جمال علي حسن

العنف الطلابي.. الوصاية أو الحرمان


عشرات المقالات والمحاضرات التي تدين وتستنكر العنف الطلابي في الجامعات السودانية، لكنها لا تغير شيئاً في واقع الطلاب وواقع اللنشاط السياسي الطلابي في السودان، لأن هذا الواقع يمثل صورة مصغرة للحالة السياسية خارج أسوار الجامعة ..
حين لا يكون هناك حوار صحي وسلمي بين الحكومة والمعارضة في البلاد فطبيعي جداً أن تنتفي السلمية وتختفي في لغة الحوار وإدارة الخلاف بين طلاب ينتمون للحزب الحاكم ويدافعون عن الحكومة وآخرين ينتمون للأحزاب أو الحركات المعارضة ويدافعون عنها وعن موقفها وعن نهجها الذي تتبعه .
كيف تحلمون بواقع سياسي طلابي مثالي ليس فيه دم ولا نار ولا عصي ولا سيخ ولا رصاص في ظل عدم توفر هذا الواقع السلمي خارج حرم الجامعة؟.. بل على العكس تماماً نجد أن تلك القوى والأحزاب السياسية إن لم تكن هي المحرضة لطلابها على ممارسة العنف فإنها على كل حال لن تبذل جهداً لمنع كوادرها من ممارسة العنف.
يجب أن لا نستثني أي حزب أو تنظيم سياسي طلابي من ممارسة العنف داخل الجامعات، حاكم أو معارض جميعهم مارسوا العنف ويمارسونه لا زالوا وهذه هي الحقيقة..
وهناك ثقافة واعتقاد بأن اندلاع الثورات والانتفاضات الشعبية في السودان يرتبط بسقوط شهداء من طلاب الجامعات، لذلك تجد البعض يستبشرون كثيراً بالأنباء التي تتحدث عن سقوط ضحايا نتيجة مواجهات طلابية أو مواجهات بين الطلاب والأجهزة الأمنية خاصة لو كان الطالب المصاب أو القتيل محسوباً على المعارضة الطلابية.. لذلك لن يتوقف العنف الطلابي في ظل هذا المناخ من التفكير والفهم دون تدخل ونوع من الوصاية والتنظيم للنشاط الطلابي.. وفي تقديري أنه لا يوجد حل لقضية العنف الطلابي داخل الجامعات إلا بممارسة نسبة من الوصاية على نشاطاتهم بإعادة تنظيم الممارسة السياسية داخل الجامعات بواسطة اتحادات طلاب تلك الجامعات وبإشراف من إدارات الجامعات بحيث يكون متاحاً لكل تنظيم سياسي داخل الجامعة إقامة مخاطبته أو ندوته السياسية وفق جدول محدد ومنظم ومعروف وتكون المخاطبات في أماكن محددة ومحدودة وتحت مراقبة من لجان مشتركة بين الطلاب والإدارات والحرس الجامعي بحيث يكون الرأي السياسي فيها حراً يقول ما يريد أن يقوله لكن دون تعد أو إضرار بأحد أو تجن بالإساءة أو التجريح أو الاتهام لأحد، وأن تتم هذه العملية وفق ضوابط صارمة وحازمة تنظم هذا العمل بالكامل وتفرض عقوبات على الأشخاص والكيانات السياسية التي تخالف اللوائح.
إعادة تنظيم العمل السياسي داخل الجامعات هي الخيار الأفضل من خيار ثاني هو حرمان الطلاب من ممارسة السياسة داخل الجامعات بشكل كامل والذي قد تفكر الدولة فيه وقد يشجعها الكثيرون على مثل هذا القرار لو استمر العنف بوتيرته الحالية لأن هذه تلك النشاطات بصورتها الحالية لا يمكن أن تنتج وعياً أو استنارة لأحد إلا الوعي الإجرامي .
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.


تعليق واحد