عالمية

هل اقتربت المواجهة الإيرانية المصرية بالقرب من باب المندب ؟


حالة من الخوف والقلق والترقب انتابت المنطقة بعد أن زعمت صحيفة وول ستريت جورنال، عن قرب حدوث مواجهة على الشواطئ اليمنية تقوم بها مصر أو السعودية مع سفن المساعدات الإيرانية، حال عدم استجابة طهران للضغط الدولي وتوجيه سفنها إلى جيبوتي أولا لخضوعها لتفتيش الأمم المتحدة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري أمريكي: الشيء الوحيد الذي سيسبب معظم المشاكل إذا اقتربت السعودية لمواجهة السفينة

الكاتب والمحلل السياسي المختص في الشأن الشرق أوسطي حسام عرار قلل من إحتمالية المواجهة بين جميع الأطراف وتحديدا في هذا التوقيت الحرج التي تمر فيه المنطقة ,لافتا إلى أن الإيرانيين لا يكسرون القواعد والقوانين والبروتوكولات الدولية.

وأشار في تحليله لـ”دنيا الوطن” إلى أن مصر لن تستطيع أن تخوض مواجهة في باب المندب لعدة أسباب أهمها ,أن مصر تعيش مرحلة نمو اقتصادي وبناء اقتصادها التي تراجع في الآونة الأخيرة.

ولفت الى أن السبب الثاني وهو الأقوى ويمنعها من الدخول في أي مواجهة هو عدد جبهات المواجهة المتعددة والتي لا زال بعضها مفتوح مع الجيش المصري في ليبيا والصعيد وسيناء.

وتشارك مصر في عاصفة الحزم التي تقودها المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين والرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح في اليمن.

وأوضح عرار أن الدولة في حالة البناء تكون بعيدة عن أي مواجهة ,مشيرا الى أن إشراك مصر في عاصفة الحزم كان من قبيل الخجل لقاء المليارات التي ضختها السعودية والخليج للإستثمار في مصر .

ونوه إلى أن أحد الأسباب البارزة التي يمنع مصر أيضا من المواجهة الإيرانية التطلعات المصرية نحو روسيا التي تمتلك علاقات وطيدة بإيران وتعتبرها حليف إستراتيجي .

الكاتب المختص في شؤون الشرق الأوسط أوضح أن السعودية في هذا التوقيت أيضا غير قادرة على الدخول في مواجهة مباشرة وخصوصا أن المواجهة هذه المرة على حدودها وداخل أراضيها.

وأشار إلى أن الحرب الإيرانية السعودية كان تتركز في ميادين الصراع سواء في العراق أو سوريا ,بعيدا عن حدود البلدين ,بينما الأمر الأخطر يصبح عندما تقترب المعركة من حدود إحدى الدولتين.

وأضاف: السعودية تمتلك حدود طويلة مع اليمن وهناك ثلاث محافظات يمنية داخل الحدود السعودية وتمت بموجب اتفاق مع الملك المؤسس وبينها نجران ,وما تخشاه السعودية أن يطالب الحوثيين وبدعم ايراني إستعادة هذه المحافظات والتي من بينها نجران في حال تطورت المعارك لتصبح داخل الأراضي السعودية.

وختم عرار تحليله مدللاً على عدم حتمية المواجهة بالرجوع إلى إحتجاز القطع البحرية الإيرانية لسفينة أمريكية قبل أسابيع ,لافتا إلى أن المواجهة في هذا التوقيت ثمنها بالغ الخطورة على جميع الأطراف.

الجدير بالذكر أن موقع ميديل إيست آي البريطاني إنه حصل على معلومات حصرية من نائب وزير الخارجية الإيراني حسين عبد الأمير اللهيان؛ تفيد بموافقة إيران على تفتيش سفينتها المحملة بالمساعدات إلى اليمن، وهو الأمر الذي سيساهم في نزع فتيل أزمة كان من المرجح أن تشتعل في حال أصرت إيران على التوجه إلى ميناء الحديدة اليمني دون الخضوع للتفتيش كما طالبت كل من السعودية والولايات المتحدة  ,مضيفا: السفينة ستغير مسارها إلى جيبوتي، حيث سيتم تفتيشها من قبل موظفين تابعين للأمم المتحدة، قبل أن تتوجه لليمن.

دنيا الوطن