صلاح الدين عووضة

الدخان !!!


*وإذ نخترق شوارع الحي الراقي أُبدي لزميلي رغبةً في (فنجان قهوة)..
*ثم أشير إلى (ست شاي) تحت ظل شجرة فيقول ضاحكاً ( معقولة بس؟!)..
*و(المعقول) – في نظره – هو مقهى ذو أشجار وريفة يصادفنا عند التقاطع..
*تقاطع شارع (الرياض) الجانبي هذا مع شارع (الستين)..
*ولكن ما بداخل المحل الأنيق هذا لم يكن (معقولاً) أبداً..
*فقد فوجئنا بأن الذي يجلس إلى طاولة الاستقبال هو أجنبي من دولة مجاورة..
*وأن المكلف بالمهام (الأمنية) أجنبي أيضاً..
*وأن اللاتي يقمن بـ(خدمة الزبائن!) هن من الدولة ذاتها..
*وليست الـ(لا معقولية) في الذي ذكرنا هذا بالطبع..
*فعاصمتنا صارت تعج بأجانب (يسترزقون) من محال الأطعمة والحلويات والمشروبات..
*فهناك السوري والفلسطيني واللبناني والمصري والأثيوبي..
*ولكن الـ(لا معقول) هو أن تستقبلك فتاة ذات (مثلثين!) ؛ أحدهما علوي والآخر سفلي..
*وأن تقودك عبر غرف تفوح منها روائح العطور والبخور و(السفور)..
*وأن تتثنى أمامك – عمداً – بحجة تنظيف المائدة إلى حد أن تغمض عينيك كيلا (ترى!!)..
*وأن تسألك بغنج مقزز عن الذي (تريد!)..
*ثم هذا كله (كوم) وما شاهدناه في إحدى الغرف (كوم لوحده)..
*فقد كن طالبات ينتسبن لجامعة ذات (زي موحد) للبنات..
*جامعة حديثة – نسبياً – قياساً إلى جامعاتنا العريقة المعروفة..
*جامعة ذات (توجهات) مستمدة من وحي (المرحلة!)..
*كن يتعاطين الشيشة بمزاج عالٍ وضحكاتهن لا محل لها من (الإعراب الدراسي)..
*والوجوه قد غاصت في لجة دخان يتمايل ويتماوج و(يتثنى) كحال مضيفتنا تلك..
*وعندما أبصرننا عبرن عن حيائهن – أو ما بقي منه – بزخاتٍ من سعال مصطنع..
*ولحقت بنا مضيفتنا – ذات مثلثيِّ برمودا – تسألنا عن سبب مغادرتنا العجلى ..
*تسألنا بعامية سودانية (تتثنى)- هي الأخرى- دلالة على حداثة العهد بها..
*ويطالبنا مسؤول الاستقبال برسوم (دخول!!)..
*فالمهم أنك (دخلت) المحل وإن لم (يدخل) فمك شيء..
*أو إن لم تدخل أنت في (الأجواء!)..
*وكدنا أن نفهم (لغة الطير) – على أفرع أشجار المدخل – أكثر من فهمنا لمنطق الأشياء بالداخل..
*وأكثر من فهمنا لكثير مما تشير صحافتنا إلى (النذر اليسير!) منه..
*وأكثر من فهمنا لشعارات تتماوج في (السماء) – كما الدخان- مقارنة بالذي يحدث على (الأرض)..
*ومعروفةٌ الطرفة التي يقول صاحبها (والله ما باقي ليك إلا تسفي السعوط)..
*ومع استبدال النشوق بالشيشة (تنضبط) خاتمة كلمتنا هذه تماماً..
*ثم لا تضل طريقها وسط (دخان تلكم الغرفة!!!).


‫2 تعليقات

  1. لو سمحت يا أستاذ عندى ملاحظتين ضغيرتين الأولى : ما كان توصف المحل بالوصف الدقيق ده عشان ما تعمل ليهو دعاية (مجانية) والملاحظة الثانية : هسع كان سمعت بي ناس النظام العام عملوا ليهم حملة على (المحلات ) المشابهة تسن قلمك وتقوم عليهم وتقول (وين حرية ارتياد المقاهي الراقية) صاح واللا ما غلط؟

  2. تعال ياملازم سوق العربية دي مع كم فرد امشو جيبو لينا الصحفي ود عوضه عشان نستسفر منو عن هذا المكان يرد الضابط يعني ياسعادتك انت ما عارف المكان المقصود لاما عارف سعادتك هذا المكان تابع لي اللواء الفلاني لذلك اعمل نفسك لاقريت ولاشوفتي هذا العمود وخلي ناس الشرطة يصرفو بي طريقتهم الخاصة لأنو لو فتحنا هذا الباب الخرطوم ملاااينة بمثل هذه الاشياء إلي نستعين بي قوات الدعم السريع …!؟