صلاح الدين عووضة

الغشاشون !!!


*ليست المشكلة في أن تمرض هذه الأيام ..
*فالمرض قدر من الله لا فكاك منه عدا الذي بمقدور المرء تجنبه..
*ولكن المشكلة – كل المشكلة – في كيفية العثور على دواءً (غير مغشوش)..
*وذلك بافتراض أنك تغلبت على مشكلة (عدم امتلاك حق العلاج) طبعاً..
*وأن أتحدث هنا عن الأدوية المنقذة للحياة – بإذن الله – وليست المنقذة لـ(ماء الوجه)..
*وأعني بالأخيرة هذه التي تجعل الرجل (يُكرم أو يُهان عند الامتحان!!)..
*فقد سرت معلومات أن أغلب النوع الثاني هذا من العقار هو (مضروب)..
*ومن ثم فإن متعاطيه – من الرجال – سوف (ينضرب على قفاه!)..
*فالدواء هذا ليس بذي أهمية بما أن معظم (الحالات) المستوجبة لتناوله معروفة أسبابها..
*فهي (الفلس) والرهق والملل والإحباط و(سوء التغذية!)..
*والغريبة أن صاحب صيدلية كان قد أسر لي بمعلومة هي عكس توقعاتي تماماً..
*قال إن معظم المشترين للعقار المذكور هم من (الشباب!!)..
*أما معلومة الدواء المغشوش فقد جهر بها بعض المتنفذين أنفسهم..
*يعني الذين باستطاعتهم وقف الظاهرة – غير الانسانية هذه – لا مجرد إعلانها للناس..
*فمأمون حميدة – مثلاً – قال إن نحو (40%) من صيدليات العاصمة أدويتها مغشوشة..
*فمن أين يشترى المريض الدواء (المضمون) إذاً – يا وزير الصحة – بعد مقابلته الأطباء الذين (يتبعون) لك؟!..
*بل حتى الأطباء هؤلاء يحتاج المريض إلى أن يعرف (الأصلي) منهم ومن هو مثل (طبيب عطبرة!)..
*فليس (الغش) في الصيدليات فقط وإنما في العيادات – كذلك – حسبما تنشر الصحف يومياً..
*وربما يكون – أيضاً – في (مستوصفات خاصة!!) ذات شهرة يا حميدة..
*وكذلك في مصانع الأغذية لمن أراد العمل بمقولة (الوقاية خير من العلاج)..
*أي لمن يسعى جاهداً لتجنب بعض الأمراض خشية الدواء المغشوش..
*سيما بعد الإعلان عن فشل مكافحة الملاريا في السودان..
*والمعلومة الثانية هذه وردت على لسان وكيل وزارة الصحة الاتحادية (شخصياً)..
*فقد ذكر أن التجاوزات المرصودة في صناعة الأغذية بلغت (97%) على مستوى الولايات..
*وهي نسبة تذكرنا – من شدة ضخامتها – بالتي يفوز بها الأسد (في الانتخابات!)..
*بمعنى أن نسبة (3%) – من الأغذية – فقط هي التي تخلو من (الغش)..
*فنصيحتي لكم – إذاً – ألا تمرضوا ما استطعتم..
*فإن حدث فتجنبوا كل (حبة) مغشوشة..
*فإن عجزتم فعليكم بـ(حبة) البركة وأنتم تدعون على (الغشاشين!)..
*ورددوا (من غشنا فليس منا !!!).