الصادق الرزيقي

هل سيكون هناك تغيير؟!


> في كل مرة، يتكرر الحديث وتكثر التكهنات، وتبدأ السياسة في ترسيخ طعبيعتها وسلوكها، الكل يبحث عن نفسه وذاته، والجميع ينتظر ويصدق ما يُقال وما لا يُقال..! غير أن ما يجري في الاجتماعات المغلقة ووراء الكواليس شيء آخر، قد يقطع قول كل خطيب..
> في هذه الأيام تجري مشاورات مكثفة في أروقة أهل الحكم، فالسيد الرئيس الذي سيشهد حفل تنصيبه في الثاني من يونيو عدد من القادة والرؤساء وممثلو الدول الشقيقة والصديقة، يعكف على مراجعة رزنامات من الأوراق والتقارير التي تحتوي على أسماء وترشيحات من داخل المؤتمر الوطني والأحزاب الحليفة، والشريكة التي خاضت الانتخابات، وهذا العكوف والتمحيص والتدقيق، ستخرج من فرثه ودمه الحكومة القادمة وتركيبة السلطة في كل مؤسسات الدولة وبرلمانها بغرفتيه وأجهزتها التنفيذية، وولاة الولايات وحكوماتهم. وغني عن القول هنا، أن لازمة التغيير والإصلاح ستكون هي حجر الزاوية في ما ينكب عليه السيد الرئيس مدققاً ومنقباً وممحصاً ومشاوراً.
> ومن نافلة القول، إن المعيار الحقيقي في كل ما سيجري في المرحلة المقبلة، يتوقف على مدى الالتزام والسعي لتطبيق ما ورد في البرنامج الانتخابي الرئاسي والحزبي. فالمؤتمر لوطني ورئيسه نالا الأصوات الكاسحة في الانتخابات للبرنامج الذي تم طرحه على الناخبين، وسبقت الانتخابات بأكثر من عام رؤية حزبية للإصلاح الحزبي، ترافقت معها رؤية الحكومة لإصلاح مؤسسات الدولة، من شروط وجوب وصحة هاتين الخطتين، التغيير.. وينظر البعض إلى التغيير باعتباره تغييراً حتمياً في الوجوه والشخوص، دون النظر إلى جوهر التغيير، وهي البرامج والسياسات ونوع الفاعلية التنفيذية، ونظمها والقوانين والتشريعات واللوائح التي تجعل من التغيير في حد ذاته ممكناً.
> فالناس يختزلون ما يدور في الكواليس وما يضعه الرئيس أمامه على منضدته لفحصه وتدقيق الاختيار منه وما تشاور حوله مع بعض القيادات قبل عرضه على حلفاء الحزب الحاكم ومكتبه القيادي، هي أسماء من يتولون المواقع الدستورية المختلفة. فالقضية تبدو أكبر من ذلك، فهناك تغيير كبير حدث في عقل الدولة السياسي ومنهجها وتوجهاتها سواء أكان ذلك يتعلق بالداخل السوداني أم العلاقات مع الخارج، فالمنتظر اليوم سيكون تحولاً مفصلياً لا شك فيه في حيوية الحكم وديناميكية الحكومة المقبلة التي ستنفذ البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية، مقروناً بما استجد في التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية وما يتمخض عن تسوية ملفات العمل مع الخارج، خاصة الجوار العربي والحوار مع الغرب.
> وينزع البعض إلى التأكيد حسب ما يتسرب من معلومات، أن السيد الرئيس حريص في دورته الرئاسية الحالية وهي كما قال آخر دورة له، على أن تكون حكومته القادمة على قدر المرجو منها والمنتظر أن تفعله، وهناك فرق كبير جداً بين أن تكون على مستوى الطموح، وأن يُراد لها أن تكون!!
> والشيء اللافت أن ما ينقل من تخمينات أو ما يُنشر وما تتناقله مجالس المدينة، إما هو رغبات مكبوتة لدى البعض أو ترويج مقصود لمجموعات أو أفراد، أو محاولة الكثير من راغبي الاستوزار عرض أنفسهم على (بترينة) العرض في متاجر العمل السياسي والتنفيذي.
> ومع ذلك، فإن الصحيح من كل هذه الأقاويل، إن تغييراً سيحدث، لكنه لن يخرج من دائرة الوجوه العاملة والناشطة في المسرح السياسي سواء أكانوا في المؤتمر الوطني أو الأحزاب الأخرى. فالتغيير لن يكون صاعقاً. فتحويل وزير أو وزيرين من موقعيهما الى وزارات أخرى واستبدال بعض الشباب بأقرانهم وأترابهم، وتحريك ولاة من ولاياتهم او إدخالهم الحكومة الاتحادية، هذا ما سيتم بالنسبة للمؤتمر الوطني. أما الأحزاب الأخرى التي تعاني من قلة الكوادر ولا يريد أصحابها التخلي عن السلطة لغيرهم، فلن يحدث جديد، لأن قادة هذه الأحزاب ورؤساءها ما أنشأوا أحزابهم إلا للبقاء بأسماء على مرجيحة السلطة الوثيرة.
> في مثل هذه الأجواء المشحونة بالمعلومات المغلوطة والتكهنات المتواحمة على المسمع والمرأى السياسي، لا بد من الإشارة والتأكيد على أن أي تغيير وإصلاح لا يكون شاملاً وعميقاً ويدخل الى اللباب، أو يكون مصوباً للأزمة الحقيقية في الحكم وأسباب تدني النداء التنفيذي خلال الفترة الفائتة، فإنه لن يجلب للشعب السوداني تطلعاته وآماله العراض!!


تعليق واحد

  1. وهل رئيسك الذي يقود البلاد منذ 26 عاما” انشاء المؤتمر الوطني ليتداول السلطة ام ليحكمك 26 عاما” و يزيدهم خمسا” ؟؟

    ليتك صمت !!.