منوعات

صفحات التهريب على فيسبوك.. جسور الموت في المتوسط


رحلة “آمنة”.. أماكن مجانية للأطفال وأسعار “مناسبة” تشمل الوجبات.. هي عبارات مألوفة لمنظمي الرحلات السياحية، وهم يحاولون بها جذب أكبر عدد من السياح، غير أنها تحولت الآن إلى مصيدة يوقع عبرها محتالو “قوارب الموت” أعداداً متزايدة من السوريين وغيرهم ممن حول الصراع بلدهم إلى جحيم يستدعي الفرار منه على مضض، مانحين “رحلة الموت” صبغة “الترفيه”.

فتهريب المهاجرين غير الشرعيين السوريين منهم على الخصوص عبر أمواج البحر المتوسط العاتية، أصبح مهنة من لا مهنة له، وفيسبوك الذي لم يعد على الإطلاق مجرد وسيلة للتواصل الاجتماعي، تحول إلى شباك صيد سهل لليائسين من واقع بلدانهم المرير.

صفحات فيسبوكية تتكاثر كالفطر معبدة الطريق إلى أوروبا وراسمة وعودا برحلة وردية هي في واقع الأمر رحلة للموت أكثر منها للحياة، منها ما رصدته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

فإحدى تلك الصفحات التي تحدثت عنها الصحيفة وتدعى “نورماندي 3″، تعرض خدمة “الرحيل الآمن” إلى أوروبا بسعر قد يصل إلى آلاف الدولارات، فيما تروج أخرى لخدمة بالمواصفات ذاتها بـ “نصف السعر للأطفال”.

أحد المهربين ويدعى محمد المصري يتخذ من سفينة ضخمة صورة لحسابه على فيسبوك، فيما يضع خريطة الطريق من سواحل ليبيا إلى جزيرة مالطا الإيطالية صورة لغلافه، أما عرضه فهو “رحلة من سواحل الإسكندرية المصرية إلى إيطاليا تشمل الوجبات”، على متن “يخته” الذي يضم غرفة للنساء والأطفال يسمح لمن منهم تحت الثامنة من العمر بالسفر “مجانا”. ويقول هذا المهرب على صفحته إن “المسافر” يحق له حمل حقيبة واحدة فيما يطلب منه إغلاق هاتفه المحمول من “أجل سلامته”.

أما صاحب صفحة تحمل اسم “نورماندي” فيذهب أبعد من ذلك، إذ يصنف خدماته ضمن فئة “السياحة والترفيه”، ويقول إنه ينظم رحلات إلى إيطاليا بـ 3000 آلاف دولار وإلى اليونان بـ 4500 دولار شاملة “التأمين”.

وفيما نشرت صفحة تدعى “الهجرة إلى أوروبا من لبنان وتركيا وكافة الخدمات للسوريين”، عرضا لرحلات من تركيا إلى اليونان من دون تفاصيل طالبة إرسال رسائل خاصة للمهتمين، تتفادى صفحات أخرى ذكر الوجهة صراحة لإبقاء تفاصيل رحلاتها الخطيرة قيد الكتمان خوفاً من تعقب السلطات.

وبينما يتنافس المتنافسون في إبراز أن كل الطرق إلى أوروبا عبر المتوسط غير آمنة ماعدا طرقهم، وكأنما بلطوا البحر وعبدوه، يتناسى هؤلاء المهربون أن أكثر من 1700 شخص ابتلعهم المتوسط في أربعة أشهر فقط، حصيلة مرشحة للارتفاع ما داموا لا يزالون قادرين على دغدغة مشاعر اليأس لدى ضحاياهم والاتجار بحيواتهم.

اخبار العربية.