الطاهر ساتي

معابر التآخي ..!!


:: نقِل فؤادك حيث شئت من الهوى، ما الحب إلا للحبيب الأول .. أوهكذا لسان حال الشعب بالسودان وجنوب السودان رغم أنف الحُكام..وتعقيباً على زاوية البارحة – طريق الساحل أيضاً – التي إحتفت بإفتتاح معبر ( إشكيت/ قسطل)، ثم ناشدت الحكومة بأن تكون كل حدودنا مع دول الجوار (حدوداً مثالية)، فهذا عتاب محب من الشقيقة دولة جنوب السودان ..
:: ( الأخ الطاهر ساتى، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..أوكد لك بروح الاخوه العالية اننى من المعجبين بكتاباتك الموثوقة، وبطريقة تناولك للقضايا والاحداث والمواضيع، إذ يظهر فيها التمرس والمهنية العالية، في تقديرى المتواضع أنك مدرسة سودانية اصيلة فى مجال العمل الصحفى, ولا اريد الحديث عنك كثيرا لانك ليس كمثل أؤلئك المترافعون وانت تعرف ذاتك اكثر منا القراءة..
:: وباعتباري زميلك رغم المسافات أذكرك أن بحكم ربنا صنع الانسان هذا الواقع ليجعل من العالم قرية صغيرة فى متناولة الاصابع والانامل ..وقرأت مقالك (طريق الساحل ايضا )، قراتها من الكلمة الاولى على امل ان اجد تعبير بسيط تعكس صورتى فى مقالك، فقد ربطت انت السودان بدول جوارك كلها ولم تلتفت جنوبا حيث هناك اخوة لك يسكنون في بقعة جغرافية متاخمة بك.. وبرغم الجرح كان يجب أن تذكرهم و أنت تتحدث عن اهمية صناعة جسور تواصل لفتح (معابر التأخى)..
:: والمهم ما اريد قولها تنحصر فى بعض الاسئلة ..نعم حدث ما حدث بين الشعبين (جنوب السودان والسودان)، فانت كصاحب افق أليس من الحق ان نفتح للشعبين جسورا عبر اقلامنا ؟ ونفتح صفحات التأخى عن (طريق إلكترونياتنا) ؟..وما دفعنا لاكتب لك لانك اصبحت مبادرا بضرورة فتح جسور التواصل مع كل جيران السودان ولم تلتفت جنوبا لتنظر إلى اخوانك فى جنوب السودان..وشكرا جزيلا، باطومى ايول ابول داك، صحفى من جنوب السودان جريدة الرأى) ..!!
:: من إليكم..شكراً للأخ الأستاذ باطومي على المتابعة والتواصل والعتاب، وأكرمك الله وبلادك وشعبك بالسلام والرفاهية..نعم، ناشدت الحكومة بتسخير الحدود الآمنة – مع مصر وتشاد وإفريقيا الوسطى وإثيوبيا وإرتريا – بحيث تكون (حدود مثالية)، أي تعود خيرات معابراتها لإستقرار المجتمع وزيادة الإنتاج، ولم ترد – في الزاوية – ذكر حدودنا مع دولة جنوب السودان، لأنها – للأسف – ليست بحدود آمنة بحيث تكون مثالية وذات معابر تخدم مصالح البلدين..ولحين إحلال السلام بالسودان وجنوب السودان، ولمصلحة البلدين، فالأفضل أن تكون ( الحدود محروسة من قبل الحكومتين)، لأن المعابر لن يعبر بها إلا ما يدمر البلدين ويقتل الشعبين، فالسودان يتهم جنوب السودان بدعم التمرد و كذلك جنوب السودان يتهم السودان بدعم التمرد.. ولا دعم إلا عبر المعابر.. وعليه، فالسلام في البلدين أولاً، ثم ( معابر التآخي)..!!
:: وبتاريخ 5 ديسمبر 2013، وبعنوان ( الوحدة الشعبية)، ولم تكن الحرب قد إشتعلت بجنوب السودان، كان هذا النص : ( أما حال الحدود مع نصفنا الآخر (جنوب السودان)، فالوجدان الشعبي أقوى من عوامل العزلة، مناطق حدودية كانت أو متاعب أمنية.. ولذلك، على الحكومتين تجاوز محطة الملفات العالقة بالحكمة والوعي، ثم المضي قدماً بربط الدولتين بالطرق والسكك الحديدية ومحطات الكهرباء وغيرها من الروابط والمصالح وعوامل الوحدة الشعبية).. ولكن واقع الحال – في البلدين – يهزم هذا الحلم يا أخ باطومي.. ولذلك، في علاقة البلدين، يبقى السلام هو (الحلم الأعظم).. فالسلام المنشود هذا هو أكبر و أقوى (معابر التآخي)..!!