منوعات

سراج النعيم يكتب حول الصمت الاجباري


عندما يصمت الإنسان عن شئ ما لا يعني صمته أنه عاجز عن تفنيد ذلك الشئ.. ولكن قد تكون هنالك قيود تمنعه من الإفصاح بما حدث معه.. أو قد يحدث معه في تلك اللحظات الحاسمة من تاريخ حياته.. وربما ذلك لوحده يجعل الإنسان يلوذ للصمت ليس خوفاً.. أو جبناً.. إنما لا يود أن يدخل آخرين في حسابات ومحاسبات في أمر ليس هم طرفاً فيه.. أو ربما فعل ذلك خوفاً من أن يحرج من ناصروه علي الباطل الذي هو إلي زوال مهما طال أمده.. هكذا أظل اتألم.. اتأوه .. أحزن.. وفي كثير من الأحيان ابكي علي هذا الواقع المرير .. نعم واقع مرير بكل ما تحمل ما تحمل الكلمة.. واقع بكل أسف يقوده البعض نحو الهاوية.. لا قل نحو حتفه الاخير.. لذا لا يجدي الصمت.. نعم لا يجدي رغماً عن أن البعض يظل صامتاً.. فربما أنهم يجدون في الإفصاح مزيداً من الألم.. والتأوه.. والحزن.. و.. و… و….و…. الخ. من تجربتي العميقة في الحياة وجدت أن التحدث في بعض القضايا الحساسة لا يجدي نفعاً خاصة حينما تحس بالظلم يطالك علي اعلي مستوي ولا تستطيع أن ترد عنك ذلك الظلم لأنك مكبل بقيود لا حصر لها ولا عد ولا يمكن لأي إنسان عاقل أن يتخيلها أو يتصورها.. فما بالك بالإنسان البسيط يكون مضطراً للصمت لأنه يري فيه أنه الانجع حينما يدخل في مواجهة ضد هذا أو ذاك.. نعم أنه يلوذ للصمت خوفاً من التحديات الجسام التي قد تقابله في المستقبل.. مما يضطر إلي الصمت الممزوج بالألم.. بالحزن.. بالمرارة.. هكذا يحس بدواخله ممزقة.. ورغما عن ذلك ينتظر ذلك اليوم الذي تتكشف فيه الحقائق.. ويجد كل إنسان إجابة علي التساؤلات الدائرة في مخيلته.. إلا أنه وإلي أن يأتي ذلك اليوم يبقي الصمت هو الملاذ الأعظم.. فبالصمت يمكن للإنسان أن يترجم ما حدث بكل شفافية متحدياً بذلك كل الضغوط.. والمرارات.. وحب الذات. في اعتقادي أن جميعنا فقد شيئاً عزيزاً لديه بأي شكل من الأشكال.. ولكن رغماً عن ذلك فإن الطبيعة البشرية تمتاز بالنسيان ليس كليا.. بل جزئياً ومع هذا وذاك تبقي هنالك احداث خالدة في الذاكرة لا تبرحها قيد انملة.. فالذاكرة تعيد للإنسان ما لا يريد أن يتذكره.. لذا إذا شاهدتم أناساً يضحكون فلا تعقدون أنهم قد لا يكونون يتمزقون.. يتقطعون من قساوة الألم الذي سببه لهم من لا يأبهون باحاسيس ومشاعر الاخرين.. وبالتالي الضحك لا يعني بأي حال من الأحوال أن هذا الشخص أو ذاك سعيداً في حياته.. ربما هي لحظة لكي ينسي همومه.. ذكرياته المؤلمة.. وما أن تزول تلك اللحظة.. يعود إلي الألم… الجراح… الحزن… يعود إلي تلك الذكريات المريرة.. وهكذا تظل تلك اللحظات الاشدة قسوة.. وإيلاما تأخذ موقعها