عالمية

مَدْرسة فرنسية تطبق نظام غرف العزل مع المسلمات‎ ليتوقفن عن إرتداء الملابس الطويلة


قالت إدارة مدرسة فرنسية إنها تلقت أمرا من “جهات عليا” يقضي بتطبيق نظام “غرفة العزل” مع طالباتها المسلمات، وهو ما يشبه نظام “غرفة الإقناع” الذي طُبق لفترة من الزمن في تركيا مع الطالبات المحجبات.

وكانت هذه المدرسة منعت قبل نحو شهر طالبة مسلمة من أصل جزائري تدعى سارة ك (15 عاما) من دخول المدرسة لارتدائها تنورة طويلة.

وأفادت إدارة مدرسة (Leo-Lagrange de Charleville-Mezieres Koleji) التي تقع في مقاطعة شارلفيل ميزيار شمال فرنسا، بأنها “تلقت أمرا من جهات عليا، بتحويل الفتيات المسلمات اللاتي يرتدين ملابس ترى أنها تنتهك مبادئ العلمانية، إلى غرف للعزل، ومحاولة الحصول منهم على تعهد مكتوب بمحاولة التوقف عن ارتداء مثل تلك الملابس”.

وذكرت السيدة التركية، كلثوم أ، التي تدرس ابنتها صالحة في نفس المدرسة، في تصريح صحافي، أنه “لم تكن هناك أي مشلكة في ارتداء الفتيات للتنورات الطويلة في المدرسة قبل نيسان/ أبريل الماضي، الذي شهد إعادة إدارة المدرسة ابنتها للمنزل بسبب ارتدائها تنورة طويلة، وهو ما دفعها لاستشارة محام، أكد لها أن إدارة المدرسة ليس لديها ما تستند عليه قانونيا بهذا الخصوص”.

وأضافت كلثوم، أنها “التقت مديرة المدرسة، ماريز دوبوا، وسألتها عن سبب الحظر المفاجئ على ارتداء التنورات الطويلة، وكان ردها أنها تلقت أمرا كتابيا بهذا الخصوص من جهة عليا، رفضت تسميتها، ورفضت إطلاع كلثوم على الأمر الكتابي المزعوم”.

وتابعت أن مديرة المدرسة “ادعت أن الأمر الكتابي، يتضمن ضرورة وضع الطالبات المسلمات اللاتي يبدين إصرارا على ارتداء التنورات الطويلة في غرف معزولة، لحين تغيير آرائهن”، معتبرة أن “اكتفاء المدرسة بإعادتهن إلى المنزل يعتبر تصرفا عادلا منها”.

وأكد مسؤول في الهيئة الوطنية للتفتيش، أن الهيئة “لم تتخذ أية إجراءات جديدة بخصوص ارتداء الطالبات للتنورات الطويلة في المدارس”، مشددا على “عدم معرفته التامة بموضوع غرف العزل”.

وقالت كلثوم إن ابنتها “استمرت بعد ذلك في الذهاب إلى مدرستها مرتدية تنورة طويلة، دون أن يتعرض لها أحد، مرجعة ذلك لعدم استناد منع ارتداء التنورات الطويلة على أي حجة قانونية”. وذهبت “سارة ك” بدورها عدة مرات إلى مدرستها مرتدية تنورة طويلة بعد أن منعتها إدارة المدرسة من الدخول مرتين لنفس السبب.

وأفادت كلثوم أن “المدرسين يضايقون الطلبة المسلمين عبر توجيه اتهامات مختلفة لهم، منها ادعاؤهم بأن الطلبة المسلمين يعملون على إقناع زملائهم بالتحول إلى الإسلام ومن ثم الذهاب معا للقتال في سوريا”.

ورفضت مديرة المدرسة، ماريز دوبوا، طلبا لإجراء حوار معها، حيث تحافظ على صمتها في مواجهة الاتهامات الموجهة لمدرستها.

وكانت أزمة التنورات الطويلة، ظهرت إلى العلن، وأثارت ردود فعل واسعة، لدى منع سارة ك، في 16 نيسان/ أبريل الماضي، من دخول مدرستها، بحجة أن التنورة الطويلة التي ترتديها “تمثل انتهاكا للمبادئ العلمانية المطبقة في المدارس”. وبعد اندلاع الأزمة بدأت العطلة النصفية للمدارس، ولدى انتهائها أمس، ذهبت سارة إلى مدرستها مرتدية تنورة طويلة، دون أن تتعرض للمضايقة من قبل الإدارة.

وتقول منظمة “معا ضد الإسلاموفوبيا” في فرنسا (CCIF)، إن “أكثر من 100 طالبة مسلمة مُنعن من دخول مدارسهن، خلال العامين الماضين، بسبب ارتدائهن تنورات أو فساتين طويلة”.


العربية