مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : حوار إسلامي علماني تكرار للحوار الوطني!!


> حكاية الحوار «الإسلامي العلماني» الذي تفكر فيه الآن ما تسمى مجموعة «سائحون»، وترصد له قيادات من «اليمين واليسار» كما تصفهم وتميزهم، هو نفسه فكرة «الحوار الوطني» الذي أطلق مبادرته رئيس الجمهورية، وإذا كان «اليسار» الذي يرفض الانخراط في الحوار الوطني حتى الآن ما زال على موقفه الرافض هذا، فإن الأولى ألا يهتم بحوار ترعاه مجموعة «سائحون».. فإنه سيكون بلا ثمار تريدها القوى اليسارية العلمانية. لأن المجموعة ليست هي التي تحكم وليس بيدها إجراءات التعديل والتغيير.. وإن أكثر ما يمكن أن تحققه من ثمار في حوار إسلامي علماني هو «الصلح السياسي» الذي ستستفيد منه الحكومة بالأكثر في الكف عن تحريض الطلاب على الشغب داخل الجامعات والتظاهرات خارجها.
> ومجموعة «سائحون» يمكن أن تنخرط في الحوار المجتمعي وتجد فيه فرصة كبيرة لتحقيق وئام شعبي بصورة كبيرة.
> هذا الوئام يمكن أن يشكل أرضية صلبة ليقف عليها الحوار الوطني.. وبعد ذلك تتضح في الأفق عبارة «الاستقرار مصير مشترك». وهو مصير يشترك فيه «اليمين واليسار».. ولا يمكن لأحدهما أن يهدد الآخر بنفسه. وهذا مدخل لحوار ضمني.
> أما التجربة التونسية في الاشتراك الإسلامي العلماني في السلطة، فذاك ثماره تختلف عن ثمار حوار إسلامي علماني في السودان. فذاك اشتراك وهذا حوار. وحتى «اليسار» لن يظن أن حواره مع «اليمين» بإشراف «اليمين» متمثل في مجموعة «سائحون» يمكن أن يفضي إلى الحالة التونسية في الحكم. لذلك من الأفضل أن يبادر «اليسار» وكل القوى العلمانية بحوار مع السلطة وحلفائها من اليمين. لكن هل العلمانيون على استعداد لمحاورة الإسلاميين؟! هم في الغالب يرون أن مجرد محاورتهم تعني إنزال السكينة السياسية عليهم، وإحساسهم باستدامة الحكم.
التجاني السيسي هل غفل؟
> لا يمكن قبول حديث الدكتور التجاني السيسي وهو يقول إن «الكل مسؤول من تقسيم دارفور إلى عرب وزرقة».. وهو يقصد إلى قبائل عربية وأخرى غير عربية. ومشكلات بعض أبناء العربية مع بعض أبناء غير العربية من حين إلى آخر لا تعني أنها بسبب «التقسيم» الذي تحدث عنه. ونحن الآن وقبل الآن نشاهد الصراعات القبلية الأشرس والأعنف بين القبائل العربية أو بين أبناء القبيلة العربية الواحدة. فأين إذن هنا «التقسيم إلى عرب وزرقة»؟! العرب فيهم منذ قرون دماء زنجية والزنوج فيهم دماء عربية. والسودان منذ قرون مفتوح للهجرات والمصاهرة بين المهاجرين إليه.
> الآن كما أسلفت صراعات داخل القبائل العربية وداخل القبيلة العربية الواحدة.. وكذلك صراعات داخل القبائل غير العربية وداخل القبيلة غير العربية الواحدة. لذلك التقسيم إلى عرب وزرقة لا نجد له موطئ قدم الآن في دارفور، فحتى الحركات المتمردة أصبحت تستوعب أبناء القبائل العربية. «عرب وزرقة» حالة صراع يمثلها قليل من أبناء بعض القبائل هناك لأسباب شخصية.. فلم نسمع بأن نظارة قبيلة عربية أعلنت الحرب على أخرى غير عربية ولا العكس. لكن تفلتات بعض الأفراد شيء يخصهم، وتأتي هذه التفلتات بسبب الصراع حول أسباب الحياة في الغالب. فهل غفل السيسي عن هذه الحقائق.
حزب الميرغني يكفيه واحد
> حينما يقول «حزب الميرغني» على لسان أحمد سعد عمر، إنهم سيشاركون في الحكومة ولو بشخص واحد فإن «نجل الميرغني» «محمد الحسن» أو غيره هو سيكون هذا الشخص الواحد طبعاً، وأحمد سعد هو الآن وزير اتحادي.. وكأنه يكتفي بهذه الفترة الوزارية. لكن هل الأيام التي تساوي ربع قرن وأكثر إضافة إلى الانشقاقات هي التي قلصت حجم حزب الميرغني السياسي كي يكفيه في الحكومة شخص واحد من أسرة الميرغني مثلاً؟! وعلى الصادق المهدي أن يشعر بمثل هذا المصير.
غداً نلتقي بإذن الله.