الاستراتيجي كل إنسان شفيف. ومن هذه البوابة.. وهذا المدخل لابد من التأكيد بأنني اعتدت أن أتعامل مع أي إشكالية تعترض طريقي بكل هدوء.. وتروي.. ففيهما أجد أسلوباً راقياً ورصيناً للكتابة بعيداً عن الانفعال اللحظي الذي لا يسمح للانسان بترجمة افكاره في صورتها الصحيحة.. فالإنسان حينما يلجأ إلي ما أشرت له.. فإنه يجد اﻟﺮﺍﺣﺔ.. ولكن من يكتب منفعلاًً فإنه يجد الراحة للحظة محدودة.. وﺗﻤﻀﻲ به الأيام.. نعم تمضي به علي نحو سالب بالتفكير فيما فعل.. وكيف يتجاوز ذلك.. فالعمر يمضي.. نعم يمضي بتقادير مكتوبة.. لا يعلمها ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ سبحانه وتعالي..لذا يجب علي الإنسان الذي تعترض طريقه إشكالية أن يفكر.. ويخطط جيداً قبل اتخاذ القرار الذي يحدد مستقبله.. لذلك علي الإنسان قرأت المشهد قراءة صحيحة حتي يعبر عما يجيش في دواخله بشكل سليم لا تشوبه أية شائبة.. خاصة وأن الأرواح خلقت لقضاء عمرها المحدد ثم ترحل مخلفة وراءها كل ما أنتجته من أفعال سالبة أو موجبة. من هنا لابد من التأكيد بأن هنالك من لا يستطيع تناسي جراحه.. آلمه.. أحزانه.. أوجاعه.. مراراته.. هكذا هي الحياة طالما عاش فيها .. يصحو من نومه بقلب ربما ملئ بالألم.. بالأحزان.. بالأوجاع.. بالمرارات.. وبالتالي عليه أن يتعلم منها.. فالإنسان يجب أن يأخذ دروساً من التجارب التي تمر به. بالمقابل هنالك أناس يعرفون جيداً كيف يديرون الأزمات.. إذا كانت في محيطه الشخصي.. أو الأسري.. أو المجتمعي.. وذلك من واقع أنه ينظر إلي ما حدث من إشكالية بالأمس بحكمة.. ويتعامل معها بتروي.. وتأني .. فهو لا يأخذ معه إشكالية إلي الأمس بذلك انفعال .. هذا هو الفهم الذي يجب أن يتبعه كل إنسان حتي يجعل من هذا الأسلوب قائداً لذاته .. أسرته.. مجتمعه..ِ فالقلوب أضحت لا تحتمل ما يجري وعليه فعلي الإنسان أن يبذر بذور التفكير الإيجابي في نفسه قبل أن يبذرها في نفوس الآخرين.. فهذا يكفيه للخروج من أي نفق ضيق. ومما تطرقت له وسأتطرق له أجزم أنني كلما مرت بي إشكالية افكر فيها تفكيراً عميقاً قبل أن أبحث لها عن الحل.. فلا أتغير لمجرد أن إنساناً ما اقتحم حياتي بشكل مفاجئ.. ويحاول جاهداً أن يخلق أجواء ملئية بالأوهام التي يصنعها من نسج خياله المريض.. ظنناً منه أنه يستطيع أن يؤثر في تفكيري.. إلا أنه لا يعرف أنني إنسان يحتفظ ويحترم عادات وتقاليد المجتمع.. يحترام عقلية من يخاطب فلكل منهم قيم ومبادئ.. فلا يمكن لأي إنسان أن يكون باله مشغولاً علي مدار الساعة بمشكلة ما اعترضت طريقه.. نسبة إلي أن الله سبحانه وتعالي ذرع في كل إنسان نعمة النسيان الذي هو الدواء الناجع .

