صلاح حبيب

الحكومة الجديدة ومسح آثار الإخفاقات الماضية!!


بدأت إرهاصات التشكيل الوزاري وبدأت بعض التسريبات إن كان من جهات داخل المؤتمر الوطني، بغرض جس النبض أم من جهات أخرى لها مصلحة في إضعاف الروح المعنوية للبعض، ورفع الروح المعنوية لآخرين أو تسويقهم، ولكن في النهاية كلها تكهنات وتسريبات لا تمت للحقيقة بصلة.
ففي التسريبات التي خرجت قبل فترة وقيل بأنها صادرة من داخل حوش المؤتمر الوطني.. ولكن إذا حكمنا عقلنا ورجعنا للأسماء وللمناطق التي قيل بأن تلك الأسماء سوف تتولى مناصب الولاة بولايات السودان المختلفة، نجد أن لا العقل ولا المنطق يصدقها، فليس من المنطق ولا العقل أن يأتي شخص مثل الشرتاي “جعفر عبد الحكم” والي وسط دارفور ليكون والياً على ولاية كسلا، أو تحريك والي البحر الأحمر “ايلا” ليكون والياً على الشمالية أو نهر النيل، أو أحد الهبانية ليكون والياً على إحدى ولايات السودان.. فالتسريبات التي تحدث هذه الأيام شأنها كشأن الإشاعات الحائمة الآن.. فالمؤتمر الوطني صحيح شكل لجنة لهذا الغرض أي للحكومة الجديدة، ولكن حتى الآن لم يفصح أحد أعضاء اللجنة عن الأشخاص الذين سيتم اختيارهم، وليس من العقل أن يكون بروفيسور “غندور” بعد النجاحات الكبيرة التي حققها في الفترة الماضية وبما فيها العملية الانتخابية يتم تخفيض منصبه، ليأتي وزيراً أو والياً للبحر الأحمر. وكذلك “ايلا” وما حققه من نجاحات في ولايته، فلا أحد يستطيع أن يحققها، فكيف يدفع به كوزير اتحادي أو “أحمد هارون” . هناك أشخاص ارتبطوا بالنجاح في ولاياتهم، فلا يمكن أن يتم تحريكهم منها بعد هذه النجاحات الكبيرة.
إن الحكومة الجديدة لا بد أن تطبخ على نار هادئة ولا بد من إشراك قيادات ارتبطت بالنجاح، لأن فترة الخمس سنوات القادمة هي بمثابة الخمسة وعشرين عاماً الماضية، وهي تحاول أن تسد الثغرات وأن تعالج كل الإخفاقات التي حدثت، لذا لا بد أن يتم اختيار الوزراء بعناية تامة وكذلك رؤساء اللجان بالمجلس الوطني واختيار رئيس البرلمان بعناية تامة، فأي إخفاق في هذه الفترة بمثابة إخفاق لفترات طويلة من حكم الإنقاذ، فرئيس الجمهورية لابد أن يشرك العناصر الفاعلة من شركاء الحكم الذين فازوا في انتخابات 2015م، فلابد أن تقسم الكيكة، مع الأخذ في الاعتبار، الإخفاقات والنجاحات.. والإيد الواحدة ما بتصفق.. لذا فإن المرحلة القادمة من الحكم مرحلة حساسة، وكل شيء فيها لا بد أن يتم بعناية فائقة، حتى يتم مسح آثار الإخفاقات إن كانت هناك إخفاقات فيما مضى.