميله عبد الله آدم الذي يجاوره في العمل فتحدث لنا قائلاً: بداياتي مع السوق منذ فترة طويلة وحينها كنت أقوم بشراء الملابس من سوق أم درمان، وعن وزبائنه يقول: طبعاً الزبائن كلهم أصحاب حاجة وسوقنا بزدهر مع الأعياد وأنا بفتكر مثل هذه الأسواق بتساعد الغلابة لأن أسعار الملابس في الأسواق الأخرى عالية جداً جدًا وهناك أسعار الأقمصة غالية جداً، ومثال لذلك سعر القميص أصبح 100 جنيه أما هنا سعر القميص 17 جنيهاً بعدها أطلق ضحكة وقال: يعني 100 جنيه ممكن تجيب ليك شنطة ملابس.. وأضاف: (غير ملابس الأموات مرات بجينا زول مقطوع وبقول عاوز يبيع قميصو أو البنطلون وفي هذه الحالة بنشتري القميص وبنقوم بغسله ونعرضه في السوق).

أناقة وخوف زبون
وكذلك قال إبراهيم النور لـ(السياسي): (في كثير من الأحيان بجي الزبون يشتري ومن يسمع المرحوم كان قدرك بجري عديل كدا ولكن في الآخر لدينا مجموعة من الزبائن والكثير منهم لا يشتري إلا مننا والسبب الذي جعل سوقنا يمشي بهذه الطريقة هو ضيق المعيشة عند بعض المواطنين)، وأضاف: (والله مرات بتجينا أقمصه لـ(أموات) يمتلكون ملابس أنيقة ولو (لفيت) السوق كلو مافي زيها).

(سعد قشرة طلعت المرحوم قدرك)
يقول أحمد أبوبكر الذي وجدناه يتجول في سوق (المرحوم كان قدرك): (في البداية أنا زبون لهذا السوق منذ فترة طويلة لأن أسعاره مريحة وفيه ملابس جميلة وبين الفترة والأخرى بجي السوق لأشتري عدداً من الملابس)، ويضيف: (في الآخر هي ملابس مثلها ومثل الملابس المعروضة في السوق)، ضاحكاً: (عندما نلبس القميص أو البنطلون منو البعرف إنو من هنا)، ويقول: (عندي صاحبي التقيت به أكثر من مرة في هذا السوق وكان في السابق عندما أرى أنه يرتدي قميصًا جميلاً بقول لي إشتريتو من سعد قشرة في بحري، وفي الآخر إكتشفت إنو سعد قشرة بتاعتو دي طلعت (سوق المرحوم كان قدرك).

ترزي معالجة
ترزي ملابس الأموات كان منهمكاً في ماكينة الخياطة وحوله مجموعة من الزبائن يدعى مهدي عبد الرحمن، التقينا به ليحدثنا عن عمله في السوق وقال: (أنا هنا أعمل ترزياً لمعالجة ملابس) سوق المرحوم كان قدرك) لأن الكثير من الناس بشتروا قميصاً من السوق أو بنطلوناً ولكن بكون أكبر منو وفي الحالة دي بجيبوا لي ومرات في أقمصة بجيبوها لي التجار أقوم بمعالجتها من (زراير) أو إشكالات بسيطة تقلل من أناقة المشتري أو الزبون، وفي ختام حديثه معنا قال: (الحمدلله الشغل ماشي كل يوم تمام).

ربك: يوسـف دوكـة


‫4 تعليقات

  1. الحمدلله في بدائل كان الناس يمشوووووووووووووو ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  2. هو سوق المرحوم قدرك وفي بعض الولايات يسمي علي طول سوق الحراميه مرات لو سرقت منك ملابس تفتح بلاغ وتجي تدور في الاسواق ده مما تلقي ملابسك اقرب بوليس تناوله البلاغ ويكون الضحيه التاجر نفسه لانه يعلم ان صاحب الملابس الذي اشتري منه لا يشبه الملابس . وكان عندنا في الدمازين يسمي سوق الكوده نسبة” للمعتمد الذي صدق المكان ان يكون سوقا” وفي بعض المناطق يسمي سوق القمامه وهكذا تكثر اسماءه ولكن المرحوم قدرك نادرا” ما ياتي اهل المرحوم لبيع ملابسه بل يتصدقون بها لاقرب الاقربين وفي ناس بحجزوا الملابس قبل ما يرفعوا الفراش ونحن شعب تكافلي لذلك سمو السوق سوق الحراميه ارحم من المرحوم قدرك .

  3. عشان كدا لازم نعيد تعيين الولاة وخاصة والى النيل الابيض لدورهم العظيم فى رفاهية الناس ولانهم غير مشغولين الا بما يسهل للناس امور حياتهم.
    والله اشعر باحساس غريب وانا اقرا هذا التحقيق ، يارب فى مسؤول قراءه… عيب علينا والله