حوارات ولقاءات

الموسيقار البروفيسور الفاتح حسين : المطربون قادرون على إنشاء صندوق لرعاية المبدعين فلماذا ينتظرون دعم الدولة؟! وتمنيت لو أن الفنانة عافية حسن واصلت الغناء


• الموسيقار الفاتح حسين يعتبر من الموسيقيين المهمومين بتطوير الموسيقى في السودان , أنشأ فرقة ( السمندل ) الموسيقية عام 1987 , ثم أنشأ مركز خاص لتعليم الأطفال للعزف على مختلف الآلات وله تجربة ناجحة مع الفنان الراحل محمود عبد العزيز الذي لحن ووزع له ألبوم ( سكت الرباب ) في روسيا , فالألبوم يعتبر من أجمل ما قدم الحوت بشهادة المختصين في مجال الموسيقى , ومن انجازاته أيضاً إقامته لمهرجان موسيقى للأطفال قدم من خلاله مواهب الأطفال في العزف والغناء , التقيناه في هذا الحوار وطفنا معه في الكثير من المحاور والاتجاهات فإلى مضابط الحوار.

• أول آلة عزفت عليها ؟.
• آلة الهارمونيك وقد تعلمتها وأنا لازلت طالباً في المرحلة المتوسطة , وهي من الآلات التي يصعب تعلمها في فترة وجيزة لكنني تعلمت العزف عليها في يومين فقط وبسببها تعرضت للعقاب من أساتذتي أكثر من مرة، ومن الصدف الجميلة عندما التقيت بهم بعد فترة من الزمن كانوا يعبِّرون لي عن تقديرهم وإعجابهم ويشيدون بنجاحي في مشواري الموسيقي . كانوا يقولون لي: إننا فخورون بما حققته في هذا المجال , ولازالت آلة الهارمونيك حبيبة إلى نفسي أقوم بعزفها كل ما كان مزاجي العام طبيعياً وهادئاً، وهي آلة جميلة للعازف الذي يجيد العزف عليها – بعد ذلك تعلمت العزف على آلة العود ثم الأكورديون وفي مدرسة مدني الثانوية تعلمت العزف على آلة الجيتار عام 1974 من خلال جمعية الموسيقى وكانت جمعية شهيرة يتولى الإشراف عليها أستأذنا الموسيقي الكبير محمد قسم الله المليجي وهو والد أولاد المليجي عازفي الإيقاع وهو رجل موسيقي له باع طويل في علم الموسيقى ويعزف على أكثر من آلة – وكان من زملاء الدراسة عثمان النو وكمال ميرغني عازف الجيتار وفائز مليجي على الإيقاع وكل هذه الآلات التي عزفت عليها تعلمتها بمفردي وفي فترة وجيزة جداً .

• منو من الفنانات الحاليات بتذكرك بمطربات الزمن الجميل؟.
• المقارنة بالتأكيد صعبة، لأن مطربات الزمن الجميل عشن في ظروف فنية وحياتية تختلف عن الفنانات الحاليات ولذلك تصعب المقارنة بينهن – الفنانات الحاليات ظهرن في زمن تطورت فيه التكنولوجيا وتطور فيه الأداء الموسيقي , صحيح أن هناك فنانات جادات يتغنين بأغنيات جميلة ورصينة وأدائهن جميل يرجى منهن، لكن وفي المقابل هناك فنانات الغناء بالنسبة لهن مظاهر وشكل فقط، ليس لديهن ما يقدمنه، هؤلاء يهتممن بالمظهر والشكل أكثر من اهتمامهن بالمادة الفنية، لأن الفن بالنسبة لهن مظهر وشكل وليس رسالة سامية يقمن بها ويعملن على تطويرها، وهؤلاء مصيرهن في النهاية مصير الأندروس سريع الذوبان , لكن مجمل القول في مجال الغناء إذا كان فناناً أو فنانة الذي يقدم الغناء الأصيل الرصين من ناحية الكلمة واللحن والأداء هو الذي سيثبت وجوده ويبقى حتى النهاية .

• منو من الفنانات كنت تستمع إليها ولفتت انتباهك ؟.
• تمنيت لو عافية حسن واصلت في الغناء , صدقني لأصبح لنا صوت سوداني متفرد وكان سينتشر بسرعة البرق ليس على مستوى السودان فقط وإنما على مستوى العالم العربي والأفريقي – عافية من الأصوات التي لفتت انتباهي من أول مرة , هذه الفنانة حباها الله بصوت جميل وطريقة تعبير جميلة جداً وأدائها متميز بكل ما تحمل الكلمة من معنى , تمتلك كل مقومات المطربة الأصيلة فهي تعرف تماماً كيف توصل الكلمة وكيف توصل اللحن بصورة سليمة وصحيحة , فهي مطربة بحق وحقيقة أتمنى أن أسمع صوتها مرة أخرى .

