منوعات

“كم مرة أوعدنا” احترام المواعيد.. ثقافة غائبة في المجتمع


أصبح مصطلح (مواعيد سودانية) معروفاً وشائعاً حتى عند الأجانب، دلالة على عدم الحضور في الوقت المناسب، وذلك بسبب الفكرة السائدة عن السودانيين عموماً، التي تشير إلى عدم تقديرهم للوقت والمواعيد على حد سواء.

ورغم حديث الأغلبية عن بشاعة التأخر في الزمن المحدد وعدم الالتزام به، إلا أنهم غالباً ما يرتكبون الفعل عن عمد أو غير عمد، ما يزيد من حجم الظاهرة ويدعو إلى تكريسها في المجتمع، بحيث يبدو من يحترم مواعيده خارجاً عن القاعدة, ومختلفاً عن الجميع.

المؤسسات تعاني:

وفي السياق، يقول مهدي أبو جهاد إن احترام الوقت والالتزام به، لم يعد مشكلة موجودة لدى عامة الناس وحسب، بل أصبح أزمة تعاني منها بعض مؤسسات العمل التي يرتبط عملها بالجمهور مباشرة كالمستشفيات والأعمال الحكومية والقطاع الخاص والخدمة المدنية ممن يقدمون مواعيد لمراجعيهم بأوقات محددة. وأضاف حينما يأتي الشخص المعني يضطر أن ينتظر لساعات طويلة دون أن يكون هناك أي احترام للمواعيد، وقيمة الوقت التي قد تُهدر دون أن يتنبه لها أحد ستمثل إشكالية كبيرة في وقت تعتمد فيه كثير من الأمم على احترام الزمن وإعطائه قيمته، ومعرفتها لقيمة المواعيد واحترامها الذي يعكس نمو وتقدم الشعوب بالمفهوم الحقيقي.

عدم احترام:

من جهتها، تقول (هنادي محمد تميم) قد لا يجد البعض حرجاً في التأخر عن مواعيدهم، لا سيما إن كانوا من رجال الأعمال أو الأطباء المعروفين، أو الشخصيات المهمة في المجتمع، وذلك بسبب كثرة انشغالاتهم وتضخم الأعباء الملقاة على عاتقهم، الأمر الذي ساعد على تنامي هذه الظاهرة لدى آخرين يحبون أن يظهروا، على الدوام، كأشخاص مهمين ومشغولين على الدوام، فيما أكدت زينب الريح أن كثيراً من الأشخاص لا يحترمون المواعيد ويخلفونها دون أن يشعروا بالخجل من عدم احترام الوعود مع الطرف الآخر، فحينما يحدد شخص وقتاً للزيارة، فإن موعد الحضور يكون بعد الوقت المحدد بساعة أو أكثر، أو ربما جاء متقدماً بنصف ساعة، وكأن الشخص الذي حدد الموعد معه غير مهم، أو لابد أن يكون جاهزاً لأي تأخير أو تقديم في الوقت دون اعتراض، مشيرة إلى أنها ترفض ذلك التعاطي وتعده قلة احترام لها، وأن هناك خللاً في الشخص الذي يخلف مواعيده دائماً، وربما ذلك ما يؤدي غالباً إلى أن نقع في كثير من الخلافات مع مثل هؤلاء وربما نخسرهم في الحياة لسوء تقديرهم واحترامهم للوعود التي يقدمونها لنا.

عبارات ذات دلالات:

عبارات كثيرة قيلت عن أهمية الوقت، مثل (الوقت من ذهب) و(الوقت كالسيف إن لم يقطعه قطعك)، غير أن هذه العبارات قد صدأت بفعل الزمن، ولم تعد سوى شعارات براقة تقال ولا تقترن بالفعل. ويرى عمر محمد أن الكثيرين يفتقدون إلى فن إدارة الوقت واحترامه، وبعضهم يضيع أوقاته هدراً، كمن يتسوق لمجرد التسوق، مبيناً أن سبب عدم احترامنا للمواعيد تعود إلى التربية في المقام الأول، وعدم وجود قدوة لدى المسؤول في احترام الوقت، فحينما يكون هناك مسؤول ويعقد اجتماعاً لابد أن يكون هو أول من يلتزم بالزمن ويحترم المواعيد، ولكن ما يحدث حالياً يتمحور في تأخير الاجتماعات ويظل الجميع ينتظر، وكان هناك تعزيز لعدم احترام المواعيد أو عدم الخجل من الالتزام بالوقت، فتلك سمة يجب أن لا تعزز حتى على مستوى تعليمنا وواقع مدارسنا وجامعاتنا، فحينما يتأخر المعلم لا يتم التعامل مع ذلك السلوك كسلوك مرفوض، وكذلك الطالب الذي يتأخر يتم التعامل معه بشكل عادي، ففي الدول الغربية عندما تحدث حالة كهذه تتم المحاسبة فورياً.

مهارات نوعية:

يورد الأستاذ عبد الخالق مهارات مهمة من أجل إدارة الوقت، يشير فيها إلى أن الزمن بمعناه المبسط، هو عمر الإنسان وحياته كلها والعمر محدد، لا يمكن زيادته بحال من الأحوال، وهو مورد شديد الندرة، وغير قابل للتخزين، كما أنه غير قابل للبدل أو التعويض، ويضيف أن فوائد الإدارة الجيدة للوقت تكمن في إنجاز الأهداف، والأحلام الشخصية، والتخفيف من الضغوط سواء في العمل، وضغوط الحياة

 

 

اليوم التالي


تعليق واحد

  1. كم مرة وعدنا وليست اوعدنا ، هذة ابسط قواعد اللغة العربية ، يقول اوعد بالشر ووعد بالخير