عبد الباقي الظافر

لماذا لا تفرمهم يا سيادة الرئيس..!!


في ١٥مايو 1971 خرج الرئيس السادات يتحدث للشعب المصري عن مؤامرة قامت بها مراكز القوى..كل الذي حدث أن رجالا كباراكانوا في عهد عبدالناصر قدموا استقالات جماعية وكانوا يظنون أن الدولة ستنهار..السادات الذي يجيد الكر والفر أمر اللواء الليثي قائد الحرس الجمهوري باعتقال كل من قدم استقالته وقال جملته الشهيرة” ح أفرم كل قوة تعمل ضد بلدي”..في تلك اللحظة انمحت المساحة الفاصلة بين الرئيس والوطن..بل خرج (الهتيفة) في الشوارع يهتفون (افرم افرم يا سادات ).
مساء الثلاثاء الماضي ،وفي برنامج تلفزيوني ،سألت مصطفى عثمان إسماعيل عن التصريح المثير لرئيس البرلمان الفاتح عزالدين حول سن قانون يمنع دفن المعارضين للسودان في المحافل الدولية داخل تراب وطنهم..رئيس القطاع السياسي بالحزب الحاكم حاول التشكيك في التعبير، منوها بأن الفاتح يحمل درجة في القانون تعصمه من الوقوع في هذا الدرك من اللا إنسانية ..حاول مصطفى ان يربط بين التصريح المسيء والمناسبة..بعد حصار شاركني فيه الطيب مصطفى أكد مصطفى عثمان أن التصريح لا يعبر عن روح التعامل مع المعارضين.
أمس قرأت حوارا أجراه الزميل فتح الرحمن شبارقة مع الدكتور الفاتح عزالدين المنصور في الرأي العام الغراء..لم ينف الفاتح عزالدين التصريح ولم يحاول أن يوجد مبررات ..رئيس البرلمان أورد أمثلة لتجاوزات المعارضة شاهدها مؤخرا في لندن في مؤتمر جمعه مع البارونة كوكس ..حينما قرأت الجمل التي أوردها الرئيس المنصور لم أجد غير اعتراض على السياسات..لم يسئ أي معارض للسودان كبلد.
في تقديري أن كل السودانيين يتفقون على حب بلادهم ..الحكومات المتعاقبة بما فيها الإنقاذ ارتكبت أخطاء جعلت الوطن الواسع ضيقا على أبنائه ..حتى حادثة حرق قطار الضعين التي استشهد بها الفاتح المنصور كان تمثل نموذجا لأخطاء الحكومات .. ذاك القطار كان يحمل مواطنين في عهد التعددية الثالثة ولكن تم حرقه..هل التوثيق لهذه الجريمة يعتبر خيانة للوطن..مشكلة كثير من ساستنا أنهم تتلبسهم الروح الاستعلائية..أصبحوا أكثر حساسية كلما انتقد المواطنون الذات الحكومية.
بصراحة..مادام الفاتح المنصور متمرسا حول رأيه السادي وبشرنا بأن القانون الذي يلاحق المعارضين بعد الموت سيتم إجازته في البرلمان القادم ..هنا وجب أن نقول كلمة حق في وجه سلطان جائر..مطلوب من رموز المجتمع وقادة الرأي وجموع المثقفين التوقيع على مذكرة عنوانها (حرية الموت).. يتم تسليم المذكرة للقيادة السياسية في البلد..إن لم تتم تعرية الفاتح عز الدين فان عهد (الفرم) قادم لا محالة.
إن وصل الفاتح لرئاسة البرلمان الجديد فعلى بلدي السلام..إذا كان هذا رأي سياسي تسنده درجة دكتوراة في القانون ، فماذا تنتظرون من الآخرين الذين لم يؤتوْا من العلم إلا قليلا .


تعليق واحد

  1. انك كاتب فتان تشعلل النيران بنفس بارد – عليك من الله ما تستحق