• هل لديك أي فكرة عن الأعضاء المترشحين لرئاسة اتحاد المهن الوسيقية ؟.
• والله أنا سمعت أنه علاء الدين بيز والمطربان ترباس وسيف الجامعة, كل واحد طرح مشروعه وبرنامجه الانتخابي وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح , بالتأكيد من حق أي عضو أن يرشح نفسه لكن لابد أولاً أن يسأل نفسه.. هل هو قادر فعلاً لقيادة هذه المؤسسة؟ , سؤال مهم جداً ولذلك لابد أن يكون أميناً مع نفسه قبل أن يطرح نفسه .

• هل تؤيد عدم عودة المجلس الحالي للاتحاد بقيادة دكتور محمد سيف ؟.
• أنا منذ أن انضممت لاتحاد المهن الموسيقية عام 1980 ليس لديَّ خلاف لا مع المجلس السابق ولا الحالي ولا القادم الجديد إنما خلافي ينحصر في أنني واحد من أعضاء النادي أحتاج للمجلس الذي يؤدي دوره كاملاً ويعي مسؤولياته تماماً تجاه تطوير هذا الاتحاد والإعلاء من شأنه.

• هل ستشارك في الجمعية العمومية ؟.
• بالتأكيد سأشارك وسأتحدث بكل صراحة ووضوح عن كل أوجه القصور التي اعترت مسيرة الاتحاد في السنوات الماضية .

• لو تم تعيينك رئيساً لاتحاد المهن الموسيقية ماهو أول قرار ستصدره ؟
• دعم كل المبدعين الذين ضحوا لسنوات طويلة من أجل الفن السوداني ومن أجل أن ينهضوا به , هم الآن في وضع يحتاج لتقديم العون المادي والمعنوي لهم نسبة لتوقفهم عن النشاط – شيء مؤلم أن ترى أساتذتك وهم في حاجة إلى المال بعد أن توقف نشاطهم وهم في أمس الحاجة للمال , فيهم المريض وفيهم التعبان مالياً ولا يستطيع حتى دفع إيجار منزله، ولذلك لابد أن ندعم هؤلاء لأنهم جزء لا يتجزأ من الكيان ككل , وقد استلموا الراية من الذين من قبلهم وسلموها إلينا , ولذلك واجب علينا أن نرعى مبدعينا احترماً وتقديراً لتأريخهم الفني الذين أثروا فيه الساحة بجميل الألحان والأغنيات , وأنا صراحة لا أخفي عليك أصبحت خائفاً نحن ماشين على كبر، فإذا توقف نشاطنا لأي سبب من الأسباب هل هذا سيكون مصيرنا؟ سؤال أسأله لنفسي كثيراً ولذلك لابد من دعم كل المبدعين الذين توقف نشاطهم , هذا عمل رئيس وأساسي يجب أن يبدأ به أي رئيس للاتحاد عمله وعلى جناح السرعة .

• هل لك رؤية لإنعاش صندوق دعم مبدعي الاتحاد ؟.
• نعم بالتأكيد – أولاً أنا ضد أن نذهب للدولة ونجري وراء الوزراء عشان ( نشحد ) منهم الدعم , صدقني المطربون قادرون على دعم خزينة هذا الاتحاد ولذلك من المفترض برمجة حفلات غنائية تجارية لدعم الصندوق والفنان الذي يساهم ويشارك في هذه الحفلات لابد أن يعلم إذا جارت عليه الأيام في زمن ما , حينها سيكون هذا الصندوق سنداً له وسيعينه في حياته، ولذلك أرجو أن يهتم المطربون بهذا الموضوع جيداً . فهذا الصندوق سيدعم كل الأعضاء , سواءً عاجلاً أم آجلاً .

