أبشر الماحي الصائم

وال بدرجة تربال


حاولت أن أدير حواراً بين بعض نخب ولاية نهر النيل على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، عن تصوراتهم لمواصفات الوالي المرتقب لولايتهم, لا سيما نحن هذه الأيام نعيش في ظل حكومات منصرفة تفتأ وتحتقب أشياءها وتلملم أطرافها, في ذات الوقت التي تنشط فيه مطابخ الحزب الحاكم القيادية لاختيار ولاة جدد, فذهبت المشاركات كلها باتجاه أن يكون للوالي المفترض خطة ورؤية وهمة وإرادة, وأن يحسن اختيار مجموعته، ولا يهم بعد ذلك أن يكون من شمال الولاية أو من جنوبها من حضرها أو ريفها, أو أن يكون من خارج الولاية, وأتصور أن أعظم قيمة لولاية نهر النيل لا تكمن في وعي إنسانها وعظم ثرواتها فحسب, بل تكمن في تجردها وخلوها من التنازع القبلي والجهوي, ويرفدنا في هذا السياق أن أربعة ولاة سابقين أتوا من أربعة قرى تكاد تكون متجاورة, ولم ينتبه إلى ذلك إلا بعض المشتغلين بمهنة الفك والربط من أمثالنا, ونحن نفعل ذلك فقط من باب وضع خارطة البيانات, والولاة هم بروفيسور أحمد علي قنيف من قرية جادالله غرب بربر, وبروفيسور أحمد مجذوب أحمد من قرية المكايلاب, الأستاذ حسن رزق نائب رئيس حزب الإصلاح الآن من قرية كنور, الدكتور غلام الدين عثمان من قرية دار مالي, وكل هذه القرى الأخيرة لا تقع في محلية واحدة فحسب, بل كلها تقع جنوب المحلية, ولو أن ذلك حدث في ولايات أخرى مثقلة بالنزوع الجهوي والقبلي لقامت الدنيا ولم تقعد!
وثمة شيء آخر في هذا السياق, توصيف الوالي المحتمل, رأيت في مؤسسة الملاذات الجناح الولائي, أن لا يكون أحد من أعضاء الحكومة المنصرفة, وهي وجهة نظر تقبل الخطأ وتحتمل الصواب, وهذا يعتمد على تقييمنا لأداء الحكومة المنصرفة, على اعتبار أن أي عضو يتحمل نصيباً من هذا الفشل أو ذاك النجاح, كما أتصور أن قائمة الخمسة ولاة المنتخبين من قبل أجهزة الولاية قد جبها أدب التعيين و.. و..
غير أني تمنيت دائماً أن يبعث المركز إلى ولاية الترابلة والياً بدرجة تربال, كل يوم هو في شأن حواشة ومشروع وبستنة ومزرعة دواجن وأخرى للأبقار و.. و.. والٍ تفتقده الدامر عاصمة الولاية كثيراً ويكسبه الريف, لا ينتظر أن ترفع له مناطق التعدين وأسواقها في العبيدية وأبوحمد عرضحال شكوى لأنه كان هناك قبل اندلاع الأزمة, والٍ يستطيع أن يعيد تنظيم مهنة التعدين الأهلي بما يحفظ حقوق معدني الولاية خاصة والوافدين إليها عامة, كما يحفظ حقوق الحكومة التي هي الآن أفقر ولاية تتمتع بأغنى موارد طبيعية وتعدينية زراعية بستانبة حقلية, هي الولاية الأكثر أمناً، ولعمري هذه هي السلعة الأعلى والأغلى في هذا الزمان المضطرب, الولاية التي تتوسط المركز والبحر, مكمن التصدير وأمكنة الاستهلاك, صاحبة أعظم شبكة خطوط طرق معبدة تتمثل في, عطبرة مروي, عطبرة أبوحمد, عطبرة الخرطوم, عطبرة بورسودان, عطبرة كسلا, عطبرة دنقلا وادي حلفا و.. و.. وللموضوع بقية.