عمر الشريف

القبائل العربية والمشاكل القبلية فى السودان


القبائل العربية التى دخلت السودان فى عهد الفتوحات الاسلامية الاولى قبل 1400عام عن طريق مصر والبحر الاحمر و بعود اصلها الى قبائل عدنان وقحطان ولها فروع كثيرة حيث اختلطت بالقبائل الافريقية وتمازجت وتزاوجت معهم واصبحت نسيج عربى افريقى ، تتميز بالبشرة السمراء وتمتاز بالشجاعة والكرم والطيبة جعلت من السودان نموذجا إجتماعيا مترابط يشتهر به عالميا . توزعت القبائل العربية فى افريقيا فى هجرتها واشتهرت بالرعى والزراعة وبعضها مازال يحافظ على كيانة وتقاليده وعاداته الموروثة وتعصبة القبلى وهى تضم قبائل وافخاد كثيرة وفى السودان إنتشرت من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب وأصبحت قوة كبيرة ومؤثرة وخاصه بعد انفصال الجنوب .

هذه المجموعات العربية التى اشتهرت بالتعايش السلمى والدفاع عن الحق والقبيلة يرأسها عمدة او سلطان وتحكمها الادارة الاهلية فى منازعاتها الحدودية والقبلية ومازال هذا الموروث مستمر حتى يومنا فى بعض مناطق السودان . ظهرت فى الفترة الاخيرة حروب بين تلك القبائل واغلب هذه الحروب اسبابها المرعى وساعد على انتشارها ضعف الادارة الاهلية وانحياز الدولة وتهميش تلك المناطق وعدم توفير الأمن والمرعى وتدخل الحركات المسلحة . إستغلت بعض الجهات هذه الحروب وساعدت على اشتعالها للأسباب سياسية وإقتصادية وشخصية ودولية .

سكان دارفور وكردفان بكل اعراقهم وقبائلهم لهم تاريخهم الحافل ومكانتهم الكبيرة وشهرتهم العالمية وهم أصحاب الخلاوى وكسوة الكعبة ويميز وجوههم نور كثرة السجود لله يجمعهم دين واحد وأرض واحدة فما أصابهم ياترى ؟ . الحروب التى تنشىء بين الفنية والأخرى فى بعض مناطق دارفور وكردفان تقضى على الارواح والممتلكات وتزعزع الأمن وتشرد الاهالى وتعطل التنمية وتزيد من الجهل والفقر والمرض ليس هناك مستفيد من أطراف هذا النزاع سوى الجهات التى تحركها داخليا (حكومة أومعارضة أوحركات تمرد ) اوجهات خارجية .

حل هذه القضايا والنزاعات لم تكن سهله حيث قتلت انفس وشردت بعضها . من شيمة تلك القبائل ان ترد تارها ولا تجلب عارها مما يزيد من تعقيد المشكلة . يجب على سلاطين وعمد ومثقفى هذه القبائل أن يسعوا لوقف هذا القتال وعلى الحكومة المراقبة وعدم التدخل بالأوامر والتعليمات فى الاتفاقيات لكن عليها أن توفير لهم الأمن والأراضى السكنية والزراعية وتحديد مناطق للرعى وتضع قوانين رادعة تحاكم من يخالف أو يعتدى بعد ذلك . على الحكومة توقيع إتفاقية مع تلك القبائل بتوزيع نصف ثروات هذه المناطق بالتساوى بينهم حسب حجم كل قبيلية وذلك ببناء مدارس ومستشفيات وحفرآبار وتوفر لهم الحماية والاستقرار والأمن بالتعاون مع الادارة الاهلية وتعمل على تربية الجيل الجديد على الاسلام والمساواة ولا فرق بينهم ولا قبلية ولا جهوية تسودهم وتعلمهم حب الوطنية والوحدة والتعاون . إن ما يسمون أنفسهم المدافعين عن هذه القبائل ويجوبون عواصم العالم لكسب الدعم المادى والعسكرى هم الأعداء الحقيقين لهم ويجب تفويت الفرصه عليهم حتى يعم الأمن والاستقرار وتستمر عجلة التنمية وتعود دارفور وكردفان الى سابق عهدها .