تحقيقات وتقارير

صالة درة بحري بشمبات.. عندما يصبح الفرح مصدراً لـ «الإزعاج»


شكا سكان شمبات مربع ثمانية جوار مسرح خضر بشير وقبالة مدينة العملاق من الإزعاج الصادر من مكبرات الصوت المستخدمة بالصالة المجاورة لمنازلهم، وقالوا إنه تسبب في تصدع جدران منازلهم واهتزاز الأبواب والنوافذ، مما يجعل حياتهم مهددة بالخطر، فضلاً عن سهرهم لأوقات متأخرة حتى انقضاء الحفلات، وأشار الطلاب إلى خروجهم لأقربائهم للمذاكرة والتركيز في دراستهم خاصة وقت الامتحانات، وتساءلوا عن التصديق لمثل هذه الصالات وسط الأحياء، واستنكر المتضررون صمت محلية بحري رغم المخاطبات والشكاوى لمدة تجاوزت العام، «آخر لحظة» جلست إليهم لتعكس معاناتهم بالمساحة القادمة.

أصل الحكاية

يقول المتضرر د. بابكر عبد الحميد أقطن بشمبات الشمالية مربع (8) جنوب مسرح خضر بشير، وفي فبراير من العام الماضي علمنا بأن هناك صالة أفراح سيتم إنشاؤها وبالفعل بدأ البناء بها بالقرب من منازلنا، وعلى الفور هرعنا إلى محلية بحري وقابلنا المعتمد الحالي محمد الناجي، والذي أوضح لنا بأنها مصدقة من وزارة التخطيط العمراني على أساس أنها صالة عرض تجاري، بالرغم من علمنا بأنها صالة أفراح مصدقة من المحلية، ورهنوا تحركهم بسماع غناء يصدر من داخلها، وبعدها خاطبنا وزير التخطيط العمراني ووالي الخرطوم ولكنهما لم يردا علينا، وأضاف بابكر ندور في حلقة مفرغة رغم مخاطبتنا عبر اللجان الشعبية والأهالي.

ويواصل جاره محمد عثمان، حاول ملاك الصالة الجلوس معنا والدخول في تسوية بعد قيامها ووعدونا بإقامة عوازل لمنع خروج الصوت ولكننا أوضحنا أن المشكلة لا تقف على الإزعاج فقط، بل الازدحام وتكدس المركبات وسلوك بعض المعازيم في ظل وجود بناتنا ونسائنا بالحي، وأمطرونا بحزم من الحلول حسب اعتقادهم ولكننا لم نوافق عليها، وعضدنا رفضنا بتوقيعات المواطنين المتضررين من قيام الصالة بالمنطقة، وأكدوا تضررهم من قيامها وسط الحي.

تأذينا منها

شكا المتضرر عز الدين عبد الحميد من أصوات الغناء الصادرة من الصالة وقال إنها تمنعه من أخذ قسط من الراحة وقت القيلولة خاصة في حالة رجوعه من العمل باكراً، وردد في السابق كانت الحفلات يومي الخميس والجمعة فقط وتبدأ بالمساء وتنتهي في الحادية عشرة، والآن في جميع أيام الأسبوع وتبدأ من قبل الظهيرة وتمتد حتى ساعات متأخرة من الليل وتتعدى الثانية عشرة في بعض الأحيان، فضلاً عن الجلبة المصاحبة لخروج المحتفلين منها حتى مغادرتهم لها، مما يجعلنا نسهر الليالي حتى انقضاء الفرح، وهذا الشيء انعكس على أبنائي وأثر على تحصيلهم الأكاديمي، واعتدت على إرسالهم لأقاربهم خارج المنطقة حتى يستطيعوا مذاكرة دروسهم والتركيز فيها، وتطرق لأسئلة الضيوف المتكررة لدى زيارتهم عن كيفية تحملهم لهذا الضجيج.

تصدع الجدران

قالت ربة منزل إن مجاورة الصالة لمنزلها بشكل مباشر أتعبهم وتسببت الأصوات الخارجة من مكبرات الصوت في تصدع بعض الجدران واهتزاز «الزنك» والأبواب والشبابيك، مما يجعلنا مهددين بانهيار المنزل على رؤوسنا، وشكت ابنتها من معاناتها مع الأرق بسبب الضجيج الذي يمنعها من النوم إلا في أوقات متأخرة من الليل رغم حضورها من الجامعة مبكراً ولفتت لعدم تركيزها في دروسها. وكشف الطالب وليد عز الدين عن خروجه من المنزل والذهاب إلى أقاربه خارج الحي قبل وأثناء فترة امتحان شهادة الأساس والعودة للمنزل مجدداً بعد انقضاء المذاكرة.

مخالفة اللوائح

قطع محامي المتضررين محمد محجوب بمخالفة قيام الصالة بوسط الحي للوائح وزارة التخطيط العمراني التي تنص على إقامتها بالأطراف بعيداً عن الأحياء، فضلاً عن موافقة الجيران في المقام الأول، والإلتزام في حالة الموافقة بالشروط مثل عازل للصوت وغيره، وبناءً على ذلك تقدمت بطعن للوزارة والتي رفضته بحجة أن التصديق صادر من المحلية، والوزراة مختصة بتصديق المباني فقط، وفور مخاطبتي للمحلية التي أفادت بعدم علمها بأي تصديق، وتأسف المحامي على عدم نجاح أي طعن قراري لعدم توفر الشجاعة في إلغاء قرارات المسؤولين والجهات التنفيذية، واستنكر صمت محلية بحري في ما يحدث، ووعد برفع دعوى مدنية بالإزعاج لإزالة الضرر في حالة عدم قبول الطعن الإداري.

لا يوجد رد

توجهت الصحيفة لإدارة صالة درة بحري بشمبات وأفادنا أحد الموجودين بأن المدير غير موجود وطلبنا منه الاتصال به أو رقم هاتفه ولكنه رفض مما دعانا لترك أرقام هواتفنا حتى يعاود الاتصال بنا بعد عودته، وانتظرنا لقرابة الشهر في محاولات للاتصال بهواتفهم المدونة على الصالة ولكنهم لم يردوا، فعاودنا الصالة مرة أخرى وتجدد الرفض حتى لحظة كتابة التحقيق.

مماطلة

توجهنا لمحلية بحري باعتبار أنها مسؤولة عن التصاديق للصالات، وفي خضم خطابنا الذي وجهناه للمعتمد العديد من الأسئلة وبدوره أرسله للمدير التنفيذي، ولكن مدير مكتب الأخير لم يستجب لتوجيه المعتمد بالرغم من مراجعته لعدة مرات، وكان رده على شاكلة «لسة، بعد يومين، اجتماعاتنا كتيرة» وحتى الآن ما يزال توجيه معتمد محلية بحري محمد الناجي حبيس أدراج الإدارة التنفيذية.

معاوية عبدالرازق

صحيفة آخر لحظة


تعليق واحد

  1. أحرقوها بس غير كده ما في أي حل آخر ” الحريق الحريق ” …. دفاعا عن الأرض والعرض وهذا مشروع ….