رأي ومقالات

د. معتز صديق الحسن ..سرقات المساجد


لم يكن متوقعاً تحت أسوأ الظروف ــ أن تسمع في يوم ما، إصرار رئيس لجنة مسجد على التشبث بموقعه لسنين عدداً ــ بحسب رواية شهود أصحاب قرابة منه ونحسبهم ثقات ــ وذلك لاستمرائه خيانة أمانة الأموال الخاصة؛ بتسيير الخدمات بالمسجد؛ والمتحصل عليها من المصلين شهرياً، وتبرعات الخيرين. ومن ثم دفعها لصالح خدمات الماء، والكهرباء، وكل ما يدخل فى باب إعمار بيت من بيوت الله.
> بل قطع في غي تماديه لحب الرئاسة من أجل السرقة شوطاً بعيداً، ــ رده الله منه ــ وحجته أن العمل يسير على ما يرام، وما من ثمة داع؛ بأن تتعبوا أنفسكم؛ ليرفض تسليم الختم الخاص بالمكاتبات؛ سواءً أكان عبر جمعية منتخبة ــ إن كانت تجوز هنا ــ، أو «جودية» تعاقبت عليه مراراً وفي بالها التغيير؛ ــ لتطاول سنوات منصبه العجاف ــ، والدفع بدماء شابة؛ توسم فيها الكل علامات الخير؛ المؤدية لصالح المزيد من تطوير الخدمات بالمسجد.
> وبسبب تعنته على استمرارية لجنته التي يرأسها ويتحكم فيها كيفما شاءـ ـ ولأنه يؤم الناس في حالة غياب الإمام الراتب؛ لكل ذلك قاطع ابن أخيه ــ جهلاً منه وفترة من الزمن ــ الصلاة خلفه خشية على صلاته لأنه يرى أن عمه الذي عميت يده عن الكسب الحلال ليس بالذي يؤتمن فيها لأنه ما زال رئيس لجنة المسجد الذي ينصب، ويتحري النصب، حتى صار يعرف عند المصلين بـ«النصابا».
> فيا أيها المعلم المخرّب لبيت الله بالسرقة اعلم إنما أنت معّمر لـ«خرابات» الشيطان وهذا أدعى بألا نأمنك على تعليمك لأبنائنا وصحبتهم في فصول الدراسة أطراف النهار فالمستولي على أموال بيت الله فما لسواها أكثر استيلاء دعك عن ممتلكات، أو اشتراكات، أو مساهمات خيرية، أو مؤونة طعام الطلاب الداخليين بالمدرسة، بل الطامة الكبرى فقد تكون سطوت على عقولهم كأنموذج فاسد، وأسوة سيئة.
> وأي خراب أكبر بسبب سرقتك التي سرقت من إحجام بعض المصلين عن صلاة الجماعة والتي قد تدخلك في دائرة الثلاث الذين لا تتجاوز صلاتهم آذانهم الواردين في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام: «العبد الآبق حتى يرجع، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وإمام قوم وهم له كارهون». فسارع أخي إلى التوبة من هذا الذنب الذي تقترفه بحق المسجد مكان التضرع، والتذلل، والإنابة لله لقبول التوبة من الذنوب. ويتوب الله على من تاب توبة نصوحاً.
> بقي أن أذكركم وأوصيكم بأن تخالفوه ــ ولا تركنوا لراحة ــ بل اتعبوا أنفسكم حتى تزيحوا هذا السارق الذي يطالبكم دوماً؛ بأن تجعلوه على خزائن مسجدكم لأنه حفيظ عليم، وأزيلوا منكره هذا بأنه تنكروه بقلوبكم وهذا أضعف الإيمان، وإن استطعتم فبلسانكم بشكايته لهيئة الدعوة والإرشاد فهي المستطيعة بما لها من سلطان على تغييره بخطاب من يدها. ووفقكم الله لحماية، وصيانة بيت من بيوته، وعمرّ بيوتكم وبيوتنا، بما يحب ويرضى.
اللهم آمين.

الانتباهة