رياضية

كيف قضت فلسفة غوارديولا على أحلام بايرن ميونيخ؟!


على الرغم من الانتصار الذي حققه بايرن ميونخ في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، على برشلونة بثلاثة أهداف لهدفين، خسر البافاري فرصة الوصول إلى الملعب الأولمبي ببرلين في النهائي الحلم لتحقيق ثنائية بعد حسم الدوري الألماني من قبل.

مجموع المباراتين أتى لمصلحة البرسا، 5\3، ليلتقي بالفائز من يوفنتوس وريال مدريد، بينما يخرج البايرن من البطولة خالي الوفاض للمرة الثانية على التوالي على حساب فريق إسباني، تحت قيادة المدرب بيب غوارديولا الذي يتلقى الكثير والكثير من الانتقادات على الطريقة التي يلعب بها.

تكرار الأخطاء.. سمة جوارديولا الأولى

ربما أن العند يكون في بعض الأحيان شيء إيجابي، ولكن مع جوارديولا جاء سلبيًا إلى أقصى درجة، فلعامين على التوالي يرتكب نفس الأخطاء التي أوّدت بفريقه بعيدًا عن الحلم الأوروبي الذي جاء خصيصًا لإكماله بعد ثلاثية هاينكس الشهيرة.

في العام الماضي وأمام ريال مدريد، عندما خسر مباراة الذهاب بهدفٍ نظيف خارج دياره، عاد إلى الأليانز آرينا وقرر الهجوم من الدقيقة الأولى بكل قوة مع فتح المساحات بصورة كبيرة جدًا، المساحات التي جعلت جاريث بيل وكريستيانو رونالدو من خلال الهجمات المرتدة لا يُعانيان في الوصول لمرمى نوير، بل وأحرزا فيه رباعية تاريخية لا تنسى.

سمة بايرن ميونخ الرئيسية ومعاناته كلها تكمن في المساحات التي خلف المدافعين وبين قلبي الدفاع، ومن مباراة ريال مدريد وبعض المباريات المحلية في البوندسليجا اتضح هذا الأمر، ولكن لا حياة لمن تنادي، يكرر بيب نفس الخطأ هذا الموسم، ويفتح الملعب أمام برشلونة بعد التقدم.

اللعب بطريقة 3 في خط الدفاع “بواتينج وبن عطية ورافينيا” رغم فشلها الذريع في الذهاب، والتي تؤدي لمساحات رهيبة وكبيرة كانت نتيجتها هدفين لنيمار من استغلال مثالي للأزمة الواضحة، وأيضًا جوارديولا لا يتعلم ويغير هذا الأمر.

تعامل جوارديولا داخل المباراة قضى على بايرن ميونخ

في مباراة الذهاب أمام برشلونة قدّم بايرن ميونخ من بعد أول ثلث ساعة في الشوط الأول وحتى الدقيقة 78 مباراة جيدة للغاية، ولكن بعد هدف التقدم لميسي، تعامل جوارديولا بأسوأ صورة ممكنة كانت سببًا رئيسيًا في الخروج الأوروبي، بداية من إخراج مولر وفتح المساحات والخروج للهجوم وإعطاء الفرصة لكل لاعبي البرسا للتسجيل، ليسجل نيمار وميسي ثنائية أخرى جعلت مباراة الأليانز آرينا منتهية من قبل أن تبدأ.

ثم أتى مهدي بن عطية ببسمة أمل، بهدف في الدقيقة السابعة، وأصبح مطلوبًا من كتيبة جوارديولا أن تحرز هدفين على مدار 83 دقيقة، فيفتح المساحات ويواصل اللعب بثلاثة في الدفاع للعند ليس أكثر، فيتكبد الهدف الأول فالثاني وتنتهي المباراة تمامًا.

الجحيم ينتظر أفكار جوارديولا العنيدة

العند والإصرار على طريقة الدفاع المتقدم وطريقة ثلاثة في قلب الدفاع هو سبب الخروج، فإن تم استثناء مباراة الذهاب، فالبافاري كان بمقدوره العودة في الإياب والدليل على ذلك الكم الكبير من الفرص الذي ضاع والذي لو أتت منها أهداف في ظل طريقة دفاعية تحترم قدرات البايرن والقدرات العظيمة للـ MSN، لكان البافاري في نهائي برلين.

الجحيم ينتظر أفكار جوارديولا وعنده، وإصراره على “التفلسف” الغير مبرر لمجرد أن يبتكر أسلوبًا جديدًا، صحيح أن بيب من أفضل المدربين في العالم، ولكن هو من يتحمل مسؤولية الخروج من مباراة الذهاب ووصولًا بالأخطاء الفادحة في مباراة الإياب.

كوووره