عبد الجليل سليمان

لا بأس أيها “الشكسبيري” حمور زيادة


أعلنت (أول أمس) لجنة تحكيم جائزة البوكر العربية في دورتها الثامنة والتي ضمت خمسة أعضاء هم الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي (رئيسا)، إضافة إلى الكاتبة البحرينية بروين حبيب، والأكاديمي المصري أيمن الدسوقي، والأكاديمي العراقي نجم عبدالله كاظم، والمترجمة والباحثة اليابانية كاورو ياماموت،أعلنت فوز رواية (الطلياني) للروائي التونسي (شكري المبخوت) بالجائزة التي تبلغ قيمتها (50 ألف دولار)، بعد منافسة قوية من رواية حمور زيادة (شوق الدرويش).
الطلياني وخمس روايات أخريات هي: (شوق الدرويش للسوداني حمور زيادة – حياة معلقة للفلسطيني عاطف أبو سيف، ألماس ونساء للسورية لينا هويان الحسن- طابق 99 للبنانية جنى فواز الحسن، وممر الصفصاف للمغربي أحمد المديني) تم اختيارها للقائمة المختزلة من بين بين 180 عملاً تنتمي إلى 15 بلداً عربياً.
ورويداً رويداً انحصرت المنافسة بين (الطلياني وشوق الدرويش) فرأت لجنة التحكيم أن تمنح الجائزة للطلياني وهي أول رواية للدكتور (المبخوت) المولود في العام 1962، ويعمل حالياً رئيسا لجامعة منوبة بتونس، وهو عضو في هيئات تحرير عدد من المجلات، منها مجلة “إيلا”، التي يصدرها معهد الآداب العربية.
لكن فوز رواية (الطلياني) وحصولها على البوكر لا يتنقص شيئاً من أهمية رواية حمور (شوق الدرويش) التي حظيت بأهمية قل نظيرها مقارنة بالروايات السودانية الأخرى فيما عدا روايات الطيب صالح.
وكانت (داليا عاصم) ناقدة مصرية، وصفت قبل يوم واحد من إعلان الفائز بالجائزة في مقال نشرته جريدة الشرق الأوسط اللندنية رواية شوق الدرويش بأنها تناولت منمنمات النفس البشرية في صراعها مع صرامة المقدس، وأنها نالت بذلك نصيبا كبيرا من النقد بعد فوزها عام 2014 بجائزة نجيب محفوظ التي تمنحها الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وأن عنوان الرواية وحده يعتبر مفتاحا تأويليا عن النشوة الصوفية في الحب، خاصة وأنه جاء منسجما مع مسارات المحكي. حيث اتخذ حمور زيادة من مقولة ابن عربي: “كل شوق يسكن باللقاء، لا يعول عليه” عتبة دفاعية عن نصه؛ وأن (شوق الدرويش) ذكرتها برواية ويليام فوكنر (وردة لإميلي) الصادرة في العام 1939 حيث تتطلب قراءات متكررة إذ أن كاتبها يدفع القارئ إلى توقعات مسبقة.
لكن (حمور) وقع في فخ تقنية التلاعب بالتعاقب الزمني التي استهلكها في كل الفصول. وبحسب وصف (داليا) فإن شوق الدرويش اتسمت أيضاً بما أسمتها (شكسبيرية مصطنعة إلا أنه استطاع من خلالها أن يضفي على نصه صفة (الملحمية).
كانت تلك طائفة (قليلة جداً) من الدراسات النقدية الهادفة التي حظيت بها شوق الدرويش وصاحبها، وهذا وحده جائزة لا تضاهيها أخرى، فالعبرة بما أحدثته الرواية من اختراق حقيقي حيث لفتت أنظار العالم كله إلى أن السودان لا ينتج الأخبار السيئة وحدها، ولا بأس بالمرتبة الثانية والـ(10) آلاف دولار يا زيادة.


‫2 تعليقات

  1. تحية طيبة، أود أن أعلق بكلمات قليلة، وأنا عضو لجنة التحكيم، بأن القول بانحسار المنافسة بين (الطليان) و(شوق الدرويش) غير صحيح لا من قريب ولا من بعيد.. الحقيقة أن معظم الروايات الست، تنافست بقوى متقاربة على الجائزة. أتمنى تحري الدقة.. مع تقديري.

  2. – السيد رئيس تحرير جريدة (اليوم التالي).. تحية طيبة، اتمنى أن يتحرى الصحفي والصحيفة عموماً الدقة والصدق المعلوماتي اللذين افتقدهما مقال عبد الجليل سليمان الذي من المؤكد أنه اختلق (المعلومة) الخاصة بانحسار المنافسة بين (الطلياني) و(شوق الدرويش).. فأؤكد، وأنا عضو لجنة التحكيم، على أن هذا غير صحيح تماماً.. الحقيقة أن جميع الروايات كانت تستحق الفوز بهذه الدرجة أو تلك كونها ضمن القائمة القصيرة. لكن اختيار (الطلياني) قد تحقق في أقصر اجتماع تعقده لجنة التحكيم أولاً، وتم التوصل إليه بالإجماع ثانياً، وهو الإجماع الوحيد الذي اتخذته اللجنة، فعداه كانت القرارات المرحلية قد اتُّخذت بالأكثرية. مع تقديري