• إذاً ماهو القرار الثاني الذي ستصدره ؟
• تهيئة اتحاد الفنانين كمبنى ولابد من تفعيل المناشط الثقافية والفنية، فاتحاد مثل المهن الموسيقية منوط به إثراء الحياة الثقافية والفنية في كل السودان، فكيف يعقل أن لا يكون بلا مناشط ثقافية أو فنية؟. ولذلك لابد أن يكون هناك اهتماماً بهذا الجانب لفائدة الأعضاء ولفائدة الأشخاص من خارج الاتحاد المهتمين بالشأن الثقافي – أنا والله لا أحبذ أن يكون الاتحاد مقراً فقط لربط الحفلات والحصول على العدادات، رغم أن هذه العدادات مهمة جداً للأعضاء لتسيير حياتهم المعيشية ومتطلبات الحياة , لكن كذلك لابد أن ننظر لمنظر الاتحاد من على البعد – أنا أحلم باليوم الذي اصطحب فيه أسرتي للاتحاد لنشاهد أي نوع من النشاطات وكل الزملاء يصطحبوا أسرهم حتى تنشأ فيما بينهم علاقات أسرية حميمة , لكن غير مرضٍ بالمرة أن يكون جزء من أعضاء الاتحاد داخل الاتحاد والجزء الآخر يجلس في طرف البحر يشربون القهوة , هذا وضع بلا شك غير سليم وغير صحيح – أنا شخصياً من الأعضاء الذين يجلسون في طرف البحر، لماذا؟. لأن الاتحاد ليس به نشاط يجذبني ويجذب بقية الأعضاء إلى الداخل ولذلك من المفترض أن يكون هناك نشاط يومي حتى يعيد لهذا الاتحاد تأريخه القديم , ونحن بدورنا سنهرول إلى دار الاتحاد منذ وقت مبكر للاستمتاع والمشاركة في هذه النشاطات.

• أجمل ثلاث أغنيات تمنيت لو كنت ملحنها ؟.
• والله أنا ما عايز أقول محمد الأمين حتى لا يتهمونني بأني أتحيز له , لكن أغنية ( حروف اسمك ) أرتاح لها بصورة كبيرة جداً وخاصة الجزء الأخير من الأغنية – الأغنية الثانية ( وا أسفاي ) لوردي أنا في تقديري فيها موسيقى متطورة جداً- ثالثاً أغنية إبراهيم إدريس ( ود المقرن ) ( أنا في شخصك احترم أشخاص ) لحن هذه الأغنية يتطابق تماماً مع معنى المفردات الشعرية في الأغنية وهذا سبب نجاح أي أغنية , اللحن عندما يتطابق ويعبر عن مدلول ومعنى المفردات في القصيدة مهم جداً لنجاح الأغنية .

• أجمل ثلاث أغنيات تمنيت لو كنت شاعرها ؟ .
• ( وا أسفاي ) لإسماعيل حسن و ( واحشني ) للتجاني حاج موسى و ( زورق الألحان ) لهاشم صديق – هذه الأغنيات فيها كلام عميق جداً ولها مدلولات معبرة، حقيقة .

• واضح جداً أن علاقة وثيقة جداً تربطك بالمطربين محمد الأمين – أبوعركي , هل لأنكم جميعكم من مدني ؟.
• ( ضحك قبل الإجابة على السؤال ) – أبداً والله , بالنسبة للموسيقار محمد الأمين أنا كما قلت في هذا الحوار إنني كنت معجباً به وأصبحت عضواً في فرقته الموسيقية وبعيداً عن الغناء نحن أصدقاء وإخوة , نفس الشيء أبو عركي أنا من المعجبين بغنائه وطريقة تنفيذه للأغنيات وطريقة اهتمامه وطريقة تدوينه للنوتة الموسيقية , أبو عركي منذ أن خطى نحو الغناء كان فناناً مجتهداً يقدم المادة الجيدة ومن الممكن أن يحتفظ بالأغنية زمناً طويلاً , هو إنسان صبور لو ما اقتنع أن الأغنية أصبحت في المستوى المطلوب لا يمكن أن يقدمها للمستعين، ولذلك هذه نماذج كانت أمامي, أنا اقتديت بها إذا كان وردي أو محمد الأمين أو عركي أو الموصلي , حقيقة أنا تأثرت بتجاربهم الفنية وتمنيت لو كنت مثلهم في عطائهم وفي فنهم . أنا في تقديري أن الموسيقى لا تحتاج للتنظير الكثير , الموسيقى تحتاج للعمل الفعلي – الفنان إذا قدم مادة ولم تجد القبول لدى المستمعين لابد أن يراجع نفسه وأن لا يحاول أن يطرح نفسه أكثر من اللازم , لابد أن يعيد النظر في هذه الأعمال ويعمل على اكتشاف نقاط الضعف فيها ويحاول تصحيحها ثم بعد ذلك يطرح نفسه للجمهور .

• في الوقت الراهن لو طلبك الموسيقار محمد الأمين عازفاً معه في الفرقة هل توافق؟.
• بالتأكيد أوافق ليس لديَّ مانع وكثير جداً شاركت معه في حفلاته التجارية وحفلات زواج، أنا لا أتعامل مع محمد الأمين بصفتي بروفيسور الفاتح حسين أو هو الموسيقار محمد الأمين، أنا علاقتي به تأريخية وأزلية وهو ما زال يقول: إن مكاني مازال موجوداً في فرقته , ولذلك ليس غريباً أن أعود لأعزف معه .

