حيدر المكاشفي

الصلاة صلاتك والواطة واطاتك.. الله أكبر


هل تتصورون أن بعض أهلنا من العجزة وكبار السن في مناطق مختلفة من السودان، لم يكونوا أميين لا يعرفون (فك الخط) ولا يفرقون بين الواو الضكر واللبان الضكر فحسب، وإنما للحسرة لا يحفظون شيئاً من القرآن ولا حتى (الحمدو) سورة الفاتحة، ورغم ذلك، حسني الإسلام يحافظون على صلواتهم ويتمسكون بإيمان العجائز على أداء كل شعائرهم ولكن بطريقتهم، فهؤلاء عند الصلاة مثلاً التي يوجب أداؤها تلاوة ما تيسر من آي الذكر الحكيم، يؤدونها بأن يقف من ينوي أداء وقت من الأوقات على برش الصلاة ويرفع يديه مؤدياً تكبيرة الإحرام (الله أكبر) ثم يتلو النص التالي (الصلاة صلاتك والواطة وطاتك، وبعضهن اذا كان المصلي امرأة يضيف وأنا غنمايتك أو ضانايتك الخ) ثم يكبر للركوع ويمضي في أداء صلاته على هذا النحو حتى السلام، وهذا المشهد يتكرر بتفاصيله عند كل صلاة من الصبح حتى العشاء، هذا واقع حقيقي شهدته بنفسي قبل عدة سنين وأشهد الله عليه، لم يحدثوني به أو أشاهده في مقاطع فيديو، الغريب أن ما شاهدته عبر مقطع فيديو كان قبل حوالى أكثر من شهر، يظهر فيه داعية مصري يستطلع رجالاً ونساء من مختلف الأعمار في الصعيد المصري عن مدى معرفتهم بأبسط شؤون دينهم، وكانت النتيجة فاجعة وصادمة، حيث كان كل من استطلعهم، لا يحفظون حتى سورة الفاتحة، ولا يعرفون اسم النبي محمد، عليه الصلاة والسلام، فهو عِندهم (النبي) وحسب.
لم أكن أتصور أن أهلنا البسطاء أولئك مازالوا على حالهم القديم وجهلهم بأبسط أمور الدين، فقد صدمتني وفجعتني الصور المبثوثة عبر مقاطع فيديو، تم تداولها على نطاق واسع خلال اليومين الماضيين في مواقع التواصل الاجتماعي، وكشفت هذه المقاطع عن جهل فاضح لعدد من نسائنا من أعمار مختلفة تتراوح ما بين سن العشرين وما فوق الخمسين بأبسط أمور الدين، لا يعرفن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يركعن في حياتهن ولا يحفظن حتى فاتحة الكتاب، وما يزيد الأسف أن هؤلاء النسوة الجاهلات حتى بالعبادات المفروضة، لسن في صياصي البلاد وأصقاعها القصية المنسية، وإنما يعشن على تخوم الخرطوم (عاصمة المشروع الحضاري المزعوم)، وفي عهد نظام يتدثر بشعار الإسلام ويتمشدق به، فما بالك بمن لا يعرفون عن الدنيا دعك من الدين سوى الأصقاع التي شهدت مولدهم وستضم رفاتهم، أي عار هذا وأي خيبة هذه التي انتهى اليها هذا المشروع المزعوم، ولن نبرئ أحداً فكلنا مسؤولون ولو بدرجات متفاوتة عن هذا الحال المزري، ولكن التبعة أكبر والخيبة أفدح على كل من رفع شعاراً إسلامياً لوح به واتخذه محض مطية سياسية مثل قميص عثمان يخرجه كلما أراد أن يبلغ به مأرباً له، فلا حول ولا قوة إلا بالله.