مقالات متنوعة

د. جاسم المطوع : 10 ظروف قد تهدد زواجك !!


عندما تعرض علي شكوي سواء من الزوج أو الزوجة فإن الكلام الذي أسمعه في البداية يوحي بأن المشكلة التي يعانون منها كبيرة ولا يمكن حلها ، هذا ما يعبر به أحد الزوجين في الغالب لأنه يأس من الإصلاح والتغيير ويكرر بأنه لا فائدة من المحاولات مع الطرف الآخر لأن الإنفصال صار هو أفضل خيار ، ولكن عندما أسأل عن تفاصيل العلاقة بينهما أكتشف بأن المشكلة تكمن في أمرين اثنين ، الأمر الأول هو غياب الحوار والتفاهم بينهما ، والأمر الثاني ضعف العلاقة العاطفية بأشكالها وأنواعها

والسؤال الذي يطرح نفسه هو ما الذي يحدث بين الزوجين فيكون سببا في ضعف التفاهم والحوار أو في ضعف العلاقة العاطفية بينهما ؟ والجواب هو : إن الحياة الزوجية في الغالب تبدأ بمرحلة الحماس في العلاقة والتواصل بين الطرفين ، ومع مرور الوقت يفتر هذا الحماس في العلاقة بسبب ظروف خارجية أو ضغوط في الحياة لا يحسنان التعامل معها ، فتأثر علي قوة ارتباطهم وتماسكهم فتكون سببا في اهتزاز البنية التحتية للزواج ، ومن خلال عملي استطعت أن أجمع عشرة مواقف وظروف حياتية يمر بها الزوجان فتهدد حياتهما واستقرارهما بسبب متغير طارئ أو أزمة حدثت لهما ، فتكون سببا في ضعف التفاهم أوضعف العلاقة العاطفية فيبدأ الزواج في الإنهيار تدريجيا وهذه الظروف العشرة هي :

الأولي كثرة الخلاف حول تربية الأبناء من غير أن يضعا الزوجان اتفاق واضح بينهما ، فيتذبذب الأطفال ويزداد الخلاف بين الزوجين ، والثاني أن يستجيب الزوجان لضغط الحياة وكثرة أعمالها ، فيكون كل واحد منهما مشغول بدنياه فلا تواصل ولا حوار بينهما في شأن الأسرة ومستقبلها ، والثالث عدم احترام الأبناء للوالدين بسبب تحريض أحد الزوجين الأبناء علي الآخر ، فكم من قصة عشتها كانت الأم هي سبب كراهية الأبناء لأبيهم أو أن يكره الأبناء أمهم بسبب غسيل دماغ والدهم لهم ، والرابع في حالة سكن الزوجين في بيت أهل الزوج ووجود أشقاء وأخوات للزوج معه فيفضلهم علي زوجته ويقدمهم في الرأي والمشورة ، وفي حالة الخلافات يأمر زوجته بالإعتذار حتي ولو لم تكن مخطئة ، والخامس الخلافات حول القضايا المالية وخاصة إذا طلب الزوج من زوجته توكيل عام للتصرف بما يريد فترفض طلبه ، أو أن يجبرها علي المشاركة في مصاريف البيت أو تعليم الأطفال وغيرها ،

والسادس في حالة السفر الطويل للعمل أو للدراسة وعودة الزوجين من بعد هذه الرحلة الطويلة فإن العلاقات الاجتماعية تدخل في حياتهم مما تسبب هزة وتوتر ما لم يتعاملا معه بحكمة ومهارة ، السابع اختلاف الثقافة والإهتمام والفارق العمري فإن هذه الثلاثية تظهر مشاكلها بعد فترة من الزواج ما لم يتعاملا معها بمهارة ، الثامن حصول انفصال أو طلاق سابق بين الزوجين ففي بعض الحالات تأثر هذه الحادثة علي العلاقة بينهما فيستسهلا الطلاق والإنفصال ، التاسع وجود مشاعر خفية ودفينة متراكمة لسنوات فيحصل خلاف يفجر البركان النائم لينهي العلاقة بينهما ، العاشر وفاة والد الزوجة أو والدة الزوج فإن بعض حالات الزواج تأثرت بعد هذا الحدث لأنهما كانا سببا في استمرار الزواج واستقراره

فإذا لم يتعلم الزوجان كيفية تجاوز الظروف الطارئة وحل الخلافات الأسرية ، وإلا أثر ذلك علي صحة الزوجين وبالتالي أثر علي علاقتهما وهدد استمرار زواجهما ، ولعلاج هذه الظروف العشرة التي ذكرتها وفقد التواصل والتفاهم وفقد العلاقة العاطفية فإننا نحتاج لأمرين : الأمر الأول أن يحافظ الزوجان علي جلسة خاصة لهما بمفردهما بشكل أسبوعي ليتحدثا عما في نفسهما ، والأمر الثاني التعبير عما في نفسيهما من عاطفة أو رغبة تجاه الآخر ، واستمرار علاقة الفراش بينهما ولو كان مرة واحدة بالأسبوع وهو أقل تقدير ، فإن هذين الأمرين يحفظا العلاقة الزوجية من الإنهيار حتي ولو مرت بالظروف العشرة التي ذكرناها

وفي حالة لو كان القارئ الآن يمر في إحدي هذه الحالات العشرة فليستدرك الوقت سريعا بالعلاج الذي ذكرناه وسيجد الفرق كبيرا في تحسن العلاقة بينهما ، ولا ينسى الدعاء بأن الله يوفقه لإستمرار زواجه.