• هل هناك متابعة للأطفال الذين يتخرجون من مركز الفاتح حسين لتدريب الموسيقى والإعلام ؟.
• نعم، نحن نتابعهم لكن أساساً المركز لا يخرج موسيقيين على طريقة الدفعات وحفلات التخريج، إنما المركز يصقل المواهب سواءً أكانوا أطفالاً أو شباباً أو كباراً، وأنا تحديداً لا أدري لماذا ارتبط المركز في أذهان الناس بالأطفال؟ , هناك دارسين أيضاً من الكبار يلتحقون بالمركز لصقل مواهبهم .

• هل هناك أي ضوابط في مسألة الحضور والغياب ؟.
لا، – أبداًً – عندما يأتي إلينا أي شخص يريد أن يصقل موهبته أولاً نحدد له الفترة التي يقضيها في المركز وقبل التسجيل نشرح له الفكرة , فالطالب من حقه أن يواصل أو يتوقف , بمعنى أننا ليس لدينا دفتر حضور وغياب لأننا نحاول أن نرغِّب الناس في هذا الموضوع , هدفنا تربية جيل جديد نتوقعه بعد كم سنه يكون متذوقاً للموسيقى وهذا مهماً جداً , ليس بالضرورة أن يكون عازفاً، بل يكفي أن يكون متذوقاً للموسيقى , هناك الكثيرين الذين كانوا معنا وتوقفوا لظروف معينة عن الدراسة لكن هؤلاء أيضاً لم ننساهم , كنا عندما نقيم مهرجاننا السنوي نستعين بهم لفترة محددة للمشاركة معنا لأننا نعتبرهم من أبناء المركز .

• أخيراً ماذا تقول عن مهرجان الموسيقى في دورته الثانية الذي يقيمه مركز دكتور الفاتح حسين يومي الأحد والاثنين القادمين ؟.
• هذا المهرجان سيقام يومي الأحد 24 والاثنين 25 / 5 / 2015 بصالة (مارينا ) بالخرطوم برعاية كريمة من شركة . mtn جرت العادة من سنوات مضت أن يقيم المركز احتفالاً سنوياً لطلاب المركز وأسرهم على مدى ثلاث سنوات , في السنة الرابعة في العام الماضي فكرنا نشرك مواهباً من خارج المركز من الولايات وبالفعل شاركت في المهرجان مواهب من الأبيض وكسلا وكوستي وسنكات ورفاعة ومدني , ونجحت الفكرة نجاحاً كبيراً لعبت فيه شركة mtn دوراً كبيراً , فكرنا هذا العام بعد أن شعرنا بنجاح الفكرة بدلاً أن نقيم المهرجان في يوم واحد أن نقيمه ليومين، وقررنا أن نشرك فيه أطفال الجاليات الأجنبية الموجودة في السودان , وقد وجهنا الدعوة للجمهور لحضور هذا المهرجان ليشاهدوا على الطبيعة مواهب الأطفال الموسيقية، كذلك وجهنا الدعوة للأسر السودانية ولعدد من الأجانب الذين يقيمون في السودان .

• أهم الأهداف التي تسعون لتحقيقها من خلال هذا المهرجان ؟.
• الهدف من الفكرة أن نرعى هذا الجيل من الأطفال نعطيهم مادة يستفيدون منها طالما هم أصلاً يحبون الموسيقى , لابد أن يطوروا مواهبهم الموسيقية , وليس بالضرورة أن يكونوا موسيقيين مستقبلاً، لأن هناك بعض الأسر تخشى أن أبنائها عندما يكبرون يتجهون ناحية الموسيقى مع العلم أنه عندما يكمل الطالب الجامعة ربما يكون قد حدد اتجاهه بنفسه وربما يكون من الصعب أن تفرض عليه الأسرة اتجاهاً آخر لا يحبذه , نحن نحاول أن نلفت انتباه الناس أنه من خلال هذا الجيل سيظهر جيل قادم محباً للموسيقى ومتذوقاً لها .

نوح السراج
صحيفة التيار


تعليق واحد

  1. بالرغم اننى لست موسيقى ولا افقه فى الموسيقى ولكننى مستمع جيد لكل المطربين والمطربات …ولقد كان راى بحكم الخبره الطويله فى الاستماع فان الفنانه عافيه حسن اسطوره غنائيه لن تتكرر قريبا …اتمنى ان تعود قريبا.