صلاح حبيب

هل يمكن أن يكون لنا أكثر من “نمر” بالخرطوم..؟


لم نكتشف أننا نعيش وسط بؤرة من الفساد والمفسدين ونقطة لتوزيع الخمور البلدية وتوزيع المخدرات، بل تعاطيها في أحد أزقة الخرطوم شرق التي على مرمى حجر من جريدتي (المجهر) و(الصحافة) وبالقرب من شارع “المك نمر”، إلا عندما جاء اللواء “عمر نمر” معتمد ولاية الخرطوم في زيارة مفاجأة وهو يصطحب آلياته ومعاونيه بالقرب من الصحيفة، لم يخطر على بالنا أن السيد المعتمد كان قد اكتشف هذا الوكر الخطير الذي تمارس فيه الجريمة وتوزيع الخمور.
إن اللواء “نمر” معتمد الخرطوم ظل يعمل في صمت فيقوم بنفسه لكشف أوكار الجريمة ويعمل على إزالتها فوراً.. السيد المعتمد لم يكتشف هذا الوكر بالقرب من الصحيفة فقط ،ولكن اكتشف، ايضاً، مناطق مختلفة تصنع فيها الخمور البلدية، وتعبأ في (كريستالات) وتحمل في جوالات ومن ثم يتم التوزيع عبر تلك الشبكات.
السيد المعتمد وخلال جولته الميدانية أمس قال: اكتشفنا مجموعة من أبناء الدول المجاورة وهم يصنعون الخمور البلدية، ويعملون على توزيعها لمناطق متعددة من الولاية. ووصف تلك الخمور المعبـأة بأنها ستعمل على (تسكير) نصف سكان ولاية الخرطوم. قال المعتمد: لقد تمت إراقة الكميات المضبوطة من الخمور في النيل مع تسوية المكان بالكراكات واللودرات. وقال ان المنطقة التي تم اكتشافها ستقام عليها حديقة.
لقد أصبحت ولاية الخرطوم خطراً على سكانها بسبب تلك الممارسات الخاطئة ونخشى أن يتأثر بهذه الظواهر طلبة الجامعات، صغار السن والذين دخلوا طور المراهقة وفي هذه السن يمكن أن يفعلوا كل شيء باعتبارهم دخلوا طور الرجولة.
إن ولاية الخرطوم ليست قاصرة على اللواء “عمر نمر” ولكن هناك وزراء يمكنهم أن يتحركوا نفس تحرك السيد المعتمد لإجراء المعالجات اللازمة، لما أصاب الولاية من خلل كالطرق التي تحطمت، أو المدير العام للهيئة القومية للمياه بالوقوف على المناطق التي تعاني من شح المياه ومعرفة الأسباب ووضع الحلول اللازمة والفورية، وكذلك وزير الصحة وما تعانيه المستشفيات والمراكز الصحية من نقص في الدواء أو عدم تواجد الأطباء في أماكنهم، أو الجهات المسؤولة عن الرقابة الصحية والإفرازات السالبة في أماكن الأطعمة كالكافتريات والمطاعم الكبيرة.
ولاية الخرطوم أصبحت سوداناً مصغراً وإذا لم يقم كل مسؤول بعمله وبواجبه على الوجه الأكمل، فإننا سنجدها قد أضيفت إلى بقية الريف السوداني. لذا لابد أن يكون هناك أكثر من “نمر” متحرك حركة دائبة في الولاية لإزالة الأماكن العشوائية وإزالة الأنقاض من الطرقات وإزالة أماكن الجريمة ومحاسبة ومعاقبة المتفلتين وإيواء المشردين،ومعالجة مواقف المواصلات مع إلزام أصحابها بالتواجد داخل الأماكن المخصصة لها وسحب الرخص من أي صاحب مركبة يقطع الإشارة الحمراء.
فإن قام كل مسؤول بدوره بالتأكيد ستكون لنا عاصمة مثلها ومثل بقية عواصم العالم.


تعليق واحد