عمر الشريف

شباب الأمل وشارع الحوادث


إذا توفر لك الزمن وساعدتك الظروف قم بزيارة داخل السودان طولا وعرضا لتكتشف الأصالة والكرم والطيبة والاجتماعيات والنفير . السودان ملىء بشباب وشياب الأمل لقد ضحوا بالغالى والنفيس من أجل هذا الوطن ومنهم من ترك بصمات مازالت ثمارها يانعة وأطلالها قائمة هذا هو السودان وهذا هو السودانى . هناك الكثير من أبار الشرب وفصول الدراسة وعنابر المرضى ورصف وتشجير الطرق قامت بمجهود وطنى وفردى ونشاط طلابى .

بالأمس نطالع صفحات التواصل الاجتماعى والقنوات الفضائية تبث لنا بين أخبارها التى إعتاد المشاهدين عليها فى السنوات الأخيرة بأشلاء الموتى وسيل الدماء وصور الدمار والتفجير ، بأخبار من هذا الوطن المجهول إعلاميا والمشهور بالكوارث والمشاكل السياسية والحروب الاهلية خبرا سارا يفرح القلوب ويدمع العيون فرحا وسرورا وهوأنقاذ أطفالا نسى الكثيرون معاناتهم وصيحاتهم وأنين ألآمهم مع ظروف الحياة الصعبة ومشاكل العالم الزائدة . لكن هؤلاء الشباب لم ينسوا الاطفال رغم الظروف التى يعيشونها والبطالة التى يواجهونها وضغوط الحياة التى يعيشونها وأسرهم . لقد قام هؤلاء بما لم تستطيع أن تقوم به منظمة خيرية ولا حكومة مركزية او ولائية إتجاه هؤلاء الأطفال .

هؤلاء شباب الأمل أدخلوا الفرحة فى قلب كل أم وكانوا سببا فى بسمة كل طفل وأملا فى مستقبله بمجهودهم ومجهود الخيرين الذين زرعوا بذورهم التى لا تخيب بأذن الله وتؤتى أكلها ويتضاعف أجرها . هذا العمل الخيرى من السنن التى لهم اجرها وأجر من عمل بها الى يوم القيامة . هذا العمل يعيد الأمل ويوثق الترابط ويزيل الضغائن والأحقاد والقبلية والحزبية ويصبح نواة ثمرة تفوح رائحتها لتشمل الجميع . وصيتى لهؤلاء الشباب أن يكون إتحادهم للخير وتماسكهم من أجل الوطن لا يهمهم من خذلهم أو حاربهم ولا يلتفتوا لمن يريد أن يوقف خيرهم وأن يوسعوا نشاطهم ويستفيدوا من خبرات وكفاءات أعضائهم فى كل المجالات وثقوا بالله بأنكم منصورين ومدعومين وأن الخير موجود فى هذه الأمة الى قيام الساعة .

التحية والإحترام والتقدير لهؤلاء الشباب وهم الأمل والوحدة والتقدم والرقى و شعلة الظلام وأمل المرضى والمحتاجين والضعفاء بعد الله سبحانه وتعالى . وقال تعالى : ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم اوالعدوان ) وهذه من أعمال البر والتقوى . ( وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ) تلك هى التجارة الرابحة والحياة السعيدة والعمل الصالح .