ضياء الدين بلال

استفزاز ملاسي!


صديقنا الباشمهندس حسين ملاسي، الذي يكتب في هذه الصفحة في مربّعه المختزل (فتأمل)؛ كتب (بوست) على صفحته في الفيسبوك، مُعلِّقاً على قرار مجلس الوزراء، بسحب امتياز إدارة صالة كبار الزوار من شركة (كومون):

(ما بال جميع من كانوا يتغنون بـ(كومون) قد صمتوا تماماً، ولم ينتقدوا قرار سحب امتياز إدارة صالات مطار الخرطوم منها؛ ففي جميع الصحف التي أطالعها لم ينتقد أحد القرار أو يعلق عليه؛ أما عصام أحمد البشير، فلو لم يخصص خطبة الجمعة القادمة لانتقاد القرار.. فيكون بالغ).

هي طريقة ملاسي في الإغاظة و(المكاواة)، وهي طريقة لا يسلم من شرها حتى الأصدقاء، بل في مرات كثيرة يتضرَّرُ منها أصدقاء ملاسي أكثر من مناوئيه في عالم الأسافير.

الظن الراجح، أن ملاسي افترض أن الامتناع عن التعليق خلال 48 ساعة على القرار، من الذين يرون في (كومون) تجربة ناجحة ورائدة، وكتبوا عن ذلك؛ ما هو إلا تعبير عن مشاعر جبن وخوف، أماتت مروءة النصرة في أيديهم.

وبما أنني واحد من الذين لا يزالون يرون في التجربة نجاحاً شبابيَّاً، يستحق الإشادة والثناء؛ أجد نفسي معنيَّاً بالتعليق على القرار، ليس نزولاً لاستفزاز ملاسي، ولكن تعبيراً عن وجهة نظر تحتمل الخطأ والصواب.
أزعم إلى حد معقول، أنني لا أمنح حصانة لرأي أو لشخص من المراجعة والاستدراك؛ فبإمكاني التنازل عن أي فكرة، إذا ثبت لي عدم صحتها، وتغيير رأيي في أي شخص، إذا أخطأت في تقييمه سلباً أو إيجاباً.

لم أسارع في التعليق على القرار، ظنَّاً مني أن الجهة التي أصدرته ستُتبع ذلك بحيثيَّات تفصيلية، تُوضِّح الدواعي التي ترتَّب عليها إصدار هذا القرار المفاجئ.
ومن خلال الحيثيَّات يسهل الحكم؛ فلا عصمة لـ(كومون) أو غيرها، من الإجراءات ذات الطبيعة العقابية أو التصحيحية، إذا ارتكتبت ما هو مستحق لذلك.

للأسف، إلى هذه اللحظة التي أكتب فيها هذا المقال، لم أطّلع على أيِّ معلومات من جهة رسمية أو غيرها، توضِّح لماذا صدر هذا القرار المتعلِّق بتجربة حملت كثيراً من إشراقات التميز.
أشهد للأستاذ يوسف محمد الحسن، أنه شاب مبدع وخلَّاق، حريص على التطوير والمواكبة بصورة مذهلة، استطاع في فترة وجيزة أن يؤسس شركة ناجحة بتميُّز، وأسهم في إعداد وتأهيل مجموعة شبابية على درجة عالية من الكفاءة، تخطَّفت أغلبهم الشركات والسفارات الأجنبيَّة.
أكثر ما أخشاه، أن يكون ما حدث لصديقنا يوسف شبيهاً بالذي حدث لمدير بنك فيصل السيد علي عمر، الذي حقق إنجازاً مصرفياً باهراً.. قفز بالبنك من مهاوي الخسارة إلى الاستحواذ على أكثر من 40% من السوق المصرفي، بأرباح قاربت الـ300 مليار للعام، فكان الجزاء الحكم عليه بمغادرة الموقع.
ترى هل ما يحدث نموذج عملي لمقولة العالم المصري دكتور أحمد زويل:
(الأوروبيون ليسوا أذكى منا، ولكنهم يقفون ويدعمون الفاشل حتى ينجح؛ أما نحن فنحارب الناجح حتى يفشل)!

أضحكتني مقولة أخرى لصديقنا ملاسي على صفحته في الفيسبوك، حيث كتب:

(لو استقبلت (كومون) من أمرها ما استدبرت، كان خلَّت محمد الحسن الأمين يركن عربيتو في الباركينق سنة)!


تعليق واحد

  1. الأخ ضياء الدين بلال ………سلام
    جزاك الله خيرا لقول ” الحق ” ..شكرا للمقال الهادئ والرصين بدون انفعال
    كما عودتنا دائما …وفكرتك وصلت ……ولن ينصلح حال البلد حتى يصلح
    الناس أولا مابدواخلهم …..لك تحياتي