صلاح احمد عبد الله

الخزنة الكبيرة.. وين؟!!


(1)
* جاء في أخبار (التيار) الغراء.. أن قطاع الطلاب بالمؤتمر الوطني قام بشراء (50) سيارة موديل 2015م للمكتب التنفيذي.. العربة تقدر بـ(455) مليون.. مجموع الصفقة يقدر بـ(22) مليار و750 مليون.. مصدر قال إنه إجراء طبيعي في إطار التطوير..!!
* تطوير ماذا..؟!.. الطلاب الوافدون.. الاتحاد العام للطلاب السودانيين.. المركز القومي للإنتاج الإعلامي.. المركز القومي لتدريب الشباب والطلاب.. صرف.. صرف.. صرف.. أموال لا نهاية له.. في ظل اقتصاد حرب كما يقولون.. ولكن يبدو أن الحرب التي تدور رحاها في جنوب كردفان.. ودارفور.. والنيل الأزرق.. ومعسكرات اللاجئين والنازحين.. كل ذلك تجري أحداثه في كوكب آخر.. وقطاع الطلاب يصرف مثل هذه المبالغ من أجل الرفاهية.. هي سيارات تستلزم ملابس راقية.. عطور راقية.. مكاتب راقية.. منازل أرقى.. والذرية الصالحة لابد أن يتوفر لها رغد العيش والاحتياطي الذي يقيها نوائب الزمان.. وحسد وعيون الرجرجة والدهماء..؟!
* والكبار ينتظرهم وبصفحة جديدة أخرى.. غير التي مضت منذ ربع قرن ويزيد.. صرف آخر.. منازل حكومية.. سيارات حراسة.. سيارات لأهل المنزل.. جاز وبنزين.. كهرباء وماء.. علاج بالداخل والخارج.. نثريات مكتب وسفر.. وأكل مرعى وقلة صنعة.. في الاتحادية أو الولائية.. أو المجلس الوطني (اتحادي).. أو المجالس التشريعية الولائية وكوتات المعتمدين.. والأحباب والمريدين.. والمؤلفة قلوبهم من الأحزاب الأخرى..!!
* وهل مثل هؤلاء.. تكفيهم عائدات مرور البترول (الآن) بعد أن صرفنا النظر والسؤال عن بترول زمان.. والذهب.. والإنتاج الزراعي.. والحيواني.. والتهريب الذي يمر عبر منافذ محددة.. ليصب في جيوب مميزة.. في الخرطوم ـ دبي ـ أنقرة.. ماليزيا..
* وعائدات الأبراج العالية في العاصمة.. والمزارع الفاخرة التي تحيط بها..!!
* مبلغ السيارات كما تقول الغراء (التيار) 22 مليار.. تكفي لإنشاء بنية تحتية للمدارس الحكومية.. وكتاب وإجلاس.. ونظافة وإصحاح بيئة.. ولكن ما دام أولادهم.. وطلابهم.. واتحاداتهم يأكلون ويشربون.. ويتعالجون.. ويتعلمون ويسافرون.. ويتزوجون.. ويتناسلون.. وبعد فترة يرثون.. لا يهمهم ما دام لن يكون أحد مثلهم.. والبلد صارت مزرعتهم الخاصة.. والشعب كأنه أجير بداخلها.. يفعل لهم ما يريدون بصمت حير العالمين..!!!
(2)
* مرة أخرى في شرق النيل.. شارع الوالي.. والي القضارف السابق.. البروف الأمين دفع الله.. الشارع المؤدي منه إلى شارع الحاج يوسف الرئيس.. جارٍ الإصلاح.. أصحاب السيارات العامة والخاصة أصبح طريقهم إلى شرق الحاج يوسف يمر من أمام منزله..!!.. أصحاب الركشات الشباب لا مكان لهم لنقل الركاب إلا بالتقاطع الذي يمر بالقرب من منزله..
* شباب كلهم أمل.. وشهادات عليا.. ووظائف بحثوا عنها ولم يجدوها.. ولذلك كانت الركشات وسيلة كسب شرعي لهم.. (الوالي) طردهم من هناك.. من الشارع الماري أمام منزله.. بالغرامة المالية والجلد..؟!!.. (جلد على ماذا؟).. الجلد يا سادة يولد الغبن.. والغبن لدى الشباب بداياته قد تكون تطرفاً.. وانفجاراً..
* هذا الرجل من المفترض يكون (قدوة) لأهل الحي.. وهو العالم الذي يقولون..؟!
* قال نبي الله موسى عليه السلام.. إنه أعلم أهل الأرض.. فامتحنه الله بالخضر عليه السلام في سورة الكهف في القصة المشهورة..!!
* وقال فرعون.. ما علمت لكم من إله غيري.. فأغرقه الله في البحر.. وجسده اليوم عبرة للناظرين.
* كانت منازل قوم عاد.. في إرم ذات العماد.. التي لم يخلق مثلها في البلاد (لا قبلها ولا بعدها)؟! من أجمل منازل الدنيا.. (طغوا) فأرسل الله عليهم ريحاً صرصراً عاتية سخرها عليهم سبع ليالٍ وثمانية أيام حسوماً..
* عِبَر التاريخ كثيرة يا رجل..
* اتقوا الله في (أولاد) وشباب الركشات.. إياكم والظلم..!؟!