فدوى موسى

عاصفة الحزم السودانية


٭ الداخلون إلى مداخل مدن دارفور وإن كان في ساعات هدوء وصمت يستمدن خلف الصمت أكثر من كلام .. والدائرة المظلمة التي دخلها الاقليم الدافوري تنبئ عن استدامة الصراع ودورانه في دائرة مفرغة الأوصال .. والحكم العادل والسيف المسلول مطلب دارفوري أصيل .. والدم المسكوب فظاعة، هناك من يقول إن الرخص والضآلة أصابا القيمة الإنسانية للأرواح، واستخف بها وجعلها مصاباً دائماً للابتلاء .. الكل ينفض يده عن هدر هذا الدم ويدعي النبل والتفريط في الحزم في أمر الإقليم، بل هذه المقولة راجت ووصلت الآفاق وأصبحت علكة في لسان الكون.

٭ وحتى تكون دافور في حوى الأمن والأمان تحتاج لعاصفة حزم سودانية .. هبة واحدة تعيد نصاب الأوضاع لطبيعتها ليعيش إنسان دافور في دائرة الأوضاع الطبيعية .. حيث أعادت أحداث المعاليا والرزيقات للأذهان أزمة الاقليم إلى أوجها، وتعددت أجندات الجراح ما بين الأجندات المختلفة، وصراعات المصالح المغلقة على معاناة هدت حيل الإقليم والناس فيه .. كيف تعاد الأمور إلى المسار الصحيح؟ لا بد من جهد كبير وطبطبات على مآسي أترعت الإنسان هناك وخلخلت أمنه وحياته ومعاشه ولحمة دارفور حتى صارت الكنز المفقود .. والفرد هناك كما يقول الصوفية «مودر حجابو».

٭ بالتأكيد إن حرمة الدم من كريم تقدير الإله للروح والعصب والدم .. النيران التي يشعلها البعض يجب أن يترك لها متنفساً للاشتعال وتلهيبه .. وإن كان لا بد من فعل ذي قيمة فليكن بإتجاه ذلك العمل الاستراتيجي الذي يخلق الاستقرار باستدامة، وليخرج الغلابة من المعسكرات لديارهم التي يفترض أن تؤطر فيها الأساسيات من خدمات واحتياجات .. العودة المربوطة بمؤسسية ومنهجية ذات طابع «مدني» .. دافور لا تحتاج لمزيد من الدماء بل تحتاج الماء والنماء .. فمن لدارفور عدلاً وبسطاً للأمن دون تدخل من أيد خارجية .. دافور في مهب مخاطر كثيرة لاعتبارات أوضاع الاقليم منذ تاريخ مضى وموارد حوى .. فعذراً لإنسان دارفور هناك إن قصرت أيدي البعض عن حقن دمائكم القانية وأرواحكم الغالية .. مكنوا للولايات الطريق للأمن والسلام وفرض السيادة والهيبة ..

٭٭ آخر الكلام:

دارفور .. تحتاج إلى حكم عادل وسيف مسلول وقادر .. فيا قادتنا أفعلوا كل ما يحقق ذلك بنية حفظ الإقليم من الخروج عن سياج الوطن .. عززوا الأمن وأجعلوا مواطن دارفور مواطن «مدني» بلا سلاح ..

مع محبتي للجميع ..


تعليق واحد

  1. المشكلة ان رؤساء تحرير ومثقفون مثلك يا اخت فدوى يفوت عليهم حقيقة ان المعاليا لم ولن يسجل عليهم حالة اعتداء منظم ولو مرة واحدة على الرزيقات قديما وحديثا ، اخبرينا بالله عن مرة سمعت فيها ان المعاليا اسرجت خيلها واعتدت على الرزيقات ، في الوقت الذي هجم فيه الرزيقات اربعة عشر مرة خلال سنتين اخرها الهجوم الغاشم على ابي كارنكا وسط مرئي ومسمع الاجهزة الامنية حتى ان عاصمة ولاية شرق دارفور (الضعين) تم اغلاق الاسواق والبنوك والمحال التجارية فيها يوم الاحد ليتم الهجوم يوم الاثنين ،،،
    المواعظ هذه لا تجدي مع مدنيين مثل المعاليا اولى بها العرب الرحل من الرزيقات ، ثم انكم بدأتم تشعرن بمرارة الاعتداء وفداحة الجرم عندما تصدى المعاليا لهذه القوى الكبيرة وهزموها اربعة عشرة مرة ، لو انهم ضعفو او استكانو او انتظروا حماية الحكومة للحقو بالقبائل التي ادخلها الرزيقات المعسكرات دون ان يبكى على مأساتهم احد ،،،
    ماذا كنت فاعلة لو علمت ان مثل هذه القوة تتجه نحوك ، هل كنت تهربين ام تستكينين ليحرق منزلك وتؤخذ نساؤك وتنتهك حرماتك ويسرق مالك ، ماذا ترجين من المعاليا ان يفعلو ؟؟ وكيف تريدين لهم ان يتصرفوا ؟؟