صلاح حبيب

عادات ميزت السودان..!!


أهم ما يميز السودان والسودانيين تلك العادات الطيبة التي لا تتوفر إلا عند أهل السودان فقط وربما حصرياً عليهم.. ونحن في نهاية شهر رجب العظيم وبالأخص فى السابع والعشرين منه وهو يوم تتفاءل به معظم الأسر السودانية وتكثر في هذا اليوم الزيجات للبنين والبنات، ولذلك تجد معظم الأزقة بالحارات أو الشوارع العامة قد نصبت أمامها سرادق الفرح تيمناً باليوم العظيم حتى المساجد الكبيرة تجدها قد أعدت العدة للاحتفال بهذه المناسبة، مع إقامة عقودات الزواج واليوم يشهد عدد من المساجد وأهمها مسجد السيد “عبد الرحمن” بودنوباوي أو مسجد الخليفة أو سيدة سنهوري أو مساجد الأدارسة وغيرها من المساجد بالمركز والولايات، تتزين وتضاء بالألوان الزاهية من لمبات الإضاءة احتفالاً.. وتعقد في هذا اليوم عشرات الزيجات وقد درجت الأسر أن يكون هذا اليوم فأل خير لزواجهم.
وهذا المشهد الاحتفالي قل أن تجده في أي دولة عربية أو أفريقية فهو حدث مربوط بأهل السودان فقط، ومن العادات السودانية وفي مناسبات الزواج إقامة الأفراح بالصالات والتي ظهرت حديثاً بدلاً من إقامتها بالحي. وقديماً كانت تقام بالحي وتفرش الأرض بالرملة مع رشها بالماء بعد تركيب الصيوان ورص الكراسي.
في الماضي كانت (عازومة) العريس غداءً فتضع صينية مليئة بأصناف متعددة من الطعام وصحن توضع فيه كسرة وملاح أم رقيقة وضلعة كبيرة أو متوسطة من اللحم مع عدد من السلطات الحمراء والبيضاء، ولكن تبدل الحال وأصبح العشاء بالصالات المكيفة يقدم فيها طبق به عدة أصناف من الطعام قطعة من اللحم والفراخ مع الطعمية والزيتون والمخلل، وهذه أيضاً من العادات التي لا تتوفر إلا في السودان. فمعظم الزيجات بالعالم يقدم فيها كأس من المشروب فقط، وفي مصر القريبة يقدم لك صندوق صغير به قطع من الجاتوة أو الحلويات فلا يوجد طعام في المناسبات أفراحا كانت أو أتراحا، إلا في السودان، ورغم أنها من العادات المكلفة على أهل العريس أو العروس أو في مناسبات المأتم فيصرف فيها أهل المتوفى دم قلبهم كما يقال، بل يقال ميتة وخراب ديار، ولكنها عادة مازال أهل السودان متمسكين بها.
من العادات الأخرى والتي لم نشاهدها إلا في السودان أيضاً الجرتق وهي عادة قديمة الآن أصبحت تؤجر لها الصالات بعد انتهاء المراسيم الأولية للزواج وانتهاء الحفلة تبدأ حفلة أخرى بعد منتصف الليل، وتبدأ فيها مراسيم الجرتق للعروسين وتأخذ طابعاً معيناً وبملابس أخرى للعروسين فيها الصندل والمحلب واللبن بالإضافة إلى الفواكه بأنواعها المختلفة، تقدم للضيوف الذين يحضرون الجزء الآخر من الحفل، فالسودان ملئ بالعادات التي ميزته عن سائر شعوب العالم، فهل سنحافظ عليها أم تندثر.


تعليق واحد

  1. عادات مكلفة مادياً ومرهقة لأهل المناسبة من الطرفين بدنياً . يسروا ولا نعسروا والربكة في السترة.