تحقيقات وتقارير

يوم المؤتمرات الصحفية


كلٌّ يغني على ليلاه

بالتزامن وبشكل غير مرتب تابعت الخرطوم وقائع ثلاثة مؤتمرات صحفية دارت وقائعها وتفاصيلها دون تنسيق، ولعل مصدر التضارب الأساسي ناتج عن تقارب الأزمان المحددة لبداية كل منها والتي توزعت ما بين دار المؤتمر الشعبي بشارع أوماك بالخرطوم، ودار حزب المؤتمر السوداني بشمبات، فيما عقد ثالث بمقر ليس ببعيد بدار الاتحاد الليبرالي جوار جسر شمبات الواصل بين بحري وأمدرمان، فيما تم إرجاء مؤتمر صحفي رابع مشترك بين حركة الإصلاح الآن ومنبر السلام العادل.

توقيعات

أحكام الأعدام “تعسفية” سياسية بحتة لا علاقة للقانون بها، وتهدف لطمس هوية ثورة الشعب المصري في يناير 2011م.

أمين العلاقات الخارجية للشعبي

د.بشير آدم رحمة
الأرض ملك للدولة يجب على الجميع الاستفادة منها من غير إدعاء طرف بملكيتها، وعلى الحكومة حل قضيتي الأرض والسلاح بشكل مستعجل.

رئيس حزب المؤتمر السوداني

إبراهيم الشيخ

(سودان الغد) يهدف لتوحيد المعارضة عبر آلية تنسيقية بين مراكز المعارضة المختلفة وهي ليست منافساً للمراكز الأخرى.

رئيس التحالف الوطني السوداني

عبد العزيز خالد

يوم المؤتمرات الصحفية

(الشعبي) يعبر الحدود

تقرير: الصيحة

بشكلٍ عاجلٍ، دعا حزب المؤتمر الشعبي الأجهزة الإعلامية نهار أمس لمؤتمر صحفي عاجل بمقره بالرياض بغرض إدلائه بدلوه في عدد من القضايا الراهنة، ولعل أول ما قفز في أذهان الإعلاميين الذين سارعوا للوصول لمقر الشعبي بشارع أوماك بالخرطوم أن الحزب سيتطرق لقضايا ذات صلة بالشأن الداخلي سواء المرتبطة بمآلات الحوار الوطني أو الأوضاع بدافور والصراعات القبلية، وبدأوا في التحليل والتخمين حول ما يريد حزب الشيخ قوله.

الطريق لمصر

لم يطول انتظار الصحفيين والإعلاميين كثيراً، فبعد دخول قيادات الشعبي ممثلين في مساعد الأمين العام إبراهيم السنوسي ومسؤول العلاقات الخارجية للحزب د.بشير آدم رحمة، والمسؤول السياسي للشعبي كمال عمر، بجانب القيادي بالحزب محمد العالم ومن خلال حديث المتحدث الأول د.بشير آدم رحمة، إذ اتضح أن القضية الأساسية للمؤتمر الصحفي متصلة بشكل أساسي بإحالة أحكام الإعدام التي صدرت في مواجهة أكثر من مائة من قيادات الأخوان المسلمين بمصر على رأسهم الرئيس السابق د.محمد مرسي والمرشد العام للإخوان محمد بديع ونائبيه خيرات الشاطر ومحمود عزت – الموجود خارج البلاد – بجانب الداعية المصري المقيم بقطر د.يوسف القرضاوي وآخرين للمفتي المصري لإجازتها.

سيناريو الماضي

بدأ واضحاً من خلال حديث المتحدثين بالمؤتمر الصحفي أن (الشعبي) وقياداته مرت على ذاكرتهم شريط طويل من تجارب الإعدامات التي طالت القيادات الإسلامية إبان حكم الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر، ووضح هذا الأمر في حديث آخر المتحدثين بالمؤتمر الصحفي مساعد الأمين العام للشعبي إبراهيم السنوسي الذي أشار إلى هذا الأمر بقوله: “هذه الأحكام الصادرة على الأخوان المسلمين ذكرتنا بالأحكام التي صدرت ضد الشهيد عبد القادر عودة وجماعته إبان حكم جمال عبد الناصر”، متهماً الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالسعي لقتل وتصفية الرئيس “الشرعي” محمد مرسي سيما مع وجود واستمرار المظاهرات التي تجوب الشوارع مطالبة بعودة الشرعية والرئيس الشرعي المنتخب.

وحذر من مغبة التداعيات المترتبة على تنفيذ حكم الإعدام في مواجهة مرسي وقيادات الأخوان باعتبارها ستدخل مصر في أتون صراعات عنيفة وأهلية، وستغرق البلاد في موجة من الثأرات، وستحول المقاومة السلمية المسلحة، وربما تنزلق الأوضاع لتصبح كسوريا أو اليمن أو ليبيا، معلناً عن مساندتهم (لأخوانهم) في مصر بكل قوة مساندة للحق وأردف: “من قبل ساندنا المسلمين في البوسنة والهرسك والمسلمين في نيمار.. نحن لا ننحاز إلى فئة معينة وإنما للحق”.

رفض الأحكام

وكان أمين العلاقات الخارجية للشعبي د.بشير آدم رحمة الذي استهل المؤتمر الصحفي اعتبر أحكام الإعدام تلك “تعسفية”، وتهدف لطمس هوية ثورة الشعب المصري في يناير 2011م، وأعلن عن إدانة حزبه لتلك الأحكام القضائية، “واعتبارها أحكاماً سياسية بحتة لا علاقة للقانون بها”، مبيناً أن أي نظام غير ديمقراطي لا يمكن أن يكون قضاؤه مستقلاً.

من جهته وصف القيادي بالشعبي محمد العالم خلال حديثه بالمؤتمر الصحفي تلك الأحكام “بالبربرية ودون مصوغ قانوني.. وأحكام سياسية وليست قانونية، تمت ببمباركة قساوسة الكنيسة وقساوسة الأزهر”، محذراً من التداعيات التي يمكن أن تترتب علي تنفيذها بمصر وإمكانية أن تنزلق البلاد في دوامة من العنف. وأضاف: “هذه أحكام للتشفى من ثوار مصر والانتقام من أبطال ثورة يناير أم الثورات العربية، ونحن ضد هذه الأحكام جملةً وتفصيلاً”.

دعوة للأحزاب السودانية

وناشد الأمين السياسي للشعبي كمال عمر القوى السياسية السودانية التي ساندت الإنقلاب على مرسي بأن تصحح موقفها إزاء تلك الأحكام القضائية، وتعود لرشدها بعدما “تواطؤ مع الإنقلاب” معتبراً هذه القضية بمثابة محك وامتحان حقيقي حول الديمقراطية، معلناً رفض الشعبي لتلك الأحكام وعدم وقوفه مكتوف الأيدي.

وكشف عمر عن سعيهم لتصعيد هذه القضية لأعلي المستويات ابتداءً من داخل السودان ومن بعده للمنابر الدولية، منوهاً لشروع (إخوانهم) في مصر بهذا التصعيد عبر المؤسسات العدلية وحقوق الإنسان في أنحاء العالم.

وقال: “لا يمكن أن نسكت على دماء إخواننا الذين قتلوا في ميداني رابعة والنهضة وفي السجون والمعتقلات أو نسمح لهذا المسلسل أن يتواصل.. كأنما لم تكف الدماء التي سالت بعد الانقلاب ليقتل المزيد بدماء باردة عبر القضاء الميسس”، مشيراً إلى أن تلك الأحكام لم تراع أدنى مستحقات القضاء من العدالة.

الصيحة