بقلم : سراج النعيم

النيلين


‫12 تعليقات

  1. ﺗﺼﺪﻕ ﺍﻧﺖ ﻣﻮﻫﻮﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﻃﺒﻴﺐ ﻧﻔﺴﻲ
    ﺍﻟﺤﻖ نفسك

  2. ﺑﺲ ﻗﺮﻳﺖ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﻭﺷﻔﺖ ﺻﻮﺭﺗﻚ ﺣﺰﻧﺖ ﻟﻴﻚ
    ﺍﻟﻮﻫﻢ ﻣﺸﻜﻠﺔ كبيرة

  3. ياسروجة انا غايتو ماعارفة لو انت اختفيت ولا مت عديل الناس تاني تلقي ليها واحد زيك يفرق عليها من وين ؟قلت لي بقيت تكتب خواطر عدييييييل صدقني بالغت

  4. تكون هنالك قيود تمنعه من الإفصاح بما حدث ……عن الافصاح
    قد يحدث معه في تلك ….يحدث له
    .. إنما لا يود أن يدخل….لكي لا يدخل
    واقع بكل أسف يقوده البعض نحو الهاوية.. الواقع يقود البعض ام البعض يقودون الواقع
    الإنسان يلوذ للصمت ليس خوفاً….يلوذ بالصمت
    .. فما بالك بالإنسان البسيط يكون مضطراً للصمت لأنه يري فيه أنه الانجع …….فما بالك هن يضطر الانسان البسيط للصمت لانه يراه الانجع
    هكذا يحس بدواخله ممزقة…….هكذا يحس بان دواخله ممزقة
    في اعتقادي أن جميعنا فقد شيئاً عزيزاً لديه بأي شكل من الأشكال….اننا جميعا فقدنا عزيز لدينا
    فلا تعقدون أنهم قد لا يكونون يتمزقون…نقول شنو ….كفاية
    سروجي الاتعقدون انكم تعطون ماتكتبون لواحد يصححون يكون افضلون

  5. الأخ الكاتب الصحفي القدير سراج تصدق قريت موضوعك ده اربع مرات ومافهمتك انت عايذ تقول شنو ،،،، أنا من المتابعين لنشاطاتك الصحفيه وعجب جدا بشخصيتك الموهومه ،،، تصدق كل مره اقرأ ليك كنت بفتكر أني بليد بس الصراحة انت عسل

  6. سروجي حصل ليه تطور وبدأ رحلة كاتبنا الأشهر الطيب صالح وترك أخبار الفنانين والفنانات ناس ندى القلعة………. الظاهر لقى الشغلانة ما جايبة حقها لكن هو مصر إنو يرتبط بالمهنة دي لأنو لاقيها ما محتاجة رأس مال وكل ما هنالك قلم ودفتر ووسائط إعلامية تنشر ليهو وأغبياء زينا يقروا ليهو كلامو الخارم بارم ده.

  7. كلمات مؤثرة قوية شاعرية حكيمة .. تكاد تخرج من فضاء الخواطر إلى فضاء الفلسفة .. تجربتك العميقة في الحياة جعلتك تسطر هذه الدرر .. و كل نحن استفاد من هذا الحكمة الكبير .. من بداية السطر الأولى كان الحكمة ينزل و في منتصف القطعة الفلسفية العميقة كان كل شئ من على الحكمة في ذات الوقت و الأوان و الزمان يهدر .. لماذا لا تهتم بلادنا بمثل هذا العلامة المفكر ؟ لماذا لا تفكر في عمل فكره كفكرة مفكر فيها بفكر عميق التفكر ؟ لماذا يضطر هذا البلبل الغريد لعدم الإفصاح ؟ لماذا يلوح لنا بدرر الحكمة و لا يستطيع أن يغوص بنا في عالمه العبقري ؟ لماذا أنا هو أبكي فكرة قاعد جوة خايف يطلع من فكرة الفكرة المنيرة ؟ لماذا بدا صوت البلبل في هذا النص الفريد مخنوقاً ؟ لماذا تخنقون الحكمة و تضطرونها للغمغمة المعتمة حين لا يكفي إلا الإفصاح المضئ ؟ أنا سوف بكيت كثيراً على سوف فكرة خنقوها من هم باكون يعملون عن اهمال الموهب ….
    ياااااااا سرااااج عذبتنا … لكن بيني و بينك عذاب لذيذ … و الله جد … أنت مسلي جداً … و ناجح جداً أيضاً إذ رغم خلوك من أي موهبة و بالذات موهبة القلم و الكتابة فقد اقتحمت هذا العالم من باب الشمارات و الشمارات لا تحتاج إلى مهارات .. أو هكذا أظن …. كامل تضامني معك في محنتك التي لم ينقل لنا الهري الفوق دا شئ عنها … وفقك الله

  8. تصدق انا قربت اصدقك ! معا انو ما عارف انت عايز تقول شنو ولا افتكر انت زاتك عايز تقول شنو !!

    قوم لف ياخي , ما فاضين ليك في السخانة دي .

  9. انت عارف بين الموهوم والعبقري شعرة صغيرة لا يشعر بها الموهوم لذلك يتوهم الموهوم بأنه عبقري

  10. سروجه ارحمنا انت مشيت اتبرة لي شنو مزنوق في شنو هناك ………..!!!!

  11. سروجي خلاص سبت رفيدة ياسين؟؟ ما قدرت تخليها مقرر يومي علينا؟؟ جيتنا بي كلام الطير في الباقير